الاصطفاف السياسي الجديد الذي أنتجه قرار الحريري بتأييد عون سيشكل على الأرجح الضربة القاضية لظاهرة ٨ و١٤ آذار التي كانت تترنح خلال الأشهر الماضية على حافة التحولات الداخلية، ما يعني أن شكل الموالاة والمعارضة سيتغير في المرحلة المقبلة، وأن قواعد اللعبة في مجلس الوزراء ستتبدل بدءا من الثلث الضامن «المبتكر» الذي ستحل مكانه الضمانات المتبادلة.

وإذا كان طبيعيا أن يؤدي ترشيح الحريري د.سليمان فرنجية ثم لعون، وترشيح سمير جعجع للجنرال، الى تصدع فريق ١٤ آذار وفلسفة وجوده، فإن المفارقة أن عوارض «الشيخوخة السياسية» تسربت أيضا الى قوى ٨ آذار برغم أن المعركة الرئاسية حصرت بين اثنين من رموزها، وهو أمر كان يفترض به مبدئيا أن يجدد شبابها.

لقد أطاح الملف الرئاسي إلى حد بعيد بفريقي ٨ و١٤ آذار وتغيرت التحالفات خصوصا بعد التفاهم الذي تم بين عون وجعجع وأخيرا تفاهم التيار الوطني الحر مع تيار المستقبل بالتزامن مع تدهور العلاقة إلى حد غير مسبوق بين عون وبري:

ورجح وزير الداخلية السابق زياد بارود استمرار التباينات داخل الفريق الواحد معتبرا أنه من المبكر الحديث عن شكل التحالفات الجديدة.

وتدخل البلاد، بحسب بارود، في «دينامية سياسية جديدة» مع انتخاب رئيس للبلاد، على أن يكون هناك من يقف إلى جانب العهد الجديد ورئيسه ويحالفه، ومن يصطف في محور المعارضة، لافتا إلى أنه مع إعلان الحريري دعم عون رئاسة البلاد «تم خلط الأوراق والتمهيد للدخول في عهد جديد، وهو لا شك ما سيخلق جوا سياسيا مختلفا باعتبار أن انتخاب رئيس للبلاد سيحتم تشكيل حكومة جديدة وإعطاء أجوبة واضحة بخصوص قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية كما سيحرك الجمود ويضع حدا للمراوحة القائمة منذ أكثر من عامين ونصف».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024