منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

ترأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قداسا في باحة مدرسة مار روكز للرهبانية الأنطونية في رياق، عاونه فيه الاساقفة جوزف معوض، حنا علوان، الأباتي العام داوود رعيدي، رئيس أساقفة كنشاسا - الكونغو الكاردينال لوران موزينغا، وحضره وزراء ونواب حاليون وسابقون، أعضاء ورؤساء المجالس البلدية والإختيارية في المنطقة، شخصيات سياسية، عسكرية، امنية وقضائية، ممثلون عن الاحزاب والتيارات السياسية، لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين. وخدمت القداس جوقة كنيسة مار الياس - انطلياس.


وقبيل القداس ألقى الأب الأنطوني فادي الحاج موسى كلمة بإسم أبناء المنطقة، قال فيها: "هذا الجمهور من المسلمين والمسيحيين أتى من كل المناطق البقاعية ليهتف هلم هلم أيها الراعي الصالح. نحن اليوم نرتدي حلة زاهية لاستقبال أبينا البطريرك الراعي بتربيع الأجراس المتناغمة مع أصوات المآذن. هذه البلدة لم تشوهها الحرب، وهذا اللقاء يحمل أبعادا دينية ووطنية لما تمثلونه غبطتكم من قيم روحية ووطنية، ونحن نكبر بتاريخكم الحافل بالعطاءات ونفتخر بما تمثلون أنتم المتجذرون في مارونية انطاكيا". 



وتابع: "أنتم صوت الحق والحقيقة الذي دخل الى كل المنازل، والوجه الذي ابتسم في بيوت المسيحيين في لبنان والعالم. ان آخر زيارة بطريرك ماروني لبلدتنا تعود الى العام 1838 للبطريرك انطوان عريضة، لذلك شعبنا متعطش لزيارتكم وحضوركم بيننا، وهذا الحشد سيتذكر زيارتكم أنتم الفضيلة في العلم والقداسة، وأنتم ستبقون ضمير لبنان النابض والحي، تاريخا في ذاكرة، وذاكرة في التاريخ".


وبدوره، ألقى الراعي عظة جاء فيها: "من يصبر حتى النهاية يخلص، الرب يسوع يدعونا إلى الثبات في قلب المحن أيا كانت. ان الثبات هو الرجاء بالمسيح الذي بموته وقيامته انتصر على الشيطان وعلى الخطيئة والشر، انه يدعونا الى الثبات في القيم الروحية والأخلاقية والوطنية، وهذا ما نلتمسه اليوم في هذه الذبيحة الإلهية التي نرفعها على نية الوطن وأبنائه وأبناء رياق والمنطقة، بشفاعة مار روكز شفيع الدير".


وشكر راعي أبرشية زحلة المطران جوزف معوض على "تنظيم هذه الزيارة ومساعديه وكل من ضحى لإعدادها، وهي قد ظهرت من خلال حفاوة الإستقبال في كل البلدات التي زارها من أمس حتى الآن".


وتابع: "لقد قرأت محبتكم وسخاءكم في كل المحطات، وأصلي ليكافئكم الله على كل هذا". وحيا الأباتي العام للرهبانية الأنطونية الاباتي داوود رعيدي ومجلس المدبرين "الذين حضروا خصيصا لهذه الزيارة". وشكر "المشايخ اصحاب الفضيلة"، مقدرا حضورهم القداس.


وأكد "اننا كمسلمين ومسيحيين مطلوب منا الكثير، والأهم بناء وحدتنا الوطنية ومكونيها المسلم والمسيحي، لنقول للعالم الذي لا يؤمن بهذا العيش المشترك، إننا نشهد انه ليس عندنا سوى العيش معا أديانا وثقافة وحضارات". 



وأردف: "مؤسف ما يجري في الشرق، فهو هدم لما بنيناه سوية كمسلمين ومسيحيين، ومن خلالكم أصحاب الفضيلة، أحيي الطائفة الشيعية وكل الطوائف الإسلامية. إن الرب يدعونا مجددا في قلب المحن والحروب التي نعيشها ليؤكد لنا ان من يصبر يخلص، والصبر فضيلة الرجاء، ونحن جماعة الرجاء. إن يسوع بموته وقيامته حقق انتصاره على الشر، فهو قوتنا، وكملك السلام يعطي السلام للعالم، كل شيء قد ينتهي أما الثبات فهو للقيم فقط، وارفع صلاتي معكم وأقول للرب: انت خلصت العالم وانتصرت على الشر ودعوتنا لننتصر بك. أنت يا رب سر التقوى، نلتمس بك أن تزيدنا إيمانا لكي نصمد فيك وان تجعل زيارتنا هذه تجديدا للهمم والروابط، وأهلنا أن نتذكر ما قلته لنا "سيكون لكم في العالم ضيف، لكن ثقوا انا غلبت العالم".


ومن جهته، قال موزينغا: " لطالما أحببت زيارة لبنان واليوم تحقق هذا الحلم. تربطنا علاقات مميزة مع أبناء هذا البلد في وطننا الأم، وحاليا نحن نعمل على تقديم أرض للجماعة المسيحية اللبنانية في الكونغو، لتتمكن من الاحتفال بالافخارستيا وفق الطقس الماروني أو غير طقوس".


وأضاف: "نشكركم ولطالما التقينا معك في بازيليك القديس بطرس فس روما، لأنكم اتحتم لنا فرصة زيارة هذا البلد. ولقد تأثرت كثيرا بحفاوة الاستقبال وبدأت أعرف لبنان من خلال ما لمسته، لذلك سأعود ثانية مع الاباء. ولطالما تمنيتم يا صاحب الغبطة أن يحافظ لبنان على قيمة عيشه المشترك، ونتمنى أن يعيش بسلام وينمو بالحقيقة".


وقدم ختاما هدية للراعي مصنوعة يدويا وهي عبارة عن مجسم للعذراء.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024