منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

أكد وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي "اننا لن نوفر جهدا في سبيل إنماء طرابلس، وان ما انتجته صناديق الإقتراع في الإنتخابات الأخيرة سيشكل دافعا يضاف إلى واجبنا الوطني والأخلاقي للعمل الدؤوب والسعي المتواصل لأجل تحقيق الصالح العام، وليكن معروفا للجميع أن بلدية طرابلس لن تكون حكرا على أحد، فأبوابها مفتوحة لكل الطرابلسيين ويدنا ممدودة لكل من يعمل لخير هذه المدينة".

كلام ريفي جاء خلال رعايته المؤتمر الذي نظمته اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس وشبكة سلامة المباني، بعنوان "المخطط التوجيهي العام ودور البلديات"، في قاعة المؤتمرات في النقابة، في حضور مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا الوزير السابق النائب محمد الصفدي، الدكتور سعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل، فادي محفوض ممثلا النائب فادي كرم، الرئيس الإستئنافي الأول في الشمال القاضي رضا رعد، العميد الركن محمد مرعب ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، نائب قائد منطقة الشمال العقيد وجيه متى ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، المقدم أمين فلاح ممثلا رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد كرم مراد، رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، رئيس جمعية تجار طرابلس فواز الحلوة، رئيس ملتقى التضامن الإقتصادي عامر ارسلان وفاعليات ومهتمين.


حليس

ولفتت رئيسة اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس الدكتورة ريما حليس إلى أن "تنظيم المدن وتخطيطها هو علم كما غيره من العلوم يتمتع بمناهج أكاديمية محددة، ونجد فيه أصحاب الكفاءة والخبرات وطبعا المبدعين، والأزمات في مدننا كثيرة، لذلك نحن في حاجة إلى خطط ومشاريع إستراتيجية حيوية ضمن إطار تنمية مستدامة، خطط يجب أن تكون عادلة لا تهمل أحياء على حساب أحياء أخرى ولا تنحاز لفئة على حساب أخرى".


واعتبرت أن "المجالس البلدية تتمتع بسلطة ذاتية مركزية والمسؤولية التي تقع عليها كبيرة كما أن تقييم أدائها لا يتطلب أكثر من زيارة لمسرح سلطة المجالس، والمقارنة البسيطة بين المدن عبر مرور الزمن أو بينها وبين غيرها من المدن المجاورة هي حق للمواطن، أما المحاسبة في اللاحق فهي واجب عليه".


بعيني

وكانت كلمة لنقيب المهندسين في طرابلس المهندس ماريوس بعيني، قال فيها: "عندما نتحدث عن المخطط التوجيهي العام ودور البلديات، تبرز أمامنا تحديات كبيرة علينا تخطيها، وخصوصا أن طموح جميع اللبنانيين منذ نهاية الحرب هو عودة سريعة للدور الطبيعي للبنان كمركز إقليمي في المنطقة، لكن ذلك إصطدم بسلسلة من العوائق الداخلية والخارجية ولم نتمكن حتى اليوم من تحقيق هذا الطموح إلا في بعض المجالات كالسياحة الفخمة وفي قطاع المصارف".

وأضاف: "ميزة لبنان موقعه الجغرافي وثرواته المائية وأراضيه الخصبة وتراثه، لكن ذلك لا يكفي، لأننا بتنا في القرن الواحد والعشرين نواجه تحديات كبيرة تتمثل باللعبة الإقتصادية التي تفرضها التجارة الدولية، لكننا بحاجة اليوم الى إستكمال البنى التحتية من أجل إستقبال المشاريع والمعارض الدولية والسياحة الفخمة والنقل البحري والجوي. ونراهن على الميزات التفاضلية الأساسية التي يمكن للبنان إستغلالها على المديين القصير والمتوسط في المنافسة الدولية عبر السياحة والزراعة والخبرة في ميدان النشر والصناعات الثقافية والحرفية الفنية".

وتابع: "لبنان، وبخاصة الشمال، لا يزال قادرا على أن يكون مركزا للخدمات التربوية والطبية من الدرجة الأولى في الشرق الأوسط إذا قام بالتوظيفات اللازمة في هذه القطاعات. فمدينة العلم والعلماء طرابلس تمتلك كل المقومات الضرورية للنهوض لكننا نحتاج الى توظيف التقنيات المتقدمة والتدريب المهني والتعليم لتأدية الخدمات بمستويات عالية. وقديما كانت القطاعات التنافسية مركزة بقوة في بيروت الكبرى، أما اليوم فباتت كل المناطق اللبنانية شبه جاهزة لتدخل تدريجيا في دائرة المنافسة الدولية عبر إدماج إقتصادها في إقتصاد مركز بيروت الضخم من خلال إستفادتها من التحسينات في وسائل النقل والعمل، وذلك بنقل بعض أنشطة العاصمة إليها".


ورأى أنه "علينا تعزيز دور البلديات ومساعدتها على إستكمال مخططاتها الهادفة الى رفع مستوى خدماتها العامة عبر إعادة توزيع النفقات ومكافحة النفقات غير المجدية والجدية في تحديد المشاريع ذات الأولوية في كل مجال من مجالات العمل".


