منذ 7 سنوات | لبنان / Liban8

أحيت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بعد  ظهر اليوم 21/10/2016، الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن والمؤهل أول احمد صهيوني، باحتفالٍ أقيم في قاعة الشرف بثكنة المقر العام، بحضور دولة الرئيس سعد الدين الحريري ومعالي وزير الداخلية والبلديات الاستاذ نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ورئيسة مؤسسة اللواء وسام الحسن السيدة أنّا الحسن وذوي الشهيد  اللواء والمؤهل أول أحمد صهيوني، قادة الوحدات، عدد كبير من الضباط.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد قوى الامن الداخلي،  ثم ألقى عريف الحفل رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزف مسلم كلمة، هذا نصها:

كلمة عرّيف الحفل في ذكرى استشهاد اللواء الحسن

تمضي الأيّامُ والسنون، وتبقى ذكرى الأحبّةِ حيّةً تعطّلُ مهمّةَ النسيان، وتُثبتُ أنّ الروابطَ الأصيلةَ عصيّةٌ على الانقطاع.

أيُّها اللواءُ الشهيد وسام الحسن،

نحن لا نملكُ أن نُكافئ أمثالَك عمّا أسديتَه للبنان، ولمؤسّستِنا الأمنية، فطريقُك محفورُ أمامَنا تعبّدُه قيَمُ التفاني والإخلاصِ والصدقِ والتواضع، فقد لمسناها فيك لمّا كنت بيننا. وإرثُك الذي تركتَه حصدَ المحبّةَ والاحترامَ من الأطرافِ كلِّها، فإذا كانَ العلماءُ بعلومِهم، والحكماءُ بأقوالِهم، والصالحون بوصاياهم، فإنَّ الشهداءَ بوطنيَّتِهم، وبمقامِهم الذي لا يعلوه مقام.

      في هذا اليومِ، في الذكرى الرابعة لاغتيالِ اللواء الشهيدْ وسام الحسن، نجدّدُ الولاءَ لمن حفظَ الولاء، ونُعاهد البطولةَ لمن وطأَ أرضَ البطولة، ونعدُ باستمرارِ الرسالةِ، وإكمالِ الإنجازاتِ التي خطّطَ لها وسعى إليها شهيدنا.، فواجبُنا الأساسي، كما آمنَ الشهيد، يَكمُنُ في المحافظةِ على الناسِ، وتطبيقِ القانونِ، وشدِّ أواصرِ اللحمةِ مع جميع مكونات المجتمع.

أسرة الشهيد اللواء وسام الحسن وأسرة الشهيد المؤهّل أوّل أحمد صهيوني

كما تعلمون، باتَ لبنانُ الأرضَ الولّادةَ للشهداء، هم رجالُ التاريخِ المخلصون والأوفياء، من يتحوّلون إلى رموزٍ تُنعشُ ذاكرةَ الأجيالِ الآتية، وتقفُ على بوّابةِ التاريخِ لتُبطلَ كلَّ وعيدٍ يتهدّدُ أبناءَ الوطن، وتبرهنُ أنَّ كلَّ شيءٍيرخصُ فداءَ حياةِ الوطن، حتّى الدم. وقد عرفَ اللواء الشهيد هذا المبدأَ، كما عرفَه شهداؤنا الأبرارُ، وآمنَ به، ودعا إلى التزامِه، ومشى فيه، وقد استجابَت له الشهادةُ، معَ زميلِه، وكرّمتْهما فجعلتْهما في الصفِّ الأوّلِ من الأحياءِ عندَ الله.

كلمة عائلة الشهيد وسام الحسن ألقاها العميد فار فارس رئيس لجنة جائزة اللواء الشهيد وسام الحسن

عندما شرفتني عائلتك وأنا واحد منها وكلفتني بالكلام في ذكراك الرابعة لم أعرف ماذا انتابني .. هو مزيج من المشاعر ... هو شعور من استفاق فجأة من حلم جميل ... هو شعور بالمرارة وبالأمل معاً ..

