رغم التطابق في المسائل الاستراتيجية ولكن كلا على طريقته، ورغم التحالف الانتخابي واتفاق تقاسم المقاعد النيابية، ولاحقا المقاعد الوزارية، سجل في الآونة الأخيرة ارتفاع درجة التوترات والحساسيات بين مناصري «أمل» وحزب الله، بالتزامن مع توترات في البيئة الشيعية لأسباب أمنية (إشكاليات الخطة الأمنية في البقاع) أو سياسية (نغمة تقسيم الشيعة بين شيعة دولة وشيعة مقاومة) أو إنمائية (التفاوت الإنمائي والخدماتي بين الجنوب والبقاع)، إلخ..

وأن تتطور مسألة متعلقة بباخرة كهرباء الى «كهربة» الأجواء بين الطرفين والى نشوب حملة متبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، والى تدخلات واجتماعات قيادية مشتركة لضبط الوضع، فهذا دليل على أن العلاقة تعاني من هشاشة وخلل ما، أو أن تغييرا طرأ على المقومات والمعطيات الأساسية المبنية عليها.

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين إلى ساحة اشتباك بين الثنائي الشيعي، استخدمت فيها كل أسلحة التشهير، ما استدعى تدخلا قياديا لـ «ضبط الموقف».

وقد عقد اجتماع مشترك اول من أمس بين مسؤولين في «أمل» وحزب الله في مكتب المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل في الضاحية الجنوبية.

حضر عن حركة «أمل» عضو هيئة الرئاسة الوزير علي حسن خليل، وعضو هيئة الرئاسة في أمل أحمد بعلبكي، بالإضافة إلى الحاج وفيق صفا عن حزب الله.

وهدف الاجتماع معالجة ذيول الاشتباك الذي حصل على مواقع التواصل نتيجة الاختلاف في موضوع باخرة الكهرباء التركية التي مُنِعت من الدخول إلى الزهراني، والذي سرعان ما جرى استغلاله واستثماره، فأشعل جدالات عقيمة على مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهوري الحزب والحركة، بلغت حد التخوين والاتهام المتبادل بالفساد.

أوساط ميدانية في حزب الله تؤكد أن ما جرى في اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المناطق والقرى الجنوبية يعبر عن ضيق الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للجنوبيين ككل اللبنانيين، كما يؤكد أن ملف الكهرباء بات ضاغطا وانعدام التغذية الكهربائية لأيام وأسابيع في الجنوب بات لا يحتمل وفي حاجة الى حل.

وتلفت الأوساط الى الظروف الصعبة للناس وعدم تحمل فاتورة المولدات المتزايدة، وانعدام تغذية كهرباء الدولة هي التي فجرت غضب الناس ضد عدم الاستعانة بالباخرة لزيادة التغذية، وهي ردة فعل طبيعية لجمهوري الثنائي، فليس بالضرورة أن تكون ردات الفعل منظمة أو نابعة من قرار قيادي للقيادتين أو عبر ملتزمين حزبيا، فالقدرة على ضبط غير الحزبيين والمناصرين من الطرفين يحتاج الى جهود كبيرة.

وتقول الأوساط ان الأمور عادت الى الهدوء والناس ستتعامل بواقعية مع كل صعوبات الحياة لحلها والتخلص من الأعباء الضخمة.

وتقول معلومات إن اتصالات سياسية جرت على أعلى المستويات بين «أمل» وحزب الله للتخفيف من وطأة التجاذب السياسي بين الطرفين وطي الصفحة في اطلالتين للنائب محمد رعد الأولى في تظهير موقف الحزب والثانية في توضيح مقاصد رعد وتأكيده وجود تباين بين الحزب والحركة في ملف باخرة الزهراني.

وتشير أوساط «أمل» وحزب الله من جهة ثانية الى أن اجتماعات ستجرى في القرى والمناطق الجنوبية، كما البقاعية، وسيتحرك نواب الطرفين من أجل الضغط لتحسين الكهرباء وباقي الخدمات، لأن حرمان المناطق الشيعية بقاعا وجنوبا بات واضحا ولا نرغب في تسميته بالنهج المقصود من بعض القوى للزكزكة وفرط التحالف الثنائي وإشغال القواعد الشعبية.

وتلفت الأوساط الى أن اجتماعات مناطقية وحزبية تجري بين الطرفين لتهدئة الناس والاستماع الى مطالبهم ومتابعتها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024