منذ 7 سنوات | لبنان / المنار

أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من شهر محرم من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية وقال في مستهل كلمته: "هذه الليلة سأتحدث عن أوضاع المنطقة والوضع في لبنان. ما يجري في المنطقة له تأثير حاسم على لبنان، واليوم سأركز على موضوع سوريا واليمن وبعدها أنتقل الى لبنان، وغدا نلتقي ونتكلم في بقية الملفات.

في وضع المنطقة عموما نحن نشهد في هذه الأيام، مشهدا تصعيديا وتوترا خلافا لما كان عليه قبل أشهر. قبل أشهر بدا كأن المنطقة تدخل في الحلول مثلا المفاوضات اليمنية في الكويت، اللقاءات الدولية في فيينا والحوار بين الأميركيين والروس والوصول الى اتفاقات معينة أعدت شعورا أن سوريا ستصل الى حل سياسي معين. ولكن في الأسابيع الماضية هذا المسار التفاؤلي سقط. مفاوضات الكويت فشلت والمفاوضات الأميركية الروسية فشلت وعاد جو المنطقة الى التصعيد والتوتر.

التوتر والتصعيد في سوريا، وفي اليمن وصل الى غايته من خلال المجزرة التي ارتكبت في صنعاء، التوتر العراقي التركي الجديد على مستوى القيادات والميدان ما يقال أيضا عن توتر مصري سعودي والتوتر الأخطر هو الروسي الأميركي. للأسف مشهد المنطقة حاليا هو مشهد توتر وتصعيد ولا يبدو أن هناك مسارات للتفاوض أو الحلول.

سوريا قبل أسابيع كان هناك فرصة من خلال الاتفاق الأميركي الروسي، كانت سوريا أمام فرصة لةقف القتال واعادة اطلاق المسار السياسي ولكن سرعان ما خرج الأميركيون من الاتفاق، لأنه كان يقضي من جملة بنوده تمييز النصرة عن بقية المسلحين وتحديد مناطقها، وبالتالي وضع مناطق النصرة وداعش تحت الاستهداف، واتخاذ قرار بمكافحة هاتين الجماعتين. الأميركيون انسحبوا من الاتفاق وعطلوه وقطعوا الاتصالات السياسية بكل بساطة لأنهم اكتشفوا بأن فصل النصرة عن الجماعات المسلحة غير متاح، لأن العلاقة بين النصرة والجماعات المسلحة علاقة عضوية، أو لأن تحييد النصرة وضربها سيجعل كل الجماعات المسلحة ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على مساعدة أميركا. لذلك أنسحب الأميركيون من الاتفاق.

من الواضح أن الادارة الأميركية وأتباعها في المنطقة سيواصلون تقديم الدعم للجماعات المسلحة من أجل مواصلة القتال. في موضوع داعش الأميركيون لديهم مشروعا وهذا ما تحدثت عنه كلينتون بشكل واضح. هذا المشروع هو تكديس وجمع داعش في المنطقة الشلرقية في سوريا أي في الرقة ودير الزور وعلى امتداد الحدو العراقية السورية، بمعزل عن منطقة الأكراد. في معركة الفلوجة والأنبار كان الأميركيون يفتحون الطرق أما داعش المهزوم للخروج الى سوريا وتحت أعين الطائرات الأميركية بدل قصفهم وضربهم. الآن أثناء التحضير لعملية الموصل أيضا هناك مساع لفتح الطرق أمام داعش للخروج من الموصل والتوجه الى الرقة ودير الزور. والدليل على ذلك هو تخلف الأميركيين عن معركة الرقة، والمؤشر الاضافي هو الغارات الأميركية على مواقع الجيش السوري في دير الزور والهدف منها اسقاط مواقع الجيش السوري ليسقط المطار ثم المدينة بالكامل بيد داعش، لأن أميركا تريد لداعش أن يسيطر. أما بقاء داعش في شمال حلب فلم يعد مهما لأميركا وتركته للأتراك.

المنطقة الشرقية تريد أن تكدس فيها داعش، في منطقة أدلب وحلب تسمح أن يقدم الدعم المالي والتسليح للنصرة، التي هي "قاعدة" وتورطت في أحداث 11 أيلول. لماذا كل هذا الكرم الأميركي على النصرة وداعش؟ ببساطة لأنه لم ينته زمن الاستخدام في سوريا، ويتم استخدام داعش والنصرة لخدمة الاهداف الاسرائيلية. عندما أعلن الاتفاق الاميركي والروسي أول من أحتج كان الاسرائيلي.

وقال نصر الله: "حرك الاسرائيليون كل جماعات الضغط في الولايات المتحدة، وبالتالي في المدى المنظور لا يبدو أن هناك أفقا لحلول سياسية أو معالجات سياسية، ويظهر أن الساحة مفتوحة على المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهات. والمطلوب هو الصمود والثبات والبقاء في الميادين. ومنذ بداية الاحداث، راهنوا على انتصار حاسم خلال أسابيع قليلة، وعجزوا عن اسقاط سوريا والسيطرة عليها، فهذا انجاز كبير لسوريا والجيش السوري وحلفاء سوريا الذين منعوا أن تسقط سوريا في يد الجماعات التكفيرية الارهابية التي تربط بالسفارات وأجهزة المخارات. هذا الانجاز يجب الحفاظ عليه والسعي إلى فتح أفق سياسي جديد لأننا جميعا الذين ندافع عن سوريا ندافع عن محور المقاومة. يتطلعون الى حل سياسي، وليس الى المزيد من سفك الدماء، فمن الذي يعطل الحلول السياسية؟ معروف من. أميركا والسعودية وبعض الدول الاقليمية التي تضع شروطا تعجيزية".

