مع بداية شهر رمضان والإجازة الصيفية وانطلاق الأبناء فى ممارسة الرياضة هواية وبطولة، هناك سؤال يؤرق الأمهات عن الأوقات المفضلة لممارسة الألعاب  التى قد تتأثر سلبا بالخمول أو الكسل فى الصيام، فمتى يكون التدريب هل صباحا أم بعد الإفطار؟وهل نوعية اللعبة تؤثر فى سن اللاعب وقدرته على التحمل.

بداية يعلق د.يحيى فوزى أستاذ التدريب بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان ورئيس الاتحادين المصرى والعربى للكونغ فو فيقول:الرياضة البدنية عامة هواية وبطولة من الأشياء الإيجابية والمفيدة فى الصيام وضرورية لفوائدها الجمة طالما المعدة غير ممتلئة،فالتمرين يحتاج تنفسا جيدا وهو لا يتأتى إلا عندما تكون المعدة غير ممتلئة، وبالنسبه لممارسة الأطفال الرياضة فيفضل بداية من 6 سنوات فهى أفضل سن نبدأ فيها تعويد الطفل وتدريبه على ممارسة رياضة معينة أو أكثر وإن كان هنالك بعض الألعاب يمكن التدريب عليها فى سن أصغر 5 سنوات مثلا، كالجمباز والباليه والتى تتطلب أن يتشكل جسمه بالمرونة المطلوبة لهذه اللعبة والمهارة التى أمكن اكتسابها أسرع وأفضل كلما كانت السن صغيرة،والمراحل العمرية لممارسة الرياضة تبدأ من 6  سنوات ثم تحت 8 سنوات ثم 10 و12 سنة، وهكذا، ولكل مرحلة طريقة وجرعة تدريب  مختلفة وحسب الرياضة التى تمارس فردية أو جماعية وحجم التدريب عادة ما يكون مختلفا، ففى السن الصغيرة لا نضغط على اللاعب فيكون وقت وحجم التدريب أقل ونعتمد على المرونة والرشاقة والتوافق العضلى العصبى الذى يكون من أهم المهارات المطلوب اكتسابها فى تلك الفتره،أما السن الأكبر فنركز فيه على عنصر السرعة والتحمل والقوة.

وفى السابق كان من الممنوعات تناول مياه أثناء التدريب ولكن كثيرا من الدراسات العلمية دحضت هذه الفكرة وأصبح من المسموح شرب مياه لكن بقدر معقول وهذا فى فترات التدريب بعد الإفطار،

ويوضح د.يحيى فوزى:وهناك عادة وجهتا نظر فى مسألة التوقيت المثالى لممارسة الرياضة فى فترات الصيام فى رمضان، الأولى أن يكون التدريب فى الساعة 9 أو 10 صباحا واللاعب يكون فى بداية اليوم يقظة وانتباه ونشاط وانتظمت عملية الهضم بعد مرور وقت على السحور وبالتالى يركز فى التمرين، أما وجهة النظر التالية بأن يكون التدريب بعد صلاة العصر بحيث أن اللاعب ينتهى من تدريبه قبيل الإفطار أى يذهب للمنزل فيستحم بعد التدريب وينتظر الإفطار وكل مدرب يأخذ بوجهة النظر تبعا للسن ونوعية الرياضة والبرنامج التدريبى، وبصفة عامه إذا كان التدريب قبل الإفطار فلا يفضل أن يكون فى فترة زمنية كبيرة من ساعة إلى ساعة وربع ونراعى الوقت أقل مع السن الأصغر والعكس مع سن 12:14 حيث التحمل أفضل، ومن المهم أن نشجع أولادنا هواية وبطولة على ممارسة الرياضة فى رمضان حتى فى الجيم أو الصالات الرياضية وأن الصوم ليس عائقا أمام ممارسة الرياضة أو أى نشاط آخر بل بالعكس صحة وقوة ونفس أكبر  المفروض ألا يروا فى الصيام عاملا سلبيا مؤثرا بل على العكس، فإن

ممارسة الرياضة بمعدة غير ممتلئة أفضل من ممارستها وأنت ممتلئ، والعالم العربى ابن سينا له مقولة معروفة ونصيحة فى هذا الصدد هى أننا لايجب أن نتناول طعاما على طعام أو ندخل طعاما على طعام، ففى الإفطار لا يفضل أن يأكل قدرا كبيرا بل يفضل أن يكون ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس  أيضا لا يتناول الطعام وهو غضبان أو متوتر هنا سيأكل أكثر من حاجته ويكون هناك عسر هضم

أيضا مسألة الاستحمام وأنت شبعان غير مطلوبة لأنها تؤثر سلبيا،وعموما شهر رمضان يمنحنا طاقة وعزيمة أكثر من الشهور الأخرى فالصيام ليس عائقا وتنظيم الوجبات أمر مهم، إفطار خفيف ثم تدريب ثم وجبة بعد التمرين وهكذا يمكن تناول شىء بسيط قبل السحور أكثر من مرة لكن بكم قليل  والأسره لابد أن توضح للابن أنه شهر نشاط وليس خمول وكسل،وبالنسبة للتدريب الأساسى أو الفرعى فى الصيام فهو أمر تبعا للبرنامج التدريبى الذى يضعه المدرب سواء قبل أو بعد الإفطار وسواء الوقت فى أول الموسم التدريبى أو منتصفه أو فى النهاية.

