منذ 7 سنوات | العالم / الحياة

قفزت الأوضاع في مدينة كاليه (شمال فرنسا) التي تؤوي منذ سنوات آلاف اللاجئين، لتحتل الصدارة على لائحة اولويات كبار السياسيين الفرنسيين الذين يتبارون على تحديد سبل حل المأساة الإنسانية التي تعيش على وقعها هذه المدينة.

وللمرة الأولى منذ توليه الحكم قبل اكثر من اربع سنوات، زار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كاليه قبل ايام وكان سبقه اليها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في خطوة من البديهي القول انها على صلة بمعركة الانتخابات الرئاسية التي يطمح كلاهما للتنافس خلالها.

عبر هاتين الزيارتين اتفق الرئيسان الحالي (الاشتراكي) والسابق (اليميني) على ضرورة تفكيك ما يسمى «ادغال» كاليه حيث يتجمع ما يراوح بين 7 و10 آلاف لاجئ، من بينهم اكثر من ألف طفل، في خيم من القماش وفي ظل ظروف خدماتية وصحية بائسة، حيث يتسبب وجودهم بتوتر شديد لدى سكان المدينة.

وخلال الساعات التي امضاها في كاليه زار هولاند مقر دائرة الشرطة المكلفة بالسهر على امن السكان وأمن اللاجئين نظراً الى المناوشات المتكررة التي تقع بينهم، والمكلفة ايضاً مراقبة مشارف النفق تحت المانش والمرفأ، لوقف عمليات التسلل اليومية باتجاه الأراضي البريطانية مقصد هؤلاء اللاجئين. كما التقى الرئيس الفرنسي عدداً من سكان المدينة وأصحاب المصالح فيها.

«علينا تفكيك المخيم كلياً ونهائياً»، قال هولاند مؤكداً ان الحكومة «عازمة على الذهاب حتى النهاية» في هذا الموضوع وذلك بحلول نهاية العام الحالي، وتعهد بالعودة مع افراد حكومته لزيارة كاليه بعد اتمام هذه المهمة.

وفي مسعى لطمأنة سكان المدينة الذين يدعم البعض منهم اللاجئين ويقدمون العون لهم فيما يجد البعض الآخر انهم مصدر تهديد لأمنهم وأرزاقهم، أكد هولاند ان الطريق الى الحل « متوافر وقريب».

ويقضي هذا الحل الذي اشار اليه، بتوزيع لاجئي كاليه على عدد من المناطق فرنسية حيث توضع في تصرفهم مساكن لائقة، اضافة الى مطالبة السلطات البريطانية بتحمل قسط من المسؤولية في هذا الإطار كون العديد من اللاجئين لهم صلات قرابة بأسر مقيمة في بريطانيا وهو ما يبرر توقهم للانتقال اليها.

كما يقضي هذا الحل بالتشدد في مواجهة المتاجرين بمأساة هؤلاء المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا الذين يسهلون انتقالهم الى اوروبا لقاء مبالغ من المال.

وكان الرئيس السابق ساركوزي اكد ضرورة تفكيك « الأدغال» لكن ابدى التزامه شعارات التشدد مع موضوع اللجوء والهوية الوطنية في اطار حملة الانتخابات البدائية في حزبه «الجمهوري»، ما جعله يركز في توجيه اللوم على بريطانيا داعياً الى اعادة التفاوض معها حول اتفاق « لوتوكيه» الذي كان وقعها بنفسه عندما كان وزيراً للداخلية عام 2003.

واعتبر ساركوزي الذي يراهن على امكان استعادة ناخبيه الذين تحولوا عنه لمصلحة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، انه لا بد من اعادة الرقابة على الحدود الفرنسية تداركاً لتدفق لاجئين جدد.

ومن كلام هولاند الى كلام ساكوزي الذي كان اشرف بنفسه على تفكيك مخيم «سان غات» عام 2002 الأمر الذي لم يحل دون ظهور «ادغال» كاليه، تبدو المواقف المختلفة قديمة ومستنفدة وتبدو مأساة اللاجئين التي تتغذى من حروب ونزاعات لا تترك امامهم اي خيارات سوى المجازفة باللجوء مجرد موضوع مزايدة انتخابية.

لوبن التي كانت زارت كاليه العام الماضي، تعتمد كالعادة الموقف الأكثر تطرفاً حول موضوع «الأدغال» واللجوء عموماً وتدعو الى عودة الرقابة على الحدود الفرنسية وإعادة اللاجئين الى بلدانهم وإلا فإن المشكلة لن تحل تلقائياً.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024