منذ 6 سنوات | ثقافة / صبايا ستايل

لماذا ينجح بعض الأشخاص في تجاوز مراحل الفشل في حياتهم بينما يبقى البعض الآخر يعيش فيها لوقت طويل جدا ؟ كيف يمكن لشخص يبدو للوهلة الأولى بأنه شخص أقل ما يقال عنه أنه شخص عادي أن يتقبل ظروف حياة صعبة جدا والتعامل معها بطريقة تساعده على التقدم إلى الأمام ونحو الأفضل بالرغم من كل ذلك.

كيف ومتى اكتسب هؤلاء الأشخاص هذه القدرة على تحمل كل هذه الصعوبات وكل هذه العقبات ؟ كيف يمكن لشخص عادي أن يتحمل وأن يتجاوز ظروف الحياة التي تحطم أحلام وآمال العديد من الناس حتى الأقوياء منهم ؟

الإجابة تكمن في ذهينة هؤلاء الأشخاص، في طريقة تفكيرهم وفي الطريقة التي ينظرون بها إلى التحديات والظروف وكل ما يحدث لهم.

النفسية القوية والذهنية التي لا تقهر هي ما يجعل بعض الأشخاص يحققون انجازات وأهدافا كانت في البداية كل المعطيات والظروف والمؤشرات توحي باستحالت قدرتهم على الوصول إليها .

سوف نتطرق اليوم إلى موضوع مهم جدا سوف يغير حياتك اذا عرفت كيف تستغله لصالحك. سنتكلم اليوم عن كيف يمكنك أن تصبح شخصا أقوى نفسيا وأكثر صبرا وتحملا لكل تلك الظروف والصعوبات التي يمكنها أن تواجهك في الحياة اثناء محاولتك العمل على تحقيق هدفك.

الأشخاص الذين ينتصرون في النهاية رغم كل تلك الظروف الصعبة والبدايات المتعثرة، رغم الفشل والإحباط الذي يصيبهم في العديد من الأيام أثناء سعيهم وراء تحقيق أهدافهم هم أولئك الذين يتمتعون بعقلية المحارب الحقيقي. انهم أشخاص يتمتعون بقوة نفسية قادرة على دفعهم نحو الأمام عندما تجد كل الظروف حولهم تدفعهم إلى الخلف.

كيف تصبح أقوى نفسيا

أن تكون شخصا قويا نفسيا وذهنيا لا يعد أمرا مستحيلا أو صعبا، ولكن كل ما في الأمر هو أنك بحاجة إلى استعاب وفهم بعض الأمور التي من دونها لن تتمكن أبدا من التعامل مع الظروف الصعبة ومراحل الفشل التي تواجهك في حياتك.

سوف تحتاج إلى بعض الوقت حتى تنجح في تقوية ثقتك بنفسك وزيادة قدرة تحملك للصعوبات التي تواجهك عندما تعمل على تحقيق أهدافك، ولكن اذا صبرت و واصلت العمل على اكتساب ما سوف أكشفه لك اليوم في هذه المقالة، فأنك سوف تصبح شخصا أقوى نفسيا وذهنيا أيضا من دون شك.

هي كهذا وليس في استطاعتك فعل أي شيء.

احدى أهم نقاط قوة الأشخاص الأقوياء ذهنيا والذين يتمتعون بقوة نفسية عالية هو معرفتهم واداركهم لحقيقة أن بعض الأمور قد لا تجري كما يريدون وبأنه ليس في استطاعتهم تغيير ذلك.

ببساطة يعرفون بأن بعض الأمور هي كهذا وفقط، وليس في استطاعتهم تغييرها. على الأقل في الوقت الحالي، بمهاراتهم الحالية وامكانياتهم البسيطة.

ولهذا يجب عليك أن تتوقف عن التذمر والشكوى لأنك وجدت زحمة في الطريقة المؤدي إلى مكان عملك أو دراستك، ببساطة لأن تذمرك لن يجعل الزحمة تختفي، ولن يجعلك تصل في الوقت المحدد اذا كانت الزحمة كبيرة مثلا، ولكن سوف يجعل نفسيتك وأعصابك في حالة سيئة جدا.