وأضاف: ان تحب هذا الرجل، ان تكرهه فهذا شأنك، ان تعرفه، ان تعيشه، .. فهذا شأن من عاصره من عرفه من لم ولن يدرك غيابه.

عندما جاء المقدم وسام الحسن حاملاً مشروعاً لم اكن أو لم يكن أحد في هذه الدنيا يتوقع منه شيئاً ولأكن أكثر صدقاً وربما وقاحة .. كل من عاصر تلك الفترة لم يكن يجروء على ان يراهن على ذلك الضابط الذي كان مصراً على تغيير القواعد ... ان يؤسس لمنهجية عمل امني تضاهي اكثر دول العالم تقدماً واحترافية، هذا ليس مجرد مديح لرجل رحل، لانسان ترك أثراً في قلب كل من عرفه، كل من أحبه، كل من كرهه، كل من حقد عليه، هذا واقع مثبت ودامغ لا يمكن انكاره، انه الحقيقة كما هي، الحقيقة المجردة من كل لبس او اشتباه، انه ما حصل وما كان ولن يتسنى لأحد مهما علا شأنه تجاهله او التنكر له.

وتابع العميد فارس: ان يتم قتل وسام الحسن بهذا الكم من الحقد ... من الغل ... من الغدر ... لهو البرهان لهو الدليل على قدر الأرق .. على قدر الرعب الذي أصابهم ... على قدر الخوف .. على قدر الراحة من غيابه .. على قدر أمانيهم في هذه الدنيا بدونه.

أن يتم قتل رئيس جهاز أمني بهذه الطريقة .. ان تتم تصفية وسام الحسن بهذا الكم من الاحتراف والتخطيط، ان يستطيعوا ان ينالوا منه هو منتهى طموحهم ومن يعش هذه الايام لا يمكنه أكان عدواً أو صديقاً إلا ان يفتقد لمساته .. أن يفقتد حضوره.

منذ استلامه اوائل عام 2006 ما كان في حينه تحت مسمى فرع المعلومات، لم يكن احداً ان يتوقع ان يستطيع ان يؤسس لجهاز امني محترف خلال اقل من ثماني سنوات التي لا تعتبر شيئأ يذكر في عالم الامن.

عندما نستعرض انجازاته لا نعرف من اين نبدأ وكيف نعلم وهي لم تتوقف .. انه وسام الحسن الذي لم يفعل شيئاً لنفسه.. انه وسام الحسن الذي ابتدع منظومته الخاصة دون ان يلعم من قتله بانه كان كذلك .. كان يقول بان الوطن اكبر من الجميع فلنعمل له ... لم يكن كلاماً للكلام فقط كان نهجاً وتخطيطاً واستشرافاً وما استمراريته الا الشوكة في عين من قتله غدراً .

 

في اقل من ثماني سنوات استطاع وسام الحسن ان يفرض نفسه على راس جهاز امني غير تقليدي ... جهاز امني يعمل باحترافية .. جهاز أمني لم يتوقف عن تطوير نفسه .. حقق وما زال يحقق انجازات حمت الوطن بشهادة العدو والصديق ... بشهادة الحليف والخصم ... بشهادة كل من يؤمن باعطاء كل ذي حق حقه.

وختم العميد فارس: وسام الحسن ... اعجازك كان بانك استطعت ان تعمل وتحقق انجازات انقذت الوطن في اكثر من محطة تحت وابل من الضربات اليومية من التحريض والتخوين والدسائس والاتهامات التي كانت تنتزع منك ومن رفاقك من بعدك ابتسامات مليئة بالتصميم وعدم المبالاة وبأن يقتل رجالك واحداً تلو الآخر وان ينالوا من الوسام الصغير ولا يثنيك ذلك عن مواصلة المشوار لهو الاعجاز بعينه أما الاعجاز الاكبر فكان بحياتك بعد مماتك.

