منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

كثيراً ما نسمع بالآثار الجسدية التي تخلفها الصدمات، وقصة الطفلة السورية أسماء حالة واقعية لما يتعرض له الأشخاص الذين شهدوا مواقف صعبة لم يتمكنوا من التعامل معها.

أسماء طنطورة ذات الـ9 سنوات إحدى أفراد عائلة حلبية تتكون من 6 أشخاص، شهدت قبل عدة أشهر انهيار مدرستها ومنزلها جراء غارة جوية حرقت خلال ثوانٍ كل ما ملكته أسماء من منزل ودفاتر وألعاب وكتب وأقلام، كما رأت والدها جريحاً جراء القصف.

وتبع ذلك تدهور سريع في حالة الطفلة نفسياً وجسدياً، حيث بدأت تفقد الوزن بشكل سريع وامتنعت عن الكلام والاختلاط بالناس، وما لبث أن تساقط شعر رأسها كاملاً.

تدهور الوضع النفسي والجسدي لأسماء وفقدان عائلتها لمسكنهم دفعهم إلى البحث عن ملاذ آمن داخل الأراضي التركية على أمل إعادة بريق الحياة لعيني ابنتهم.

رحلة البحث عن دواء

رحلة البحث هذه لم تكن سهلة، حسب ما قالته والدة أسماء في حديثها لوكالة أنباء الأناضول، فهم صبروا على الحرب في حلب، لكن الوضع لم يعد يُحتمل، فانتقلت العائلة إلى مدينة غازي عنتاب الحدودية، ومن هناك إلى مدينة إزمير (جنوب غرب)، وهي تسابق الزمن لإنقاذ ما تبقى من جسد وصحة أسماء، حيث صارت أكثر انغلاق على نفسها من أي وقت مضى.

وتمضي الأيام والأسابيع بطيئة حتى يأتي يوم تلتقي فيه العائلة بجمعية خيرية يطلق عليها "إزمير أنت الأمل"، التي أظهرت اهتماماً كبيراً بحالة أسماء، وأخذت على عاتقها كل مصاريف علاجها.
وأكد الطبيب الذي عاين حالة الطفلة معاناتها من صدمة نفسية شديدة، لتبدأ بتناول الأدوية، ما أثر على وزنها بالازدياد، كما عاد بريق الحياة إلى عينيها من جديد.

وتنتظر الآن بفارغ الصبر نمو شعر رأسها من جديد حتى تتمكن من الظهور مرة أخرى بين أقرانها وعودتها إلى المدرسة. ومن ما تتمناه الآن هو الحصول على مشابك شعر جميلة وجديدة تزين بها شعرها الجميل، والعودة إلى مقاعد الدراسة.

وتتحدث أسماء عن حالتها قائلة إنها خافت كثيراً من الطائرات الحربية، ورفضت الخروج بين الناس بسبب سقوط كل شعرها، "لكنها تشعر بالسعادة الآن وتتطلع للمس شعرها من جديد".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024