باختصار، حاول أن تركز على نفسك وعلى الأمور التي هي في حدود قدرتك واستطاعتك لتغييرها، بينما الأمور التي هي خارجة عن ارادتك فلا داعي لأن تقلق بشأنها، فقط تقبلها وتعامل معها بطريقة حيادية ومناسبة.

لا يهم ما يحدث لك

ولكن الذي يهم هو كيف تتصرف وتتعامل مع ما يحدث لك، ما يهم هو هل سوف تستسلم للظروف الصعبة والعقبات التي تعترض طريقك، أم أنك سوف تواصل العمل على تطوير نفسك وتنمية مهاراتك وتحسين حياتك.

قد تكون من بين الأشخاص الذين يعانون من الخجل، أو ربما من الخوف من الناس ونظراتهم..أو ربما تكون من بين أولئك الذين يشعرون بالقلق والتوتر الشديد بمجرد التفكير في التحدث أمام الجمهور..ولكن ذلك لا يهم أبدا اذا كنت شخصا قويا نفسيا ويعرف كيف يتصرف مع نقاط ضعفه.

ولأنك سوف تبدأ العمل على تطوير نفسك والتخلص من هذه المشاكل التي تعيق تقدمك وتسبب لك القلق والتوتر. فأنت تعلم جيدا بأنه من غير الممكن أن تولد وأنت تعرف كل شيء عن كل شيء، وانما تصبح شخصا افضل بمرور الوقت وبالعمل على اكتساب مهارات ايجابية جديدة بشكل مستمر.

الفشل ليس النهاية

الأشخاص الأقوياء نفسيا يدركون جيدا بأن الفشل في البداية لا يعني بأنهم أشخاص فاشلون أو غير قادرون على النجاح، ولكن كل ما في الأمر أنهم بحاجة إلى المزيد من العمل والمزيد من الوقت من أجل تطوير أنفسهم ومهاراتهم أكثر.

فلا تيأس أو تتوقف حتى قبل أن تبدأ، وذلك عند أول عقبة تواجهك، فقط اعمل أكثر، تعلم من أخطائك واحرص على تجنبها في المستقبل، ولا تتوقف أبدا عن التعلم وتطوير مهاراتك.

افهم مشاعرك وسيطر عليها

عليك أن تكون شخصا يفهم مشاعره وأفكاره جيدا ويعرف كيف يتحكم فيها ويوجهها بطريقة تساعده على اتخاذ قرارات صحيحة وسليمة.

مثلا اذا تخلى عنك شخص مهم في حياتك أو شخص تحبه فماذا سوف تفعل ؟ سوف تغضب، سوف تبدأ بالتذمر والشكوى.. سوف تبدأ في العيش في الماضي وتدخل في دوامة من التفكير المستمر في ذلك الشخص ؟! ماذا ستفعل ؟

اذا كنت شخصا عاديا فإن ما سوف تفلعه هو ما قلته بالضبط، ولكن في حالة ما كنت شخصا قويا نفسيا، شخص واثق من نفسه فإنك سوف تأخذ قرار آخر تماما، وهو أن تواصل حياتك وتنسى الموضوع بالرغم من أن الأمر صعب.

لا تكن مثل ذلك الطفل المتهور الذي لا يفهم مشاعره ولا يسيطر عليها، وبالتالي تكون تصرفاته دائما صبيانيا وطائشة تجعله يقع في المزيد المشاكل وبالتالي تتولد بداخله المزيد من الأفكار السلبية والمشاعر غير الإيجابية.

الحياة…

اذا كنت تنتظر أن تعيش حياتك بأكملها بروتين واحد فقط، أي أن تكون سعيدا كل أيام حياتك مسرورا يأتيك كل ما تريده على طبق من ذهب فدعني أخبرك بشيء مهم جدا، أنت لم تفهم شيئا على الإطلاق، الحياة ليست أبدا كما تعتقد ويجب عليك أن تتعود على ذلك.

