يعتبر الزجاج الليبي في الصحراء من أهم أنواع الزجاج، ويرتبط ذلك بقصته المثيرة. عملياً، فإنّ الزجاج يتكوّن عندما يتم تسخين مكوناته، على أن يتمّ تبريدها بسرعة خلال فترة زمنية محدّدة. أمّا بالنسبة للزجاج الليبي الصحراوي، فإنّ الأمر يختلف تماماً. فمنذ حوالى 20 مليون عاماً، تعرضت مكونات هذه الزجاج لحرارة عالية، وذلك إمّا جراء تأثير الشهب أو الإنفجار الكوني العظيم. حينها، سخنت هذه المكونات وتفتت بعد ذلك. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جين كولك، كبير العلماء في متحف كورنينغ في نيويورك: "لقد ارتفعت الحرارة في ذاك الجزء من الصحراء بشكل كبير، وقد كان عبارة عن رواسب نقية من رمال الكوارتز، وأدى ذلك ارتفاع درجة الحراري إلى تسييل هذه المواد". ويضيف: "عندما تمّ تبريد هذا الكوارتز السائل بفعل عوامل الطبيعة، تشكّل الزجاج الصحراوي. هذا الكوارتيز كاد يكون سليكاً نقياً، وكان قادراً على التجميد دون بلورة، مما يجعله زجاجاً بدلاً من تراكيب كريستالية جيولوجية".

وفي العام 1922، عثر عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، خلال بحثه عن كنوز توت عنخ آمون، على صفيحة مزخرفة تصور الإله "رع" عند الفراعنة. وفي وسط هذا الدرع مجسم مستدير لـ "رمز خنفساء"، وقد تم نحته من زجاج الصحراء الليبية النادر والثمين.  

إلى ذلك، فإنّ الدكتورة كاثرين لارسون، المنسقة المساعدة للزجاج القديم في كورنينغ، تعمل على دراسة الأهمية الثقافية للمادة، وتقول: "نحدد الزجاج الليبي الصحراوي كزجاج قائم على الخواص المادية له، لكن في العصور المصرية القديمة، يرتبط الزجاج والحجر ارتباطاً وثيقاً بكل ما هو مقدس وثمين".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024