منذ 7 سنوات | العالم / النهار


فيما تغرق سوريا مجدداً في سفك الدماء، وبعدما أوقفت الامم المتحدة قوافل مساعداتها الانسانية في البلد المضطرب أمس، تسعى الدول الكبرى جاهدة لاقناع نفسها بأن وقف النار يمكن انقاذه. واستأثرت سوريا بحيز واسع من انطلاق الإجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الحادية والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة العشرات من زعماء الدول الـ193 الأعضاء. 

واغتنم الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصته الأخيرة أمام هذا المحفل قبل أشهر قليلة من مغادرته البيت الأبيض ليحض على "تصحيح المسار" في اتجاه عالم متكامل، قائلاً إن المكاسب التي أحرزت في العقود الأخيرة تتعرض للتهديد بسبب "الغموض والقلق والصراع".

مجموعة الدعم الدولية


واكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان المساعي الاميركية الروسية للتوصل الى وقف النار في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات "لم تنته"، ووعد بمعاودة المحادثات الدولية هذا الاسبوع.


الا ان تصريح كيري الحاسم بعد اجتماع مقتضب في نيويورك للمجموعة الدولية لدعم سوريا، لم تخف جو التشاؤم بين وزراء الخارجية لدول المجموعة.


ووصل كيري الى الاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ليرأس المجموعة التي تضم 23 دولة.


والعلاقات بين اعضاء المجموعة متوترة بعد الغارة الجوية التي شنها الائتلاف خطأ مما أدى الى مقتل أكثر من 60 جندياً سوريا السبت.


والاثنين بدا ان المحادثات محكوم عليها بالفشل بعدما اعلن الجيش السوري انتهاء وقف النار الذي تم التوصل اليه بوساطة اميركية - روسية، واصابة قافلة مساعدات تابعة للامم المتحدة في غارة جوية.


الا ان كيري اغتنم فرصة اجتماع أعضاء مجموعة الدعم في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة ليجري محادثات ازمة.


وعلى رغم ان جو المحادثات كان قاتما ولم تثمر نتائج، الا انها شكلت فرصة لكيري ومبعوث السلام الدولي الى سوريا ستافان دو ميستورا للتأكيد ان العملية لم تنهر.


ولم تستمر المحادثات سوى ساعة، وقال المشاركون فيها ان الجو كان متوتراً وجدياً.


وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بان الوزراء "اتفقوا على انه على رغم استمرار العنف، لا يزال من الضروري السعي للتوصل الى وقف للعداوات في انحاء سوريا يستند الى الترتيب الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي في جنيف بين الامم المتحدة وروسيا.


وصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ان "الجو السائد كان ان أحداً لا يريد التخلي عن وقف النار". وأضاف: "بصراحة إن عملية كيري ولافروف هي المساعي الوحيدة الان وعلينا ان نعيدها الى مسارها".


ورأى وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرلوت أن الاجتماع كان متوتراً، الا ان على الدول الاخرى ان تساعد موسكو وواشنطن في التغلب على الخلافات. وقال: "لقد كان اجتماعاً دراماتيكياً، والجو العام كئيب. هل ثمة أمل؟ لا استطيع الاجابة عن ذلك بعد، ولكن علينا ان نبذل كل ما في وسعنا". وشدد على أن "المفاوضات الاميركية - الروسية وصلت الى حدها. والكثير لم يقل بعد. الروس والاميركيون لا يمكنهم ان يقوموا بذلك وحدهم".


وخصص أوباما حيزاً مهماً من خطابه في الامم المتحدة للترويج للقيم الأميركية. وقال إنه "في عالم تخطى زمن الإمبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة المجد الضائع بالقوة".


ودعا الى ان "نكون متحدين وصارمين في تدمير شبكات مثل تنظيم داعش الذي لا يبدي أي احترام لحياة الإنسان. لكن ذلك يعني أيضا أنه في مكان مثل سوريا حيث لن يتحقق أي نصر عسكري في نهاية المطاف، علينا متابعة العمل الديبلوماسي الشاق الذي يهدف الى وقف العنف وإيصال المساعدات الى المحتاجين ودعم أولئك الذين يسعون إلى حل سياسي والذين يعتقدون أن الذين لا يشبهونهم يستحقون الكرامة والاحترام".


وقال أيضاً: "الإسرائيليون والفلسطينيون سيكونون أفضل حالاً إذا نبذ الفلسطينيون التحريض واعترفوا بشرعية الدولة اليهودية، وإذا أدركت إسرائيل أنها لا يمكن أن تحتل الأراضي الفلسطينية وتستوطنها بشكل دائم".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024