الاستحقاق الرئاسي في مرحلة مفصلية تتنازعه هبات باردة وساخنة، وأجواء الرابية موزعة بين اتجاهين:

1- تراجع أجواء التفاؤل الكبيرة التي لفت الرابية خلال الأسبوعين الماضيين لمصلحة الدخول في مرحلة انتظار قرار الرئيس سعد الحريري إعلان الترشيح، وهو ما تؤكده مصادر مقربة من الحريري بالقول إنه «لا نتوقع أن يحصل الترشيح في الأيام العشرة المقبلة».

ويتخوف العونيون من أن يطول أمد مبادرة الحريري من دون حصول تقدم، ما يضع المبادرة تحت المزيد من التعقيدات ويدخل إليها عوامل جديدة، في وقت لايزال فيه الاتصال على خط الرابية عين التينة على حاله.

2- ارتياح للتطورات والمشاورات، وحيث يعتبر العونيون أن فترة الانتظار لصالحهم والمطلوب عدم سلق الأمور، وهذا يستلزم وضع الطبخة على نار خفيفة كي لا تحترق من المتربصين شرا.

ويجزمون أن انتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية بات محسوما، وأن عون مرتاح لجهود سعاة الخير الذين يحظون بثقته، كما أن الثقة بالحريري ثابتة في الرابية، وتبقى الثقة الأكبر بحارة حريك ومواقفها وثوابتها حيث اطمئنان عون شامل وحاسم «ولا يدير أذنيه» لأصحاب النوايا السيئة.

وينقل زوار أن الرابية مازالت على تفاؤلها رغم كل شيء، وتنتظر جواب الحريري لكي تبني على الشيء مقتضاه، وهي مستمرة في نهجها الانفتاحي «لكن ذلك لا يعني التنازل عن الحقوق الميثاقية».

ويلفت هؤلاء الزوار إلى أن الرابية لا تساجل أحدا أو ترد على أحد، بل هي مطمئنة إلى موقف حزب الله الذي وصفته بـ «الحليف الذي لا يتزعزع»، مكررين أن كل الأمور رهن رد الحريري القاطع.

ويقال إن عون وضع الخطوط العريضة لخطاب القسم والتي تطاول في أحد جوانبها الطائف، حيث سيبدي تمسكه الكامل بالاتفاق، مشيرا في الوقت نفسه الى أن ما حصل حتى الآن هو تطبيق نصف هذا الاتفاق وهو سيعمل على تطبيق النصف المتبقي منه.

لكنه الى جانب ذلك، وضع احتمال فشل المحاولة الرئاسية وبالتالي سلوك درب المواجهة المفتوحة والتي ستكون أولى ضحاياها اتفاق الطائف نفسه.

وحسب هذه المصادر، فإن الحريري استبق عودة أبو فاعور من السعودية بتواصل مع عون، وكذلك في اتصالات بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل، مطمئنا إياه إلى «استمراره في الجهود الهادفة إلى إعلان ترشيحه، وحاجته إلى مزيد من الوقت لاستكمال الترتيبات، ضمن المهلة الزمنية المعقولة».

وهذه المهلة، كما أشير إليها في لقاء عون الحريري الأخير، تنتهي خلال أسبوع، ربطا ببرنامج عمل التيار الوطني الحر في الشارع، وتصعيده السياسي والشعبي، علما بأن أوساطا قيادية في التيار الوطني الحر لاتزال تتخوف من كون الأجواء الإيجابية التي تشاع حول ترشيح عون، تهدف إلى إحباط تحركات عون في الشارع، وتأخير قيامه بالتصعيد.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024