تخـــطت الترشــــيحات النيابية في لبنان لهذه الدورة كل الارقام والتوقعات، اذ بلغت 976 مرشحا مسجلة رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ الحياة النيابية اللبنانية منذ العام 1924، وهو يساوي ثمانية اضعاف عدد اعضاء مجلس النواب اللبناني (128) مقابل 702 مرشح في انتخابات 2009.

هذا الاقبال المقرون بدفع رسم مالي يوازي 5300 دولار عن كل ترشيح غير قابل للاعادة أوحى للبعض وكأنهم امام امتحان القبول لوظيفة شرطي او جندي، حيث يزدحم المتنافسون عادة، لكن قانون النسبية الانتخابي صوّر للكثيرين والكثيرات ان في الامر فرصة لا ينبغي ان تضيع.

وقالت المديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات فاتن يونس في ختام مهلة تقديم الترشيحات عند الثانية عشرة من منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء ان اكبر عدد من المرشحين هو في دائرة بيروت الثانية واقل عدد في دائرة البترون.

واشارت الى ان مهلة العودة عن الترشيح بدأت امس وتنتهي منتصف ليل 21 الجاري، وان آخر مهلة لتقديم اللوائح الانتخابية عند منتصف ليل 26 الجاري.

وأوضحت يونس ان كل مرشح لا ينضوي ضمن لائحة يسقط ترشيحه ويتعين ان تضم اللائحة ثلاثة مرشحين على الاقل.

وشهدت الترشيحات مشاركة لافتة من المجتمع المدني ولأول مرة بهذين الحجم والنوعية، بعدما كانت الأحزاب الكبيرة (مع العائلات السياسية) هي المسيطرة على اللعبة الانتخابية والممسكة بزمامها.

وسجلت انخراط العنصر النسائي في العملية الانتخابية بشكل واسع مقارنة بما كان عليه الحال من قبل.

ففي آخر انتخابات جرت في العام ٢٠٠٩، ترشحت ١٢ سيدة فقط، واليوم بلغ عدد النساء المرشحات ١١١ سيدة في ما يشبه «قفزة نوعية»، إذ لم يسبق أن شهدت الانتخابات النيابية مشاركة نسائية على هذا النحو.

وقبل حلول تاريخ ٢٦ يتعين تشكيل اللوائح بمقتضى التحالفات، وهنا تنشط المساومات وصولا الى التسويات، وتتحكم المنفعة المادية وتقاسم الحصص النيابية بغياب البرامج والمبادئ امام حضور الوعود الموسمية والشعارات الوهمية، فالانتخابات النيابية في لبنان استثمار مالي واقتصادي ايضا، وهي من المحطات النادرة التي تتحرك فيها اسواق الخدمات بأقصى قوة واعلى مردود، ولا يستغربن احد ان ينسحب 80% من المرشحين من الآن وحتى 20 الجاري لحساب من تسمح له امكانياته المالية بتغطية نفقات هذا الانسحاب ليكون النعيم لمن يبقى.

وبدا الرئيس نبيه بري منبهرا بأعداد المرشحين الكبير، لكنه توقف امام امتناع نحو 41 شخصية نيابية عريقة عن الترشح.

الى ذلك، توصلت الاتصالات بين بيت الوسط ومعراب الى رسم خارطة اولية للتحالفات الممكنة في عدد من المناطق، وان كانت هذه الخارطة ستخضع للدراسة من جديد قبل ان تصبح نهائية، وعندها سيتوج التفاهم بلقاء طال انتظاره بين الرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع ينهي مرحلة ويبدأ بأخرى جديدة بين الرجلين.

وهذا سيرتب استنفارا على جبهات الحلفاء والخصوم ايضا، من زحلة الى بيروت الى طرابلس والشمال.

من جانبه، النائب وليد جنبلاط عقد الخنصر مع الرئيس سعد الحريري كالعادة، وقال ان التفاهم الانتخابي بينه وبين الرئيس الحريري تام وسيشمل الشوف والبقاع الغربي وبيروت، واشار الى ان النقاش مستمر مع قوى سياسية اخرى وربما المقصود القوات اللبنانية التي نصحها الحريري بالتفاهم مع جنبلاط في الشوف ـ عاليه، وتوقع جنبلاط ان تتبلور الامور قريبا على ان يعلن تحالفات حزبه خلال ايام.

وفي بيروت، انضم م.سعد الدين خالد نجل المفتي الشهيد حسن خالد الى لائحة رجل الاعمال فؤاد المخزومي في دائرة بيروت الثانية بوجه لائحة تيار المستقبل التي يرأسها الرئيس سعد الحريري وتلتقي لائحة المخزومي مع مرشحي الاحباش وحزب الله وحركة امل، اما مرشح التيار الوطني الحر رمزي دسوم فلم تتوضح اتجاهاته التحالفية بعد.

وفي هذه الاثناء، دعا مجلس المطارنة الموارنة الذي انعقد في بكركي امس المسؤولين اللبنانيين الى شرح مضامين قانون الانتخاب والسهر على نزاهة العملية الانتخابية، وحث اللبنانيين على المشاركة فيها بوعي ومسؤولية.

وقال بيان صدر عن الاجتماع الشهري: لا يمكن ان تنهض البلاد من دون رؤية اقتصادية هادفة.

واخذ المطارنة علما بتعيين البابا فرنسيس سفيرا جديدا للفاتيكان في لبنان هو المطران جوزف سبيتيري (59 عاما) من مالطا.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024