وحياتك معلّم اسكندر، بدّي عزّبك بشِي كيلَيين موزات وكيلو خِشنة وعصعوص المدام بس تخلّص جَرم هالغنّية يلّي بين إيديك.

الفنّان محمد اسكندر يعبّر دائماً عن أحاسيسه بطريقة مختلفة، لكن في عمله الجديد «غلطة حكيم» طعنَ طبلة أذننا بقرَف كلمات أغنيته التي علّقها مثل المعاليق على لحن بدوي، ليَعزمنا إلى «ملحمته» الفنّية التي يعبّر فيها بالدم وتقطيع الشرايين ونَحر القلوب وحفرِ القبور عن مدى تعلّقِه بحبيبته.

من المؤكّد أنّ هناك نوعين من المستمعين لأغاني محمد اسكندر، قسم يستمع بأذنيه وقسم آخر يستمع برِجليه، ومِن البديهي أنه يتوجّه بأعماله للقسم الثاني من المستمعين، ويُراهن عالعمياني على حماسة دبكتِهم. أمّا القِسم الأوّل فلا يعوّل على رأيه كثيراً، لأسباب تتعلّق بالكلمات الممغنَطة والمتّجهة دوماً ناحية القسم الرخيص من ثقافتنا.

اسمعوا شو بيقلّها:

لو بيموتوا رفقاتي ما بعطي دم بحياتي / بخاف بشي غلطة حكيم يشيلوكي من دمّاتي / بحبك، بحبك، والله بحبك.

وعلى أساس محمد اسكندر رمز الشهامة والعنفوان، وإذ به في سطرَين يقضي على مفهوم الصداقة والوفاء ويبيعهما بسِعر بَوسِة أو غمرَة من الحبيبة…

وشو بيكمّل وبيقول:

وحُبِّك دابحلي قلبي من وريدو لَـ وريدو / واللي بيغلَط معاكي عم يِحفر قبرو بإيدو.

وهذه من أجمل ما يمكن أن يقوله الرَجل لحبيبته عندما يجتمعان في عشاء «أَ لا شانديل»، ويفتح شهيتَها بصورة القلب المقطّع ويزيّنها بصورة القبر المفتوح، حتى تتمكّن حبيبته من النوم كالملاك.

ومِش بَس هيك، بيختِما بزبدِة الشعر المعاصر:

الجرّاح البيداويني لو ما لاقاكي فيني / لاخطف من إيدو السكين و قطّع كل شراييني / و إحفر إسمك فوق جبيني

وإهرب من المستشفى لو كانت عم تطلع روحي / وجبلو خصلي من شعرك يقطبلي فيها جروحي.

إنتَ عم تتصوّر منظرَك هربان من المستشفى وشرايينك مقطّعة والدموم عم تشلي منّك، وحافر بالسكّين إسم المخلوقة على جبينك… وقال شو، بدّك تروح تجيب خصلة من شعرها.

إنتَ عم تتصوّر موقف أهلها لمّا يشوفوك بهيدا المنظر جايي تحبّ بنتُن يلي قاعدة بالبيجاما عم تاكل تارتين راميك وعم تحضَر رومانتيك كوميدي… إي والله ليقوّصوك إنتَ وبالباركينغ وما بيخلّوك تشوف صورة وجّا… هيدا منظر واحد بدّو يحبّ أو بدّو يفجّر حالو؟

جميل جدّاً أن نعبّر بطرُق مختلفة ومنوّعة ومبتكَرة، لكن من المقرِف للغاية ربط الحبّ بصوَر الدم والتشويه… هيدي أوّل مرّة بحياتي بِسمع قصّة «حبّ في ملحمة»، ورجاءً لا حاجة لفيديوكليب، فالمَشاهد التي تَصوّرناها بتكفّي وبتوفّي.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024