باريس مربط خيل فرسان الرئاسة اللبنانية، الرئيس سعد الحريري هناك، وقبله كان وليد جنبلاط، والحل على الجرار، بيد انها حركة بلا بركة، اقله حتى الآن، حيث لا مؤشرات على ان جلسة مجلس النواب الـ 46 في 31 الجاري ستنتج رئيسا للجمهورية، لأن العرقلة مستمرة، وكل يلقيها على كاهل غيره، التيار الوطني الحر يضعها في «سلة تفاهمات» رئيس مجلس النواب نبيه بري وتيار المستقبل يوجه اصبع الاتهام لحزب الله الذي يرد الكرة بدوره الى المستقبل وزعيمه سعد الحريري بسبب تردده في اعلان الدعم المطلق للعماد ميشال عون.

الاغراء الرئاسي دفع التيار الحر الى نصف اعتصام ونصف مشاركة في الحكومة، وبالتالي نصف موقف، وهذا من شأنه ان يبقيه في منتصف الطريق الى بعبدا، حيث سيتظاهر في ذكرى الـ 13 من اكتوبر التي فقد فيها الجيش 52 شهيدا وافتقد 700 رجل مازال مصيرهم مجهولا، الا من كونهم في السجون السورية حيث لم يطالب بهم احد!

العماد عون يستخدم هذه الذكرى كمنصة سياسية لتأكيد احقيته في العودة الى قصر بعبدا كرئيس للجمهورية.

لكن الظروف لا تبدو مواتية، لا من جانب الحلفاء ولا من طرف الخصوم، اذ لا الحلفاء قرنوا القول بالفعل ولا الخصوم اقتنعوا بما يعتبرونه مغامرة.

رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على الخط مع العماد عون، وقد توجه الى الرياض ومنها الى باريس حيث التقى وزير الخارجية جان مارك ايرولت وما وصل الى بيروت عن هذه المحادثات ان الحريري دخل في تفاصيل ما بعد انتخاب الرئيس من تشكيل الحكومة الى توزيع الوزارات فالبيان الوزاري، والضمانات المطروحة لكل طرف.

الوزير جبران باسيل كشف لبرنامج «كلام الناس» ان تياره يدعم سعد الحريري بوجه تزايد قوة اشرف ريفي.

وردا على سؤال، قال باسيل انهم اخذوا الضمانة من حزب الله بقبوله سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وان السيد نصرالله عبر عن ذلك في اطلالته الاخيرة، وان الوزير وائل ابوفاعور ابلغه ان النائب وليد جنبلاط لا يمانع بعون رئيسا للجمهورية.

واضاف ان العماد عون يرى وجوب ان يكون رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع شريكا في هذا العهد، لأن في ذلك قوة للوطن.

لكن القوات اللبنانية وبلسان رئيسها د.سمير جعجع اكدت ان الظرف الحالي يوصل الى خلاصة انه لا رئيس للجمهورية غير ميشال عون، كما قال جعجع لسفيري فرنسا وبريطانيا اثناء زيارتهما له في معراب يوم الخميس الماضي.

مصادر التيار الحر تؤكد ان الامور سائرة باتجاه واضح كما تقول القناة البرتقالية، التي تنتظر عودة الرئيس الحريري من باريس للوقوف على ما عاد به من الرياض، بعدها تكون كلمة العماد عون في احتفال الاحد «اقرب ما يكون الى مشروع عهد، اذا صدقت العهود، وقسم وعد للذين مضوا باستعادة وطن للذين صمدوا».

بعد العودة والكلمة، تضيف القناة العونية، ستتجه الانظار الى الكلمة النهائية للرئيس سعد الحريري في اجتماع لكتلته النيابية او في اطلالة اعلامية خاصة لتنطلق بعدها عملية انجاز آخر التفاهمات على قاعدة ان الوطن يتسع للجميع وان التسوية الميثاقية التاريخية لا يمكن ان تستثني احدا.

لكن هذا السيناريو المتفائل تخطى كما يبدو الالغام التي تقول قناة «ام.تي.في» ان حزب الله زرعها في درب الحريري اثناء توجهه الى الرياض لتصيب بشظاياها حلم عون في الصميم.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024