منذ 7 سنوات | لبنان / اللواء

بين نيويورك وبيروت، لا يبدو المشهد اللبناني واحداً، هناك حيث وصل الرئيس تمام سلام، مع وفد وزاري واداري وأمني لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن ينضم إلى هذا الوفد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حيث سيكون للبنان موقف واحد، سواء في كلمة الرئيس سلام امام الجمعية العامة التي سيلقيها قبل عودته الخميس المقبل، أو خلال المشاركة في قمة اللاجئين التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما، أو من خلال اللقاءات مع رؤساء الجمهورية أو رؤساء حكومة أو وزراء خارجية الدول المشاركة في هذه التظاهرة الدولية التي تتكرر مرّة كل عام، مع الإشارة الى أن نشاط الوزير باسيل في الولايات المتحدة جاء ضمن النشاط الاغترابي.

اما في لبنان، فالمشهد يتراوح بين الترقب وأجندة المواعيد العونية التي تتراوح بين تفاؤل في جلسة 28 أيلول الجاري، بحيث ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإلا «فالويل والثبور وعظائم الأمور»، في الفترة الممتدة بين 28 أيلول و13 تشرين الاول.

رسالة نيويورك

وفي نيويورك أفادت موفدة «اللواء» الزميلة لينا الحصري زيلع، أن الرئيس سلام سيرفع خلال مشاركته في نيويورك، الصوت عالياً، لا سيما في ما خص المساعدات المقدمة للبنان في إطار دعمه نظراً لاستضافته ما يزيد عن المليون ونصف المليون نازح سوري، وهي الاستضافة الأكبر بين دول العالم، والتي لا تتناسب مطلقاً مع قدرات لبنان أو مساحته أو امكانياته الاقتصادية.

وسوف لن يُخفي الرئيس سلام في كلمته بشأن هذا الموضوع، هواجس لبنان وسيعبر عنها بصراحة لجهة أن لبنان يطالب بعودة النازحين إلى المناطق الأكثر أمناً في سوريا واستئناف حياتهم الطبيعية إن لجهة العيش أو العمل.

وحول إلغاء اجتماعات مجموعة الدعم للبنان التي كانت مقررة كالعادة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، علمت «اللواء» انه بناء على مشاورات بين لبنان ودول المجموعة تم تأجيل هذا الاجتماع ليعقد خلال الشهرين المقبلين، لأنه بسبب زحمة الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي تعقد على هامش الجمعية العامة، فان هذا الاجتماع لم يأخذ حقه الطبيعي، وأكدت المعلومات ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مهتم جداً بعقد هذا الاجتماع الذي قد يعقد في باريس حيث يكون له حيثية اقوى.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس سلام سيلتقي الرئيس هولاند غداً، وأن اللقاء سيشكل بحد ذاته، مناسبة لتوجيه رسالة دعم فرنسية للحكومة اللبنانية، تشدد على أهمية استمرار عملها حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الأمر الذي تعتبره فرنسا اهتماماً غير عادي، سواء عبر اتصالات الرئيس هولاند أو الخارجية الفرنسية.

وحول الموقف السياسي التصعيدي الذي اطلقه باسيل في لبنان، تؤكد المصادر أن الموضوع في نيويورك يختلف عن بيروت، وتُشير المصادر إلى انه لا يجب أن ننشر غسيلنا امام المجتمع الدولي، وترى المصادر بأن المناخ السياسي المتعثر والمضطرب وغير المستقر في لبنان يعكس نفسه على كل الملفات بما فيها ملف النزوح السوري، وترى ان هذا الفشل يضعف صورة الدولة الخارجية.

وتشيدر المصادر إلى أن الوضع الداخلي والأزمة السياسية أصبحت معروفة من قبل العالم، ورغم ذلك فهناك دعم مستمر للحكومة وعملها، وهذا بدا واضحاً خلال البيان الذي صدر عن الدول الخمس الكبرى الذين زاروا الرئيس سلام عشية سفره إلى نيويورك. وأكدت المصادر أن هناك قراراً دولياً واقليمياً بالحفاظ على لبنان.

ولفتت المصادر إلى أن من واجبات الرئيس سلام دعوة الحكومة لعقد جلساتها لكي تعمل ولعدم انهيار البلد.

وتمنت المصادر ان يكون هناك تواصل بين كل القوى السياسية خصوصاً أن رئيس الحكومة كرّر أكثر من مرّة بأنه حارس الهيكل وتمنى على الجميع إدراك أهمية التوافق لأن لا أحد لديه مشكلة معه وهو لم يتحد أحد ولم يخلق أي مشكلة مع أحد، وكل ما قام به من دعوة مجلس الوزراء للاجتماع هو اقل واجباته.

الموقف في الرابية

وفي الرابية، تحدثت مصادر على اطلاع على الأجواء المحيطة بالوضع هناك، عن انه لا معطيات جدية عن طرح سياسي بلغ حدّ المبادرة، وأن الاتصالات الجارية لم تصل الى مرحلة الولوج إلى الحل.

وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«اللواء» أن التيار منفتح على الطروحات، ولا يرغب بالعرقلة من أجل العرقلة، ولكنه ينتظر رداً من تيّار المستقبل، في ما خص ترشيح النائب عون.