أهم شىء هو الإحماء بشكل سليم للحفاظ على مستواى كلاعب وتجنب خطر الإصابة وخاصة إحماء المفاصل ولتهيئة المفاصل لأى جهد من الرأس إلى القدمين أو العكس مما يضمن للاعب أيا كانت اللعبة فردية أو جماعيه الحصول على اللياقة المطلوبة أو الفوز بالمسابقات.

خمول واسترخاء

ويقول مدرب السباحة إبراهيم خضر:شهر رمضان فتره عادة ما تشهد خمولا ظاهريا بعيدا عن الرياضة، السن الصغيرة عادة لا تفرق معها الوقت إلا إذا كان صائما والوقت عادة يكون فى الصباح الباكر وتمرينات التحمل عادة ما تكون بعيدا عن الشمس  ولا تحتاج مجهودا بدنيا،  أما بعد الإفطار فهذا وقت تمرينات السرعه والأداء، والمسألة تختلف، هل التدريبات  استعدادا لبطولة والمشاركة فيها أم أنها تدريب عادي، والرياضة عامة فى الصيام تشد الجسم وتزيد التحمل وتحرق سعرات، ولكن للأسف هناك أولياء أمور يتدخلون فى عمل المدرب ويشكون من مجهود التدريب على اللاعبين فى الصيام رغم أنه عمل ومسئولية المدرب وخطته الموضوعة،والتدريب عادة 12 تمرينا فى الأسبوع فى المتوسط وأيضا عدم الانتظام فى التدريب بحجة السهر فى رمضان، ولذا عادة أحرص على أن أجرى تدريبين من أربعة بعد الإفطار، ولذا فإن رمضان يكون للحفاظ على مستوى الحمل التدريبى وليس زيادته حتى لايكون وكأنه فترة راحة سلبية لذا يعمد معظم المدربين إلى أن يكون التدريب بعد الإفطار،واللاعب الذى يلعب أكثر من لعبة يكون  التدريب الأساسى للعبة الأولى، فالممارسة تختلف عن البطولة أو لعبة تمارسها للحفاظ على مستواك فى لعبتك الأساسية، وفى رمضان عادة ما أقسم وحدات التدريب، التحمل قبل الإفطار والسرعة واللياقة بعد الإفطار، وكلما كبرت السن زاد التحمل وبالطبع لابد من الالتزام برؤية موضوعية لطبيب التغذية الذى يحرص على توظيف العناصر الغذائية السليمة، وللأسف كثيرا ما نشهد سلوكيات سلبية تؤذى اللاعب وتؤثر على نفسه خاصة فى رياضة السباحة والتى تعتمد على عنصر التنفس الناتج من انتظام عملية الهضم.

اختبارات الناشئين

وعن لعبة كرة القدم يوضح كابتن أحمد السويسى المسئول عن كرة القدم بنادى الجيش: إذا تحدثنا عن كرة القدم فالتدريب فى قطاع الناشئين لن يتم فى رمضان هذا العام لأن الدورى انتهي، وهناك اختبارات للناشئين بعد عيد الفطر، لكن بالنسبة للأكاديميات فى المراحل المختلفة فهى مستمرة فى شهر رمضان  والمعتاد  أن التدريب يكون مرتين أسبوعيا لكل فرقة، ونبدأ فى سن الخامسة حتى باقى المراحل، وبالنسبة للسن الصغيرة فنبدأ معهم تمرينات رشاقة للتعود على الجرى والحركة فى الملعب والجرى يمينا ويسارا والقدرة على تحديد الاتجاه أى تمرينات رشاقة وفكر بدون كرة لتدعيم التركيز والانتباه للعمل على تدعيم التوافق العضلى العصبى  ثم بعد ذلك تمرينات الكرة،واستيعاب مهارات التسليم والتسلم والمراوغة، وفى الشهر الفضيل نستغل المناسبة فى دورة رمضانية داخلية لكل المراحل السنية لكل فترة للتقييم وتحديد ما وصلوا إليه من مستوى، والتدريب فى رمضان عادة ما يكون بعد الإفطار بساعتين ونبدأ بالسن الأصغر ثم الأكبر وهكذا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024