انه وسام الحسن الذي أـسس وبنى لوطنه وليس لنفسه .

لن اقول المزيد ... انت المزيد .. أنت انت الاضافة ... انت الاستثناء ...

رحم الله وسام الحسن، رحم الله رفيق درب الوسام المؤهل أول احمد صهيوني، رحم الله شهداء الوطن.

كلمة اللواء إبراهيم بصبوص

أربعُ سنواتٍ مرَّت وسَتمرُّ السنينُ ويبقى شهيدُنا وسام الرمزَ الخالدَ في ذاكرةِ ووجدانِ مؤسستنا مؤسسةِ قوى الأمن الداخلي هذه المؤسسة التي احبَّها واحبَّتهُ والتي كانَ وفياً لها وكانت ولا تزالُ وستبقى وفيّةً لهُ ولإنجازاتِهِ الكبيرةِ التي تركت بصماتٍ واضحةً في كافةِ المراكزِ التي شغَلَها وصولاً إلى تأسيسِ شُعبةِ المعلوماتِ وتولِّي رئاستِها وتنظيمِها وفقاً لهيكليةٍ مؤسساتيةٍ معاصرةٍ, وأُسُسٍ تدريبيةٍ حديثةٍ وتجهيزاتٍ فنيةٍ متطورةٍ, ورَفَعَها إلى مستوى عالٍ من الكفاءةِ والمهنيةِ والاحترافِ شهدَ لها معظمُ المسؤولين على مستوى الوطنِ والعالمِ، بعد أنْ تمكن من تفكيكِ العديدِ من شبكاتِ التجسسِ, وكشفِ معظمِ الشبكاتِ الإرهابيةِ والعصاباتِ الإجراميةِ المنظَّمةِ وغيرِها وغيرِها من العصاباتِ والمجرمين.

وباغتيالهِ تمكّنَ الإرهابيون من التخلُّص جَسدّياً من وسام الحسن، ولكنهم خَسئوا في القضاءِ على مشروعِهِ الرياديّ في تطويرِ شعبةِ المعلومات وحمايةِ الوطنِ منَ المؤامرات التي تُحاكُ له من الإعتداءاتِ التي تستهدفُه، فاستمرّتْ هذهِ الشّعبة من بَعده تُحلّق بإنجازاتِها برئاسةِ العميد عماد عثمان الذي يقودُها بكلّ جرأةٍ وكفاءةٍ واحترافٍ لا ترهبُهُ المخاطرُ والتهديداتُ، غيرَ آبهٍ بتصريحٍ من هنا وتصريحٍ من هناك ومحققاً مع فريقِ عملِه الإنجازَ تلوَ الإنجازِ في محاربةِ الإرهابِ والجرائمِ المنظَّمةِ والجرائمِ العاديةِ على أنواعِها مجنباً الوطنَ العديدَ من المخاطرِ والويلات.

نستذكركَ أيُّها اللواء الوسام في ذكرى استشهادِكَ وتفتقدُكَ مؤسسةُ قوى الأمنِ الداخلي كما يفتقدُ الوطنُ رفيقَكَ دولةَ الرئيسِ الشهيدِ رفيق الحريري, رجُلَ الوفاقِ والسلامِ والإعمارِ في هذه الظروفِ العصيبةِ التي يمرُّ بها لبنانُ حيثُ يكونُ الوطنُ بأمسِّ الحاجةِ إلى أمثالِه من الحكماءِ والعقلاءِ ليُنقِذوهُ من كبوتهِ وينأوا بهِ عن متاهاتِ الصراعاتِ الدوليةِ والإقليميةِ ويبتعِدوا بهِ عن المماحكاتِ السياسيةِ المحليةِ ودوامةِ الفراغِ السياسيِّ وجحيمِ الأزماتِ المعيشيةِ وغيرِها منَ الأزماتِ والمخاطرِ التي تحيطُ بنا مِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ.