وتوقعت أن يكون الأسبوع المقبل، مفصلياً في ما خص الاتصالات في ظل استحقاق عملي، مقبل يتعلق بجلسة الحوار رقم 35 التي ستعقد بين تيّار المستقبل و«حزب الله» غداً في عين التينة، لمتابعة البحث سواء في ما خص الرئاسة الأولى او عمل الحكومة، او الاوضاع الأمنية في البلاد.

وفيما تؤكد مصادر متطابقة، أن كلاً من «التيار» و«الحزب» يحرصان على استمرار قناة الحوار الثنائي بينهما بعد توقف طاولة الحوار، قالت مصادر الرابية أن هذا اللقاء من شأنه أن يشكل محطة في ما خص الاتفاق أو عدمه على انتخاب النائب عون في جلسة 28 أيلول.

ولاحظت مصادر سياسية أن «حزب الله» وعشية الجلسة بعث أكثر من رسالة باتجاه ما يمكن وصفه بأنه محاولة لفرض عون رئيساً للجمهورية.

وفي موقف هو الأكثر مجاهرة بدعم عون، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «إن طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيساً للجمهورية ليس له إلا اتجاه واحد يوصل إلى العماد عون».

وقال: «إن تأخير انتخاب رئيس للجمهورية لن يغيّر المعادلة، وأن الدول الإقليمية والكبرى ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية لن يستطيعوا تعديل هذا المسار»، مشيراً إلى أنه «إذا تمّ الاتفاق على العماد عون رئيساً فنحن جاهزون وسنلبي الدعوة وسنحضر جلسة مجلس النواب وسنصوّت له مهما كانت الجلسة قريبة، فالجميع سيربح وسيربح لبنان إذا انتخاب عون رئيساً للجمهورية».

ولم يكتفِ «حزب الله» بذلك بل يطالب أيضاً بقانون انتخاب عادل يعزّز الشراكة الوطنية ويحفظ حقوق الجميع.

على خط آخر، توقفت مصادر سياسية باهتمام بالغ عند ما أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة بأن «لا تسويات وأن من لديه أصوات تخوّله الوصول إلى رئاسة الجمهورية فلينزل إلى مجلس النواب لننتخبه»، في إشارة إلى أن ما تروّجه الرابية من تفاهمات قيد الإنضاج هو في غير مكانه الصحيح.

والأبرز على هذا الصعيد، أن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري العائد لتوّه من الخارج وهو كان التقى الرئيس سعد الحريري قال في موقف هو الأول له بعد عودته أنه حسب قناعاته لم يحصل أي لقاء بين الوزير باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وأكد مكاري أنه لم يتم البحث في الملف السياسي خلال لقائه الرئيس الحريري، كاشفاً أن موضوع رئاسة الجمهورية لم يستوِ بعد وهذا الملف مرتبط بالخارج، مستبعداً إنتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 28 أيلول أو حتى في الجلسة التي تليها.

وإذ لاحظ أن كلام النائب وليد جنبلاط أن حليفه الرئيس الحريري يضعف، فيه شيء من الواقع لأنه يحاول دائماً إيجاد حلول لا تُقابل بإيجابية من الفريق الآخر وهذا ما ينعكس سلباً على شعبيته، مستبعداً أن تكون عودة الرئيس الحريري إلى لبنان قبل جلسة 28 أيلول.

وفي الإطار عينه، لفت الوزير السابق يوسف سعادة أن مبادرة الرئيس الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية لا تزال قائمة، مشيراً إلى أنه إذا تأمّن النصاب في الجلسة المقبلة سنشارك فيها، وقال أن استحقاقاتنا عُرضة للتدخلات الخارجية، مشيراً إلى أننا ضد تعطيل الحكومة ومصالح النّاس.

تظاهرة المختارة!

في هذا الوقت، شهدت المختارة حدثاً دينياً وسياسياً، ووطنياً تمثّل بافتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان، برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أعلن التعويل على حكمة القيادات السياسية، ودعاء رؤساء الطوائف أن تنفرج أزمتنا السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية، فالتأخير بعد اليوم إنتحار، معرباً عن أمله في إعادة انطلاق عجلة الحوار من جديد، وأن تبقى الحكومة صامدة صابرة، وأن تسعى لاستئناف جلساتها.

وخاطب النائب جنبلاط قائلاً: «سلامتك من سلامة الوطن، ومحاولة اغتيالك عمل إجرامي صرف».

ووصف كلام المفتي دريان بأنه «كلام من العيار الثقيل»، سمعه النائب جنبلاط الذي ردّ التحية لمفتي الجمهورية، بتغريدة حيث وصف إطلالة سماحة المفتي دريان «بالكبيرة والشامخة والجامعة».

وأن «كلمة سماحته كانت غنيّة بالمعاني الوطنية والإسلامية الجامعة».

وكان في مقدمة الحضور ممثّلو المراجع الروحية الإسلامية والمسيحية، والرئيس فؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، وحشد من مفتي المناطق كانوا برفقة المفتي دريان بالإضافة إلى ممثّل الرئيس نبيه برّي النائب علي بزي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، وممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأباتي سعد نمر وحشد من النواب والوزراء السابقين والحاليين ومفتي المناطق الذين استبقاهم إلى مائدة الغداء.

وأكد جنبلاط أن بناء هذا المسجد يُؤكّد الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز، مقدّراً رعاية واحتضان المفتي دريان للحدث، مشدداً على أن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024