منذ 7 سنوات | لبنان / الأخبار
















حسم تيار المستقبل أول من أمس قراره، واختار التلطي، رسمياً، خلف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لوضع العصي في دواليب العماد ميشال عون الرئاسية دون استفزاز الرأي العام المسيحي أو ظهوره بمظهر المطيح للمرشح المسيحيّ الأقوى إلى الرئاسة الأولى


بدايةً، كان تيار المستقبل يطلب من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، نيل تأييد القوات اللبنانية لترشيحه حتى يتبناه المستقبل، أما وقد حقق الجنرال ما كان يعتبر مستحيلاً، فقد انتقل الحريريون إلى مناورة أخرى تقوم على الطلب من حزب الله أن يوحد قوى 8 آذار خلف ترشيح الجنرال قبل أن يطلب من تيار المستقبل وغيره تأييد مرشحه.


وتشير الأوساط المتابعة لحوار المستقبل وحزب الله في عين التينة إلى تلطي الحريريين في هذه المرحلة خلف التشنج الدائم في العلاقة بين العماد عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، طالبين حل الأزمة بين عون وبري قبل طرق بابهم. علماً أن المستقبليين أبدوا استياءهم أيضاً مما وصفوه بـ»الإفراط في تأييد العماد عون الذي عبّر عنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم». 

وعلمت «الأخبار» أن اجتماعاً تنسيقياً عقدته قيادة المستقبل أول من أمس، شارك فيه رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس الخوري ومستشار الحريري نادر الحريري الذي أبلغهم حصول ارتباك واسع في صفوف المستقبل جراء التضارب في مواقف أقطابه بشأن الاستحقاق النيابي، وضياع النواب والمسؤولين بشأن حقيقة ما يحصل، ولا سيما التباين الكبير بين حماسة المشنوق لانتخاب عون رئيساً، ومعارضة السنيورة الشديدة لذلك. 

وأعاد الحريري تأكيد الموقف الذي أذيع غداة اجتماع كتلة المستقبل لناحية التمسك بمبادرة الحريري إلى ترشيح فرنجية، في انتظار أن يقدم الآخرون مبادراتهم.

سبق أن ربط المستقبل موقفه من ترشّح عون بتأييد جعجع للجنرال

وقد اتفق المجتمعون على التهدئة والتزامهم جميعاً موقف الكتلة الأخير، مع التأكيد أن الموقف الحريريّ لم يتغير، وهو لن يقدم على أي خطوة سياسية كبيرة دون موافقة سعودية وإجراء كل ما يلزم من تمهيد داخليّ سياسيّ وشعبيّ وإعلاميّ.

 وكان الرئيس فؤاد السنيورة قد صارح بعض المحيطين به بـ»نقزته» مما يمكن أن يقدم الحريري فجأة عليه، لكن طمأنات «رفيعة المستوى» بلغته بعدم إقدام الحريري على أية خطوة دون إجراء تقويم جدي وتفصيلي «معه تحديداً» بشأن فوائد الخطوة وسلبياتها. 

والمطلوب في هذه المرحلة وفق ما خلص الحريريون إليه في اليومين الماضيين هو التزام سقف بيان الكتلة الأخير، لكن دون كسر الجرة مع أحد، وخصوصاً مع العماد عون. فالجنرال الذي يتحدث الحريري عنه بإيجابية، يهادن المستقبل ويفترض أن يتفهم الحريريون أكثر فأكثر موقفه، ولا يضعوا جمهوره «بظهرهم» إلى الأبد، وخصوصاً أن تبني جعجع لترشيح عون، وانكفاء مسيحيي المستقبل والنائب سليمان فرنجية، جعل الحريريين في مواجهة الجزء الأكبر من الرأي العام المسيحي، لا الجمهور العوني فقط، وهو أمر يمكن أن يحرج المستقبل كثيراً وطويلاً ما لم يتداركوا الأمر ويتعاملوا معه بذكاء. وعليه، يبدو أن الحل الأنسب هو رمي كرة التعطيل في ملعب الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط مجدداً.

من جهة أخرى، كانت الرابية تنتظر حتى اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الأخير عودة الحريري خلال 24 ساعة وإعلانه موقفه جديداً، كما أوحت النقاشات داخل التكتل. 

والواضح في هذا السياق أن هناك من يسرب أخباراً مغلوطة أو غير دقيقة في الرابية تسهم في تضييع البوصلة قليلاً وتشتيت أنظار الجنرال عن الجهة المعطلة الرئيسية.

 وعلمت «الأخبار» أن العماد ميشال عون حاسم في رفضه الانتظار أكثر لبتّ أمر الاستحقاق أكثر، ولا ينوي الإيحاء لأحد أنه يتسول موافقة حريرية أو سعودية أو غيرها لانتخابه رئيساً، وهو يعتقد أنه قدّم كل الطمأنات اللازمة، ولم يعد أمامه سوى محاولة كسر الحائط بكل الوسائل المتاحة أمامه. وهو حدّد مهلة زمنية قصيرة لمعرفة من هم فعلاً معه ومن هم ضده، ليبني على الشيء مقتضاه.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024