أيها الشهيد البطل،

إن مؤسسةَ قوى الأمنِ الداخلي التي تَرَعْرعتَ فيها والتي ضحيتَ ورفيقِكَ المؤهل أول الشهيد أحمد صهيوني بأغلى ما عندَكُما في سبيلِها, تُعاهِدُكَ وتُجَدِّدُ لكَ دائماً عهدَ الوفاءِ لنُبلِ الشهادةِ ولدماءِ الشهداءِ ولمعاناةِ وصبرِ ذويهِم وعائلاتِهِم, وتؤكِّدُ لكَ أنها ستبقى مؤسَّسةً وطنيةً بامتياز هَمُّها أمنُ الوطنِ والمواطنِ, لا تُفَرِّقُ ين مواطنٍ وآخرَ ولا بينَ فئةٍ وأُخرى، وعلى مسافةٍ واحدةٍ من الجميعِ وتَعملُ بكلِّ ما اوتِيَت من عزمٍ وإرادةٍ وقوّةٍ في سبيلِ حفظِ الأمنِ والنظامِ وحمايةِ الممتلكاتِ والحرياتِ ومكافحةِ الإرهابِ والجريمةِ على انواعِها وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق ذلك وأنها ستستمرٌّ، وبتوجيهاتٍ من رجُلِ الدولةِ معالي الوزير نهاد المشنوق، بالتنسيقِ والتكاملِ مع الجيشِ اللبناني والأجهزةِ الأمنيةِ لما فيه خير وأمن الوطن.

وفي الختامِ، أتوجَّهُ بعميقِ الشكرِ والإمتنانِ لمؤسّسةِ اللواء الشهيد والقيّمين عليها وعلى رأسِها السيدة آنَّا على جهودِها المباركةِ، و على منحِنا الثقةَ والمحبةَ واستمرارِها في العطاءِ لِما فيهِ خيرُ مؤسسةِ قوى الأمنِ الداخلي ونثمِّنُ عالياً مبادرَتِها في إطلاقِ جائزةِ اللواء الحسن لأفضلِ إنجازٍ عسكريٍّ. كما أُوَجِّهُ تحيةَ إكبارٍ وإجلالٍ لعائِلَتَي الشهيدَينِ الكبيرينِ، وسائرِ عوائلِ شهداءَ الجيشِ وقوى الأمنِ الداخلي.

عشتم، عاشت قوى الأمن الداخلي، عاش لبنان.

كلمة الوزير نهاد المشنوق

دولة الرئيس، عمي أبو حيدر، عائلة اللواء الشعيد الأخ وسام الحسم وعائلة المؤهل أول أحمد صهيوني، حصرة اللواء ابرهيم بصبوص، والسادة الضباط...


