منذ 6 سنوات | ثقافة / نصف الدنيا

 

أطلقت دار الإفتاء مؤخرا على حسابها الرسمي بالفيس بوك دعوة للأزواج لمساعدة زوجاتهم في الأعمال المنزلية مؤكدة أهمية مساعدة الزوجة في أعمال المنزل مستعينين بحديث الرسول(ص) عن مساعدته لزوجاته للقيام بشئون المنزل. 

وكتبت دار الإفتاء المصرية تدوينة على فيس بوك «كان من أخلاق النبي وحسن معاشرته لزوجاته أنه كان يساعدهن في الأمور المنزلية، ولم تمنعه كثرة مشاغله ودعوته إلى الله من القيام بشئون المنزل؛ فكان يخيط نعله وثيابه إلى غير ذلك مما يحتاج إليه كيلا يشق على زوجاته، سُئلت السيدة عَائِشَةَ: مَا كَانَ النبيُّ يَصْنَعُ فِي البَيْتِ؟ قَالَتْ: «كَانَ فِي مِهْنَةِ أهْلِهِ، فَإذَا سَمِعَ الأذَانَ خَرَجَ».

حاولنا استطلاع الرأي من الرجال والنساء في الدعوة التي أطلقتها دار الإفتاء والتعرف على الآثار النفسية على الرجل والمرأة في حالة مساعدة الرجل لزوجته في الأعمال المنزلية في التحقيق التالي..

الرجال يرحبون بالمساعدة

في البداية رصدنا آراء الرجال وهل يقبلون بمشاركة زوجاتهم في الأعمال المنزلية أم لا فيقول أحمد مخلوف شاب في الثلاثينيات ومتزوج «موظف «معنديش مشكلة أنى أساعد زوجتي في البيت لكن المشكلة بتكون في الوقت وظروف الشغل لكن من حيث المبدأ  مش شايف أنها حاجة تنتقص من رجولة الرجل وفى أيام الإجازات بحاول فعلا أساعدها في الحاجات إللى ممكن أقدر عليها «.

لكن سالم عدلي تجاوز الأربعين ومحاسب بأحد البنوك فيرى أن تقسيم المسؤوليات ضروري لنجاح أي علاقة ويقول «أنا وزوجتي الحمد لله متفاهمين جدا ومش بساعدها في أمور البيت لكن بحاول أساعدها في مسؤوليات أخرى تخليها تعمل شغل البيت ، وهى مرتاحة مثل شراء مستلزمات البيت ذهاب وعودة الأولاد من المدرسة، وهذا يخفف من عليها الأعباء فتقوم بمهام البيت على أحسن وجه وهى مرتاحة ومش مضغوطة».

أما شادي عبد الله شاب في العشرينيات ومتزوج منذ سنتين فيرى أن الزوج مش مطالب أنه يساعد زوجته في الأعمال المنزلية لكن ممكن يساعدها حسب وقته وظروف شغله لكن ليس فرضا عليه ويقول «أنا ممكن أساعد زوجتي في حاجات بسيطة بالمنزل، لكن مش كل يوم ومش بشكل أساسي لكن بحاول أساعدها معنويا وهذا يقوى العلاقة بين الزوج وزوجته بالطبع».

أما السيدات فسألناهن هل أزواجهن يساعدونهن في الأعمال المنزلية فقالت راوية عبد السميع متزوجة من 5 أعوام فتقول «زوجي ساعدني مرتين بس خلال خمس سنين والطبيعي أن الرجالة بتشوف مساعدتهم في البيت تنتقص من رجولتهم وأعتقد أن مفيش راجل بيساعد زوجته في البيت».

