منذ 6 سنوات | أنت وطفلك / صحتي

إن الفترة الزمنية بين الحمل والآخر يجب أن يتم تحديدها بعناية من قبل الزوجين، وذلك لأن الحمل المتتالي ممكن أن يؤثر سلباً على صحة الأم والجنين، كما وإن تأثيراته يمكن أن تطال نواحٍ عديدة من حياة الأسرة ككل، من الزوجة إلى الزوج وأطفالهما الصغار وصولاً إلى المولود الجديد.

مخاطر صحية

- إن الحمل المتكرر ممكن أن يكون سبباً للانفصال الجزئي أو الكلي للمشيمة عن جدار الرحم قبل حلول موعد الولادة، كما أنه يمكن أن يسبب ولادة مبكرة. كم ومن ناحية أخرى، هذه الحالة ممكن أن تسبب للأم تمزقاً في الرحم.

- بما أن الأم قد مرت مؤخراً في تجربة الولادة، إن كانت طبيعية أو قيصرية، فإنها لم تأخذ الوقت الكافي لتتعافى وترجع إلى حالتها الطبيعية قبل الحمل والولادة لتكون مستعدة وجاهزة جسدياً ونفسياً للحمل من جديد وتكرار التجربة.

- لا تكفي الأم فترة ستة أشهر مثلاً لاستعادة مخزون جسمها من المعادن والأملاح الضرورية للجسم، مثلاً تكون لا تملك مخزوناً جيداً من الحديد والكالسيوم والفيتامينات، وذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على صحتها وعلى صحة جنينها.

- يمكن أيضاً للحمل المتتالي أن يسبب ولادة مبكرة أو نقص في وزن المولود، كما أنه وبحسب بعض الدراسات، يمكن أن يكون سبباً بإصابة المولود الجديد بالتوحّد.

التأثيرات العائلية

إذا اكتشفت المرأة أنها حامل وهي أمّ لطفل لا يتجاوز عمره الأشهر، فإن ذلك سيتسبب أولاً بعدم قدرتها على الإهتمام بطفلها الأول بشكل كافٍ، خاصة إذا كانت تعاني من أعراض الوحام والغثيان والتعب والحاجة إلى التقيؤ بشكل كبير.

من ناحية أخرى، لن تتمكن على الأرجح من حمل طفلها الأول لفترات طويلة، خاصة إذا كان حجمه ووزنه كبيرين، فهي إذا حملت وكان عمر طفلها 6 أشهر مثلاً، سيكون عمره في الهور الأخيرة من حملها الثاني سنة، وهو ما زال غير قادر على السير بمفرده، ويتوجّب عليها حمله لفترات طويلة، هذا فضلاً عن الإهتام به من جميع النواحي الأخرى، وهي بحد ذاتها مهمة متعبة أصلاً، فما بالك إذا كانت الأم حامل في الوقت عينه.

الإجهاد الكبير بسبب الإهتمام بالطفل أو الأطفال الصغار وبالحمل الجديد في الوقت عينه مع كل التغيرات المزاجية والهرمونية التي ترافق الحمل، كلها عوامل من الممكن أن تؤثر على العلاقة الزوجية بسبب إنهاك الأم التي تكون في هذه الحالة بغير قدرة على الإهتمام بزوجها.

لذلك، من المهم أن تنتظري فترة لا تقل عن 18 شهراً بعد الولادة حتى تحملي مرة ثانية، ففي هذا الوقت يكون طفلك الأول قد بدأ يسير لوحده، وبعد الولادة الثانية بوقت قصير يبدأ بالذهاب إلى المدرسة. والناحية الأهم، أنك بهذه الطريقة تمنحين جسمك الوقت الكافي ليرتاح ويتعافى، وتمنحين مولودك المقبل فرصة أكبر ليحظى بحمل صحي وولادة سليمة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024