عليك أن تدرك بأنك في هذه الحياة سوف تواجه الكثير من العقبات في سبيل تحقيق ما تريد، سوف تتعب قبل أن ترتاح، سوف تضطر في العديد من المرات إلى التضحية في سبيل تحقيق أحلامك واهدافك.

اذا فكرت بهذه الطريقة فإنك لن تشعر أبدا بالإحباط أو الفشل عندما لا تنجح في الوصول إلى هدفك من أول مرة وبسهولة تامة، لأنك تعلم مسبقا بأن الأمور لا تأتي بسهولة وخاصة تلك الأهداف والأحلام العظيمة التي تغير حياتك.

وبهذا تصبح أقوى نفسيا وقادر على تجاوز الصعاب بسهولة أكبر.

تحمل المسؤولية

أن تكون قويا نفسيا يعني أنك قادر على تحمل مسؤولية حياتك وما يحدث فيها، فأنت تعلم جيدا بأنك المسؤول الوحيد على ما يحدث في حياتك سواء كان سلبيا أو ايجابيا.

فلا داعي إذن للتذمر من مشاكلك وإلقاء اللوم على الآخرين، لأن التخلص من الخجل الذي تعاني منه هو مسؤوليتك وحدك، وتعلمك كيف تتحكم في أعصابك وكيف تصبح شخصا هادئا هي مسؤوليتك أنت. كل تلك السلوكات والعادات السلبية التي تتواجد في شخصيتك وحياتك سببها أنت وحدك وليس شخص آخر، وبالتالي مسؤولية تغييرها والتخلص منها هي مسؤوليتك أنت أيضا.

تذكر دائما بأنك المسوؤل عن حياتك وعن تحسينها وجعلها حياة أفضل، اذا لم تفعل فلا تلم إلا نفسك لاحقا.

لست بحاجة لأن تكون شخصا آخر

الشخص القوي نفسيا يعلم جيدا بأنه مطالب بأن يثق في نفسه وأن يعمل على تطوير نفسه باستمرار ليصل إلى أفضل نسخة من نفسه، عوض أن يرتكب أكبر خطأ يقع فيه أغلب الأشخاص غير الواثقين من أنفسهم والضعفاء نفسيا وهو أن يعيشوا أو يتصرفوا بطريقة معينة فقط لإرضاء الآخرين.

ما دمت تعمل على تطوير نفسك وتحسين حياتك فأنت في الطريق الصحيح ولست بحاجة لأن تكون شخصا آخر غير نفسك، توقف عن فعل الحماقات وجميع تلك الأمور التافهة لكي تنال رضى الناس وأصدقائك من حولك .

اذا كان أصدقائك اشخاصا سلبيين فأنت لست مطالب بأن تكون كذلك. لأن الشخص الواثق بنفسه لديه أهداف يسعى لتحقيقها وبالتالي ليس لديه الوقت ليضيعه مع اشخاص تافهين وغير مهمين.

اذا كان جميع المحيطين بك يعيشون حياة سلبية مليئة بالمشاكل والتصرفات غير الإيجابية والأفكار السلبية فأنت لست مجبر على العيش بنفس تلك الطريقة، بل يجب أن تتوقف عن مصاحبة هذا النوع من الأشخاص حتى وان تطلب الأمر أن تخسر جميع أصدقائك. حتى أن كلمة خسارة هنا تعني العكس في الحقيقة لأنك سوف تربح نفسك وتتخلص من مصدر للمشاكل والسلبية.

مقارنة نفسك مع الآخرين بشكل مستمر وبطريقة سلبية لن يجعلك أبدا شخصا قويا نفسيا، بل سوف يجعلك تشعر دائما بأنك ضعيف، غير جيد وغير راض عن حياتك ونفسك.

ولهذا تجد الأشخاص الأقوياء نفسيا لا يمارسون هذه العادة السلبية، وانما يركزون تفكيرهم على أنفسهم وحياتهم، فيعملون على تحسينها والرفع من مستواهم في جميع الميادين، وبهذا فقط ينجحون في تقوية ثقتهم بأنفسهم ويرفعون من مستوى قوة مشاعرهم ونفسيتهم.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024