 

رجل المعاش أكثر مساعدة

وتقول شادية حمدي سيدة على المعاش هي وزوجها فتقول « بصراحة زوجي بعد المعاش بيساعدنى في البيت وقبل المعاش لم يكن يساعد في البيت لكن لما اختلفت الظروف أصبح يساعد في أمور كثيرة خاصة بالمنزل وأعتقد أن أغلب الرجال على المعاش يساعدون في البيت لكن نادرا ما يساعد رجل زوجته في المنزل أثناء فترة العمل ولكن هذا يؤثر على علاقتهما ومن الأفضل أن يساعدها حتى لو بأمور بسيطة فهذا يقوى علاقتهما».

ومن أهم الدراسات التي أجريت مؤخرا كانت تؤكد أن عدم مشاركة الرجل للأعمال المنزلية يجعله عرضة أكثر للخيانة من زوجاته وكما جاء بالاستطلاع والذي شمل 10.000 امرأة، وبينت النتائج أن 73 % من النساء اللاتي يعانين من عدم مشاركة أزواجهن لهن في الأعمال المنزلية هن من يرتكبن فعل الخيانة، حيث كان رد 9 نساء من أصل 10 خلال هذا الاستطلاع، أن الأزواج لا يشعرون بالمهام الكثيرة التي يقمن بها في المنزل على مدار اليوم، وعدم المشاركة تخلق لديهن شعورا بالضيق تجاه الطرف الآخر.

 

الضغط على الزوجة = إحباطا واكتئابا

وللتعرف على تأثير عدم مشاركة الرجل لزوجته بالأعمال المنزلية من الناحية النفسية يقول الدكتور عبد الهادي عيسى أستاذ الطب النفسي إن عدم مشاركة الرجل للمرأة بالأعمال المنزلية يجعلها تشعر بالضغط المستمر، خاصة أن النسبة الأكبر من السيدات يعملن وهذا يجعلهن يشعرن بالإحباط والاكتئاب ولكن بالفعل مساعدة الرجل حتى ولو بسيطة يجعل العلاقة الزوجية بينهما أفضل ويقوى علاقتهما ببعض.

وينصح الزوجات بأن يبذلن بعض المجهود بأن تلفت الزوجة نظر زوجها لذلك بطريقة ودية تجعله يساعدها حتى لو مساعدة بسيطة ولكن يجب أن يشعرها بأنه يتفهم ظروفها والضغط الواقع عليها، موضحا أن الأزواج الذين يساعدون زوجاتهم تكون حالتهم الصحية أفضل ويقلل ذلك شعور المرأة بالاكتئاب ويجب ألا ينظر الرجل لمساعدة زوجته على أنها شيء ينتقص من رجولته بل هي وسيلة لتقوية العلاقة الزوجية والحفاظ على استقرار البيت وهذا أيضا يجعل أبناءهما متعاونين ومساعدة لشريك الحياة في مسؤولية معيّنة ضمن عدد من المسؤوليات الملقاة على عاتق الزوجة، مثل: تربية الأبناء وتنظيف المنزل وتحضير الطعام، بالإضافة إلى عمل المرأة ومساعدة زوجها في تدبير نفقات المنزل.

ويوضح أن إحساس المرأة بأن زوجها ليس مشغولا عنها ويقدر الضغوطات الملقاة عليها ووسيلة مهمة لاستقرار الحياة الزوجية وإضفاء البهجة على المنزل، كما أنها تعتبر أن وجوده بالمنزل حتى وإن لم يفعل شيئا تقديرا منه لمكانتها في قلبه ووصف امتناع الرجل عن مساعدة زوجته في أعمال المنزل بالأنانية.

وفى النهاية فدعوة دار الإفتاء لمساعدة الأزواج تستحق الإشادة والتقدير والالتفات لها للتأكيد على أنها تقوى العلاقة الزوجية كما أن الاستشهاد بالرسول  يؤكد أنها ليست أمرا ينتقص من رجولة الرجل بل وسيلة للتقارب بين الزوجين وتقليل الضغط الواقع على الزوجة ونتمنى أن يلتفت لها كل رجل ويعمل بها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024