منذ 7 سنوات | لبنان / السفير












كانت أجرة النّقل من طرابلس إلى جرود ميرا في منطقة القلمون، أوفر من التوجّه من عاصمة الشمال إلى بيروت. ومع ذلك، لم تكن هذه الأسباب التي دفعت ابن الـ16 عاماً في حينه لترك منزل والديه والذهاب إلى جرود ميرا بهدف الالتحاق بتنظيم «داعش» بعد أن أوصله العسكريّ يوسف م. وسلّمه إلى بلال العتر الذي نقله إلى الجرود مقابل 50 دولارا أميركيّا.

في إفادته الأوليّة، يشير عيسى ع. إلى أنّ ما دفعه لمبايعة التنظيم هو تردّده إلى «مسجد التقوى» وسماعه للخطب والدروس الدينية التي كان يلقيها الشيخ سالم الرافعي، ليتواصل بعدها مع العتر الذي أمن وصوله إلى الجرود.

هذا ما ينكره ابن شقيقة أحمد سليم ميقاتي الملقّب بـ «أبو الهدى»، خلال استجوابه، أمس، من قبل رئيس المحكمة العسكريّة العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم، قائلاً: «العتر وبلال ميقاتي لعبوا بعقلي للذهاب معهما».

هكذا فضّل الشاب القتال إلى جانب «داعش» على العمل في بيع المعجنّات التي كان يمتهنها. وما إن صار في جرود ميرا، حتّى اندلعت أحداث عرسال في اليوم التالي. ارتعب عيسى من أصوات القصف، ورفض التوجّه إلى عرسال، مضيفاً: «صرت إبكي وأقول لهم بدّي إرجع حينما سمعت صوت الطيران على مقّر داعش».

وخلال الأحداث، بقي عيسى في المقرّ الذي يتواجد فيه 8 لبنانيين وتردّد عليه مقاتلون لبنانيون آخرون كعمر وبلال ميقاتي وعبدالله الجغبير وعبدالرحمن بازرباشي الملقّب بـ «حفيد البغدادي»، مشيراً إلى أنّ هؤلاء شاركوا في المعارك «بسبب كرههم للجيش ولكنّي أنا لم أشارك فيها، ولم أرَ العسكريين المخطوفين».

الشاب المعروف أنّه لدى عودته إلى مسقط رأسه كان يحضّر نفسه لتنفيذ عمليّة انتحاريّة حينما تمّ إلقاء القبض عليه من قبل المديريّة العامّة للأمّن العام في نهاية العام الماضي، نفى أن يكون على معرفة بنبيل سكاف لاعترافه سابقاً أنّ الأخير طلب منه تنفيذ العمليّة ضدّ حواجز الجيش، ليردّ عليه بالقول: «بدي طعميهم الـc4 وtnt»، بالإضافة إلى تلقيه فيديوهات من سكاف لتعليمه على كيفيّة تصنيع العبوات.

أمّا عن علاقته بالقياديّ في «داعش» محمّد الإيعالي الملقّب بـ«أبو البراء» والموجود في الرقة الذي أقرّ في إفادته الأوليّة أنّه كان يعرفه سابقاً قبل أن تتجدّد علاقتهما عبر تطبيق «تلغرام» ليكلّفه بتجهيز مجموعة مهمتها مهاجمة مراكز الجيش في طرابلس، شدّد عيسى على أنّ الإيعالي لم يكلّفه بأي مهمّة أمنيّة.

كما نفى أن يكون على علم بما قام به «حفيد البغدادي» وبلال العتر حينما أتيا إلى مكان عمله لاستعارة درّاجته النارية وإطلاق النّار على أحد العسكريين، لافتاً الانتباه إلى أنّه لم يكن برفقتهما.

وأرجأ العميد إبراهيم الجلسة إلى 21 كانون الأوّل لاستكمال الاستجواب.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024