تمرّ ذكراكَ الرابعة يا وسام، وأنت أكثرَ حضوراً بيننا. لا حاجتُنا لعقلكَ ووطنيتك تقلُّ، ولا الشوقُ لطينتكَ النادرة في الصدق والإخلاص يصغرُ.هو ليس يوماً في السنة نستعيدُك في خلاله، من زحمة الأخبار والملفات والقضايا والقرارات. ليس يوماً في السنة، وأنتَ تسكنُ الذاكرة كلَّ يومِ وتسكن الحاضر في تفاصيل التفاصيل. عائلتك الصغيرة، لا يعوّضها في غيابك الا الارثَ الذي تركته في العصامية والنجاح، في بلاد تكافىء الموهبة بالعدوان والاغتيال! وعائلتك الكبيرة، تستلهم من سيرتك الاداء العاقل والمسؤول والوطني في درب جلجلة القرارات الصعبة الذي نمشيه مع الرئيس سعد الحريري! كانت المسؤولية بالنسبة لوسام الحسن إمتحاناً يومياً لترويض العاطفة. عام ٢٠٠٧ وكان وليد بك جنبلاط قد أنهى للتو واحداً من أعنف الخطابات السياسية في تاريخ لبنان ضد نظام الاسد، في ذكرى الرابع عشر من شباط، عاد الى منزله ليجد وسام الحسن قد سبقه الى هناك: "التحقيق يأخذنا الى مسارات أخرى يا بيك، ومعطياتنا لا تسند، حتى الآن، ما ذهبتَ اليه"! هل كان وسام، بكلامه، يدافع عن نظام الأسد الذي يعرف تاريخه بحقّ لبنان وبحقّ رفيق الحريري؟ كلا! كان الضابطَ المسؤولَ الذي لا تأخذه العاطفةُ ولا الأحقادُ ولا الاحكامُ المسبقة، ولا تمنعه الخصومةُ من إيجاد مساحة مشتركة، حتى حين كان في ذروة الإشتباك! كان إبنَ الدولة التي تشرَّف بلبس بذلتها ورفعِ علَمِها، ووضعَ نجومَ لبنان على كتفيهِ، مثلَ كل الحاضرين هنا من العسكريين، والغائبين أيضاً . هذا هو وسام الحسن. إبنُ الدولة وشهيدُها. الدولةُ التي نخوضُ اليومَ تجربةً صعبةً على الجميع، كي نحاول إنقاذَ ما بقي منها، ونبني عليه، ونستعيدَ مؤسساتِها وحضورَها وقدرتَها على الحياة.لو كان وسام بيننا اليوم لما تأخرَ لحظةً في فهم معنى الإنخراط في اي تسوية تحمي الدولة، أياً تكن الأثمان الخاصة التي يحكى عنها. نصيب مرة ونخطىء مرّاتِ، لكننا ثابتون، بقيادة الرئيس الحريري، على خطّ الدفاع عن الدولة ومؤسساتِها وفكرتِها وحضورِها في وجدان اللبنانيين... وهذا هو الأهمّ. لأنّ أخطرَ ما يمكن أن نواجِهَهُ، وأبشعَ ما يمكن الإستثمارُ فيه، هو سقوطُ الدولة من وعي المواطن، أو جعلُها مرادفةً للفشل والضعف فقط وبالتالي اسقاطُ الحاجة اليها! أياً تكن مواصفاتُ اللواء الشهيد الحبيب وسام الحسن، هل كان ليحققَّ نجاحه خارج فهمه للدولة؟ كل واحد منكم يعرف الاجابة عن هذه الأسئلة. إنها الدولةُ نفسها، والتي كانت تعاني ما نعانيه اليوم، عملَ فيها وسام الحسن وصنعَ من تجربته فيها تجربةَ أمل للبنانيين. وأثبتَ أنّ بناءَ المؤسسات ممكنٌ حين تتوفر الارادة والرؤية، لأنّ وزنَ كل نجاح للدولة، هو السحبُ من رصيد المتطاولين عليها. لا حاجةَ للمبالغة في مديح تجربتكَ أكثرَ يا وسام وهي تتحدثُ عنكَ في وجوه زملائك ونجاحِ الجهاز الذي اشرفتَ على بنائه حجراً حجراً، وعنصراً عنصراً، الى أن صار ما هو عليه اليوم، صمامَ أمن وأمان للبنانيين، لكل اللبنانيين، من دون أي تفريق. ولتطمئن أكثر يا وسام. يقوم اللواء بصبوص، الناسك القادر بالقانون، على إصلاح الكثير الكثير مما كنت أنت تشكو منه في قوى الأمن الداخلي. قلتُ في السابق: أخطأ من اعتقد أن إلتزامَنا الدائمَ بالتهدئة ومنطق التسوية حمايةً للسلم الاهلي، على هشاشته وضعفه، أخطأ حين اعتبر أن هذا الالتزامَ عنوانٌ للضعف. وهو مخطىءٌ اليوم وغدا وكل ساعة. وعدَنا جمهورَنا وجمهورَ وسام الحسن، أنَّ قرارَ الافراج عن قاتله أو أحد المخططين، ميشال سماحة لن يمر أياً تكن الأثمان، وأننا لن نقبلَ بإستمرار الخطأ القضائي والحقوقي في لبنان. لكننا قررنا بقيادة الرئيس سعد الحريري أن نخوضَ المعركة من قلب الدولة، بعيداً عن عراضات الشارع ومزايدات المزايدين، ونجحنا واعدنا القاتل الى حيث يجب أن يكون. نحن لا نساوم على شهدائنا. ولا نساوم على تضحياتهم ولا نقفز فوق دمائهم. لكننا لا نفقدُ البوصلة أيضاً ونمضي في تدمير ما استشهدوا من أجله. فعلنا ذلك منذ أن استشهد رفيق الحريري وحتى استشهاد الوزير الحبيب محمد شطح، وقدرُنا أن نبقى مؤمنين بخيار الدولة، حتى حين يضعفُ إيمانُنا بوجود شريك. نعم، قد تكون هذه آخرُ التسويات الممكنة في لبنان. وقد تكون آخرُ أغصان الزيتون، إذا ما ثبتَ أنّ من نصنعُ معهم التسوية يريدون تحويلَها الى معادلة نصرٍ وهزيمةٍ للدولة وقدرتِها على تمثيلِ كلِ اللبنانيين. ما سمعتموه بالامس كان واضحاً. هي محاولة لتسوية مبنية على إتفاقٍ سياسيٍ يلخصُ الثوابتَ التي استشهدَ من أجلها وسام الحسن وبقيةُ الشهداء: حمايةُ الدولة وإحياءُ المؤسسات وتحييدُ الدولة اللبنانية عن الأزمة السورية، والأهمُّ الالتزامُ بالطائف وعروبةِ لبنان وهي مسألةٌ في غاية الحساسية في ظل الاختراقات الحاصلة في المنطقة والساعيةِ لأخذِ الدولِ والمجتمعاتِ الي خياراتٍ واتجاهاتٍ أخرى لن نسمحَ بها في لبنان. جولةُ الباطلِ ساعةٌ وجولةُ حقِّ الدولةِ إلى قيامِ الساعة، عشتم ،عاش لبنان، عاشت قوى الأمن الداخلي. 