وختم: "إن لبنان يعيش اليوم تحت تأثير نزعات تشتتية وطائفية وإجتماعية تسهم في إرتفاع مشكلات التنمية الإقتصادية والإجتماعية، التحديات كبيرة أمامنا وهذا يتطلب عملا وتضافرا للعديد من السياسات، وهنا يكمن دور نقابة المهندسين في تقديم المساهمة القوية في مجال ترتيب الأراضي والعمل على رؤية تكاملية وتحديد أولويات الإنماء المتوازن في ظل التزايد الناتج عن النسب المرتفعة لللاجئين والنازحين الى لبنان. أملنا كبير بأن تنجح البلديات الجديدة في إعادة النهوض وتنفيذ مخططاتها رغم التحديات والصعوبات الكبرى التي نواجهها على مختلف الأصعدة".


ريفي


بدوره، قال ريفي: "يسعدني أن أكون اليوم بين نخبة من أصحاب الإختصاص والمعنيين بإنماء مدينة طرابلس التي ذاقت طعم الحرمان على مدى سنوات طوال، وعانت الأمرين من هول المواجهات المسلحة التي فرضت عليها رغما عنها، فطرابلس لم تكن يوما إلا رمزا للسلام والمحبة وعنوانا للعيش المشترك، ولقاؤنا اليوم ليس سوى حلقة في مسلسل النهضة التي قرر أبناء طرابلس إطلاقه لانتشال المدينة من الواقع المرير الذي تعيشه ولوضعها مجددا على خارطة المدن اللبنانية والعربية نموا وتطورا وحضورا".


وتابع: "طرابلس تجمع بين عظمة التاريخ وحلم المستقبل، حلم لن نسمح بأن يبقى عابر سبيل في مخيلة أبنائنا، بل سيتحول بفضل أمثالكم إلى واقع ملموس يتلاءم وطموح أبناء هذه المدينة المتمسكين دوما بالحياة والرافضين دوما للظلامية واليأس والاستسلام. إن أي نهضة حقيقية تنموية للمدينة يجب أن تبدأ بوضع مخطط توجيهي لها يرمي إلى تحديد الرؤية المستقبلية للمدينة ومؤشرات النمو في شتى القطاعات، وهو ما سيمكن المعنيين من استشراف ملامح المرحلة المقبلة وحاجاتها، فتتكشف لهم طبيعة المشاريع التنموية المطلوبة، ولكي تؤتي هذه الخطوات ثمارها يجب أن تستند على دراسة معمقة لواقع المدينة الإجتماعي والإقتصادي والديموغرافي، كما تتطلب كشفا حسيا للبنى التحتية فيها ووضع خرائط وجمع معلومات وتحليلها وغير ذلك من الخطوات اللازمة التي ستكون دون شك محور نقاش علمي وبناء في جلسات هذا المؤتمر".


ورأى أن "هذا اللقاء وما سينتج عنه من توصيات ونتائج يشكل خطوة إلى الأمام ومنطلقا إن شاء الله لمسيرة تعاون بين بلدية طرابلس التي نالت شرف ثقة أهلها، وبين نقابة المهندسين وكل المعنيين في إدارات الدولة والمؤسسات الخاصة الحريصين على إنصاف هذه المدينة، وأنا على ثقة بأن زمن تهميش طرابلس قد ولى إلى غير رجعة وأن قطار التنمية والنهضة قد سلك مساره الطبيعي ولن يتمكن أحد من ثنينا عن المضي قدما لكي نحقق آمال أهلنا في طرابلس".


وتوجه إلى أهل طرابلس: "كونوا على ثقه أننا لن نوفر جهدا في سبيل إنماء المدينة وأن ما انتجته صناديق الإقتراع في الإنتخابات الأخيرة سيشكل دافعا يضاف إلى واجبنا الوطني والأخلاقي للعمل الدؤوب والسعي المتواصل لأجل تحقيق الصالح العام، وليكن معروفا للجميع أن بلدية طرابلس لن تكون حكرا على أحد، فأبوابها مفتوحة لكل الطرابلسيين ويدنا ممدودة لكل من يعمل لخير هذه المدينة، فلطرابلس علينا حق وواجب ولأهلها علينا دين".


وختم: "لا يخفى على أحد منكم الواقع الإقتصادي الصعب الذي يعيشه الوطن بفعل عدم الاستقرار الذي يرخي بثقله على المنطقة، ولا شك أن تلهي البعض عن مسؤولياتهم الوطنية وإنصرافهم وتفرغهم لمصالحهم الشخصية أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من حال الجمود الإقتصادي الذي ارتد سلبا على الإنماء وعطل عجلة الحركة الإقتصادية وأوقع الناس في ضيقة مالية أصابتهم في معيشتهم، لكن النضال الحقيقي لا يقف عند حواجز الدنيا ومتاعبها بل يجتاز بإرادة الشعوب كل المعوقات ليلاقي القدر الذي في نهاية المطاف سيستجيب حتما، فالتاريخ أثبت غير مرة أنه إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر".


ثم، عقدت ورشات العمل وأعقب ذلك غداء في مركز النقابة. 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024