منذ 7 سنوات | لبنان / السفير









وقف الرّجل الخمسيني، أمس، ليستجوبه رئيس المحكمة العسكريّة العميد حسين عبدالله.

يعود محمّد م. بالزّمن إلى الثمانينيات من القرن الماضي حين حمل السّلاح وانضمّ إلى «حزب البعث العراقي» وقاتل الجيش السوريّ في طرابلس، فيما انضمّ شقيقه إلى «حزب التّوحيد».

بقي الرّجل على التزامه مع «البعث» وصار واحداً من حرّاس رئيس الحزب النّائب السّابق عبد المجيد الرّافعي، بالإضافة إلى تقرّبه من الرّاحل خليل عكّاوي المعروف بـ «أبو العربي».. وذلك حتّى قبضت عليه الاستخبارات السوريّة العام 1986.

12 عاماً كاملة، بقي فيها محمّد موقوفاً في سجن تدمر من دون محاكمة إلى أن تمّ إخلاء سبيله العام 1998، وعاد بعد عام إلى مسقط رأسه باب التبّانة.

عند هذه النّقطة، يؤكّد محمّد إفادته الأوليّة قبل أن ينفي كلّ ما حصل خلال الأعوام القليلة الماضية. فلدى القبض عليه منذ نحو عام، لم ينكر حين سأله المحقّق إلى أي تنظيم ينتمي، أنّه يؤيّد «داعش» وكلّ المجموعات المعارضة المسلّحة التي تقاتل النّظام السوريّ «الظالم».

وذهب الرّجل أبعد من ذلك من خلال الدّعوة جهاراً إلى «الجهاد في سبيل الله» في سوريا ولبنان ضدّ بعض الأجهزة الأمنيّة.

ولذلك، كان سهلاً عليه أن يجنّد عدداً من الشبّان الذين ذهبوا إلى سوريا وانضمّوا إلى التنظيمات المسلّحة. وكان من بينهم اثنان من أبناء شقيقته الذين ماتوا خلال المعارك، الأوّل سقط في كمين تلكلخ، والثاني أثناء قتاله إلى جانب «داعش» في تدمر، وآخرون ممّن لم يعد يعرف عنهم أي شيء.

ينكر محمّد أثناء استجوابه علناً تحريضه الشبّان على القتال في سوريا، برغم تأكيد كرهه للنّظام السوريّ الذي احتجزه لأعوام. وسرعان ما يشير إلى أنّ لا ذنب له في ذهاب أولاد شقيقته إلى سوريا.

ويشدّد على أنّ لا علاقة له بأسامة منصور ولم يلتقه أبداً، قبل أن يقع عندما يبرز العميد عبدالله «داتا» الاتّصالات التي تشير إلى وجود اتّصالات بينه وبين «أبو عمر». يبرّر الموقوف الأمر بأنّه اتّصل به باعتباره جاره، كي يطمئنّ على والدته أثناء المعركة، وبعدما حاول الاتّصال مراراً بشقيقه ووالدته وجارته.

كما يشير إلى أنّه لا يعرف شادي المولوي. هو الذي قال في إفادته الأوليّة إنّه أقام احتفالاً للمولوي عندما تمّ إطلاق سراحه من المديريّة العامّة للأمن العام، وعندما هرب الأخير علم من شقيقه الذي فرّ معه أنّهما في عين الحلوة برفقة عدد من أبناء باب التبّانة المطلوبين، ومن دون تحديد محلّ إقامتهم.

أمّا عن علاقته بالانتحاري طه الخيّال الذي فجّر نفسه في جبل محسن في أواخر العام 2015، فإنّ محمّد تراجع عن إفادته الأوليّة التي قال فيها إنّ الخيال الملقّب بـ «أبو عبد الرّحمن» قد زاره في منزله وهو مزّنر بحزام ناسف، طالباً منه إيواءه ليقوم بالاتّصال بصديقه محمّد ك. الذي بات في منزله لليلة واحدة.

كلّ ذلك نفاه محمّد، مشيراً إلى أنّ الخيّال اتّصل بشقيقه، فأجاب على اتّصاله ومرّر الهاتف لشقيقه من دون أن يعرف أي شيء عنه.

وفي «العسكريّة» أيضاً، استجوب عبدالله الموقوف أسامة العسّالي بعدما تمّت إعادة فتح محاكمته منذ أشهر قليلة.

لم يأتِ الرّجل بجديد أثناء استجوابه، أمس، لينكر كلّ ما اعترف به في إفادته الأوليّة بأنّه كان يملك في مسقط رأسه يبرود أكثر من مصنع لتصنيع العبوات النّاسفة وتفخيخ السيّارات التي وصل بعضها إلى لبنان.

ولإثبات عدم انتمائه إلى «جبهة النّصرة»، قال الرّجل: «إن يبرود كلّها صوفيّة، ولذلك يعتبروننا كفّارا».

وحدها عبارة «زميلي» ظهرت وكأنها سقطة، حينما سئل عن تميم الّلي، الذي وصفه بأنّه «زميله»، «ويملك مصنعاً لتفجير العبوات والقذائف بس»!

وإذا كان العسالي قد صرّح سابقاً بأنّ عناصر من «حزب الله» قد اختطفوه قبل أن يتمّ القبض عليه، فإنّه ركّز في استجوابه، أمس، على هذه النقطة، ليؤكّد أنّ عناصر من الحزب خطفوه من مجدل عنجر 14 شهراً وقالوا له: «مين ما سألك قلهم إنّك عند حزب الله في سوريا»، قبل أن يعيدوه إلى بر الياس بعد التّحقيق معه والتثبّت من أنّه ليس «أبو خالد» الذي يملك مصانع لتفخيخ السيّارات.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024