أضاف: "السعودية ترفض الحل السياسي في سوريا، وترفض بقاء الرئيس المنتخب من شعبه. ألستم تقولون إن هذا الرئيس فقد شعبيته؟ فليسقط بالانتخابات، لماذا تخافون من الانتخابات؟ الحل السياسي واضح، فعندما تم الحديث عن انتخابات وحكومة انتقالية كان هناك من يصر على انهاء كل هذا الوضع. إن الهدف ليس الديموقراطية ولا الانتخابات في سوريا، بل المقصود أن تسقط سوريا وتمزق من أجل الاسرائيلي لأنها كانت وما زالت وستبقى العقد الأساس في محور المقاومة".

وتابع: "لذلك، هم يرفضون أي حل سياسي، ويريدون للمعركة والنزيف أن يستمرا، هذا ما تريده أميركا واسرائيل، وما يساعد عليه بعض الدول الاقليمية والخليجية. لو تريد الخير للشعب السوري، فعليها أن تقبل بالحل السياسي والحكومة الانتقالية والانتخابات، وأن يترشح من يترشح من دون شروط. الملف الانساني لا يجب أن يهمل ويجب ايصال مساعدات انسانية.

وأردف: "بلدتي الفوعة وكفريا ما زالتا محاصرتين، وتعانيان المعاناة الانسانية والنقص في المواد الغذائية والصحية، والحكومة السورية منفتحة على أي حل للفوعة وكفريا والزبداني ومضايا، ولكن من يعطل هي الجماعات المسلحة والدول التي تقف خلفها؟. في السنوات الأخيرة، شهدنا قتالا عنيفا بين داعش والنصرة، قتلوا بعضهم وكفروا بعضهم وسبوا نساء بعضهم. وفي الغوطة الشرقية شهدنا قتلا داميا بين جيش الاسلام وجماعات مسلحة، قتل المئات وجرح الالاف ودمرت بيوت، وما زالت الغوطة منقسمة وفيها خطوط تماس.

ثم تطرق السيد نصرالله إلى الوضع اللبناني وقال: "نحن على المستوى الوطني وخلال السنوات الماضية والآن، أول أمر مهم أننا جميعا متفقون على الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الأهلي، وهذا الالتزام يجب أن يكوت قاطعا لدى كل اللبنانيين ولدى المقيمين في لبنان سواء لاجئين أو مهجرين. السلم الاهلي والاستقرار أساس لكل شيء، السياسية والاقتصادية والانتخابات. لقد استطاع اللبنانيون بالرغم من انقسامهم السياسي الحاد تمكنوا من الحفاظ على الامن والاستقرار واسلم الاهلي، ويبدو أن هناك ارادة دولية للحفاظ على لبنان. الامن والسلم الاهلي خط أحمر لذلك يجب دعم الجيش والاجهزة الامنية بمعزل عن أي ملاحظات سياسية، والمحافظة على الامن هو الجيش والاجهزة الامنية، وتفاهم اللبنانيون وحرصهم على الاستقرار.

في الموضوع السياسي، دخل البلد في مسار سياسي ايجابي فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وهذا التحول الذي يتحدث عنه أن الحريري قد يعلن دعمه لترشيح عون، نحن بطبيعة الحال مع أي تحول سياسي ايجابي يوصل الاستحقاق الرئاسي للنتيجة المرجوة ونؤيدها ونرحب بها، ونعترف لمن يملك هذا التحول بالشجاعة".

أدعو حلفاءنا وأصدقاءنا للعودة الى الحكومة مقابل الالتزام بالميثاقية والشراكة. العمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي، نحن في حزب الله رأينا أن يجتمع المجلس ويعمل طبيعيا، يجب ان تبذل جهود للوصول الى نتيجة.

نصل الى موضوع الرئاسة: منذ اليوم الاول خيارنا واضح وقبل عامين وفي مثل هذه الليلة أعلنت بشكل واضح وعلني دعمنا لعون. وأخذنا خيارا أن لا نهب للجلسات اذا لم يصل مرشحنا وهذا حقنا القانوني وفتح علينا سيل من الاتهامات، وسيبقى حتى انتخاب,

الان وصلنا الى المسار الجديد، قبله تعرضنا للكثير من الضغوط وقالوا لنا أنتم بسبب عدم ذهابكم للمجلس عطلتم الرئاسة ونحن لم نبدل موقفنا. هناك إناس يعملون للاستفادة من التطورات الرئاسية لحصول فتنة بين الحزب والتيار وبين الحزب وحركة أمل وبين الحزب والمردة، ولا يهتمون بوصول الرئيس. قيل وكتب في الصحف أن الخطاب المتكرر من حزب الله بتأييد عون يستفز السعودية والمستقبل، فسكتنا، وعندما سكتنا قالوا عندما أصبحت القصة جدية سكت الحزب. نحن أهل الصدف والوفاء وأهل الالتزام بالموقف. هكذا كنا وهكذا سنبقى".



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024