نظريًا، يكون المدير الفني هو الآمر والناهي في أي شئ يخص الفريق، وهو صاحب القرار والرؤية الأشمل والأدق في كل المواقف، لكن أحيانًا ما يشعر جماهير الفريق أن قرار المدرب لا يسير مع المصلحة العامة، كما تحدث مشكلات بين اللاعبين أنفسهم والمدرب، تنتج عن خلافات فنية داخل الملعب أو شخصية خارجه.

وفي هذا الموسم، الذي مازال في بدايته ولم يدخل في مرحلة الاشتعال بعد، حدث عدد من المشاحنات بين لاعبين ومدربين في فرق أوروبا الكبرى، أسفرت عن انقسامات داخل صفوف الجماهير أنفسهم، بين مؤيدين لرأي المدرب ومناصرين للاعب، والمفارقة هي أن المدربين الثلاثة أصحاب أكبر الأزمات المثارة حتى الآن، هم من ذوي الرؤوس الصلعاء، زين الدين زيدان، بيب جوارديولا، لوسيانو سباليتي.

رونالدو وزيدان

يوم 26 سبتمبر الماضي وخلال مباراة ريال مدريد ولاس بالماس، قرر المدير الفني للمارينجي، زين الدين زيدان، استبدال اللاعب كريستيانو رونالدو، في الدقيقة 72 من عمر المبارة، وأشرك بدلًا منه لوكاس فاسكيز.

نظر رونالدو في ساعة الملعب وخرج غاضبًا، مرددًا باللغة البرتغالية هو ما فسرته صحيفة "آس": "عليك اللعنة.. لماذا دائمًا أنا؟ لقد فعلت كل شئ لجعل النتيجة 2-1"، وهو ما أوضح توتر العلاقة بين اللاعب ومدربه زين الدين زيدان، في حين قال "زيزو" إنه أراد إراحة رونالدو حتى يلحق بمباراتهم أمام بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، موضحًا أن هذه الخلافات لن تؤثر على الفريق في الملعب، كما أكد على تفهمه لغضب رونالدو وأن رد الفعل الخاطئ هو فقط ضايقه، لكن القرار النهائي للمدرب وليس للاعب.

توريه وجوارديولا

تفاجئ أنصار نادي مانشيستر سيتي الإنجليزي، بقيام المدير الفني الجديد للفريق، بيب جوارديولا، باستبعاد اللاعب الإيفواري يايا توريه من تشكيل الفريق وقائمة دوري أبطال أوروبا، وهو الذي أعطى الكثير للسيتي في السنوات الماضية، وكان أحد أعمدة الفريق الأساسية.

احترم توريه رغبة جوارديولا دون أن يبدي اعتراضًا صريحًا للصحف ووسائل الإعلام، في حين لم يحترم وكيله، الأوكراني ديمتري سيلوك الأصلع هو الأخر، هذه الرغبة وقام بمهاجمة بيب في كل ناحية، وقال: "لا يجب أن تتعامل مع لاعب كبير بهذه الطريقة، ولكن هذا هو قراره، هو مدرب جيد ولكن شخصيته سيئة جدا". وعن إنجازات "الفيلسوف" مع فريقه السابق بايرن ميونخ التي توقف عند لقب الدوري الألماني، قال سيلوك: "جدّي كان يستطيع الفوز في الدوري الألماني مع بايرن ميونخ".

أثارت تصريحات سيلوك غضب جوارديولا وهو الذي رد في مؤتمر صحفي 20 سبتمبر الماضي وقال: "يايا خارج حساباتي حتى يعتذر لي وللنادي ولزملاءه في الفريق".

صلاح وسباليتي

في مشهد ليس بعيدًا عن الذي حدث بين زيدان ورونالدو، استبدل سباليتي، المدير الفني لروما، اللاعب محمد صلاح في الدقيقة 70 من عمر مبارتهم أمام إنتر ميلان، الأحد الماضي، وخرج صلاح ترتسم على وجهه ملامح الغضب.

لم يغضب الفرعون المصري بسبب خروجه من الملعب فقط، بل حديث سباليتي عنه عقب مباراة فيورنتينا، والتي خرج فيها صلاح أيضًا من أرض الملعب في الدقيقة 60، وسط صافرات استهجان من جماهير فريقه الأسبق.

قال سباليتي أنه محبط من أداء صلاح "المتواضع" و"المخيب للأمال"، كما حمل حديثه تحذيرًا للاعب من فقدان مكانه بالتشكيل الأساسي، بسبب كثرة فرصه الضائعة، مؤكدًا: "عندما تصل إليك الكرة داخل منطقة الجزاء يجب عليك أن تُسجل لأن هذا هو الذى سيمنحنا الانتصارات".

هذا في حين ذكرت تقارير لصحف إيطالية أن "شهر العسل انتهى بين صلاح وسباليتي"، مؤكدين أن صلاح يكون أول كارت يضحي به سباليتي حين يقرر تبديل لاعب، تحديدًا في أخر 3 مباريات، وهو ما لم يحدث بهذه الطريقة في الموسم الماضي.

ويلعب الفرعون المصري مع روما منذ الموسم الماضي، وإستطاع تسجيل 15 هدف، 14 منهم بالدوري وهدف واحد بالبطولة الأوروبية، كما صنع 10 أهداف لزملاءه بالفريق.