بعد ذلك وزع دولة الرئيس سعد الدين الحريري والوزير نهاد المشنوق واللواء ابراهيم بصبوص والعميد عماد عثمان ورئيسة مؤسسة اللواء وسام الحسن السيدة أنّا الحسن، جوائز مؤسسة اللواء الشهيد وسام الحسن على عدد من الضباط الذين حققوا انجازات لافتة في مؤسسة قوى الامن الداخلي على كل من: العقيد محمد صالح: احد ضباط شعبة التخطيط والتنظيم بجائزة افضل انجاز اداري. المقدم نقولا سعد: رئيس مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية بجائزة افضل انجاز عملاني.أما جائزة القطعة المتميزة في قوى الامن الداخلي فمنحت الى السرية الخاصة ( الفهود ) تسلمها قائد السرية الرائد وسام فاخوري.

كما منحت الجائزة هذه السنة استثنائياً للعقيد جهاد ابو مراد (رئيس فرع الخدمة والعمليات في شعبة المعلومات)

وقدم اللواء بصبوص للسيدة أنّا الجسن درعاً تذكارية عربون محبة وتقدير لعطاءاتها.

ثم انتقل الحضور الى باحة ثكنة المقر العام لأداء مراسم التكريم للواء الشهيد فقام دولة الرئيس الحريري والوزير المشنوق واللواء بصبوص والعميد عثمان بوضع أكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري للواء الشهيد، ثم عزفت موسيقى قوى الامن الداخلي لحن الموتى والنشيد الوطني اللبناني.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024