منذ 7 سنوات | حول العالم / الحياة

لم يتوقع أحد أن تصبح الشخصية الكرتونية "ووندر ومان" (المرأة المعجزة) التي خرجت إلى النور قبل 75 عاماً كنوع من الكوميديا، جزءاً من منظمة الأمم المتحدة الدولية التي تُعنى بحقوق الإنسان.

وتوجت الأمم المتحدة أمس (الجمعة) "وندر ومان" سفيرة فخرية لها في العالم، تهدف إلى تمكين المرأة والفتيات، وذلك على رغم معارضة القرار من داخل المنظمة وخارجها.

وأُقيم حفل التتويج في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بحضور بعض العاملين في المنظمة الدولية، في حين وقف 50 شخصاً من الحاضرين اعتراضاً على القرار وأعطوا ظهورهم للمسرح ولوّحوا أيديهم في الهواء.

وطالب المعارضون المنظمة الدولية بالتراجع عن القرار، واختيار سفيرة حقيقية للمشاكل التي تواجهها المرأة، كما اتهموا الشخصية الكرتونية الشهيرة بتقديم صورة جنسية عن المرأة بسبب مظهرها الخارجي الملفت.

وكان المعارضون أطلقوا التماساً ضد القرار ضم حتى نهاية يوم أمس 1100 توقيع.

وقال الموقعون على الالتماس أن "تعيين المرأة المعجزة سفيرة لتمكين المرأة في العالم مخيب للأمال"، ويرسل إلى النساء رسالة مفادها بأنه "لا يمكن العثور على امرأة حقيقية قادرة على الدفاع عن حقوقهن".

وشارك في حفل التعيين كل من الممثلة ليندا كارتر التي لعبت دور المرأة المعجزة خلال سبعينات القرن الماضي، والممثلة غال غادوت التي تقوم بالدور ذاته في الفيلم المتوقع صدوره العام المقبل.

وقالت كارتر في كلمة ألقتها خلال الحفل: "لا بأس إن كان الجميع لا يوافق على القرار، لكن أطلب من المعترضين التفكير مرة أخرى"، مضيفةً "لطالما تعرضت إلى انتقاد بسبب شكل المرأة المعجزة الأنثوي، لكن هي تريد أن تكون أنثى بكامل رونقها، وفي الوقت ذاته مدافعة عن حقوق المرأة".

وخلال الحفل، توجه رئيس شركة "دي سيه" العالمية للترفيه للمعترضين قائلاً: "إن قصص الشخصيات الكوميدية يمكن أن تكون مصدر إلهام وتعليم لتغيير الواقع ورفع الظلم".

في الجهة المقابلة، اعتبرت الموظفة السابقة في الأمم المتحدة شازيا رافي ان "اختيار المرأة المعجزة سفيرة لحقوق المرأة هو بمثابة تجاهل من جانب الأمم المتحدة وتجميل للواقع الصعب التي تعيشه النساء في عدد من الدول، حيث يعانين الاستغلال الجنسي وسوء المعاملة".

وتابعت: "نحن لسنا ضد الشخصيات والمسلسلات الكرتونية، لكن هذه القضية أصعب بكثير من مجرد اختيار شخصية خيالية"، وتساءلت: "لماذا لم يتم اختيار نادية مراد التي أصبحت وجهاً يعكس ما تعانية المرأة الإيزيدية على يد المتطرفين، أو ملالا يوسفي التي حاربت من أجل حقها في التعليم".

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة تختار عادة السفراء الفخريين من شخصيات خيالية، على عكس سفراء النوايا الحسنة الذين يكونون أشخاصاً حقيقيين. واختارت الأمم المتحدة شخصية الدب "ويني ذا بو" في العام 1998 ليكون سفيراً فخرياً للصداقة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024