لم يخرج الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد، من صدمة ان يفقد مقعده النيابي في دائرة بعلبك - الهرمل، حتي تلقى صدمة ثانية، باخراج مرشحه عن المقعد الانجيلي فارس سعد في الدائرة الثانية لبيروت، الذي كان اعلن قبل اسبوعين عن اطلاق «ماكينته الانتخابية»، وهو لم يقدم على ذلك لولا الاتفاق الذي تم مع الحليفين حركة «امل» و«حزب الله» بدعم ترشيحه على لائحة التحالف الذي يجمعهما مع الحزب القومي.

وما حصل، ان «التيار الوطني الحر» الذي سبق له وابلغ الحزب القومي، انه يدعم ترشيح سعد وسيعطيه اصواته من الدائرة الثانية، قرر وفي الاجتماع الاخير الذي جمع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، مع رئيس لجنة الامن والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، للبحث في الوضع الانتخابي، جرى التطرق الى بيروت وتحديداً الدائرة الثانية، فاقترح صفا ان يقدم «التيار الحر» مرشحاً عن المقعد الارثوذكسي الذي ما زال شاغراً، فكان جواب باسيل، ان لديه مرشح هو القس ادغار طرابلسي عن المقعد الانجيلي، فرد صفا، بان هذا المقعد محجوز للحزب القومي وسمى مرشحه، الا ان باسيل اصر على موقفه، وبان يسمي القومي مرشحاً ارثوذكسياً، وفق ما تكشف مصادر حول ما جرى في اجتماع باسيل، صفا، الذي نقل هذه الاجواء الى الحزب القومي، الذي صدمه استبدال مرشحه بمرشح عن «التيار الوطني الحر»، حيث تقول مصادر قيادية قومية، انها كانت مفاجأة وصدمة كبيرة، لا يتحملها الصف القومي، وما زال الحزب القومي يلملم ما جرى في بعلبك - الهرمل، اذ ان القوميين الاجتماعيين لا يمكنـهم ان يبلـعوا ما حصل.

وبدأت الاتصالات لمعالجة هذا الحدث الانتخابي الطارئ، حيث يجري التداول باقتراح ان يسمي الحزب القومي مرشحاً ارثوذكسياً، وبرز اسم الدكتور ايلي معلوف وهو عميد في الحزب، وشغل منصب مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان، وهو من منطقة المصيطبة، في الوقت الذي يؤكد المرشح القومي سعد، انه مستمر في ترشيحه عن المقعد الانجيلي.

ويعتبر الحزب القومي، ان مرشحه عن المقعد الانجيلي له حظوظ في النجاح، وهذا ربما دفع بباسيل ليطالب به ، اذ تبدي مصادر قيادية قومية، استياءها من اللغة الطائفية التي تتحدث عن مقاعد حصرية لهذه الطائفة او تلك هي من حصة هذا الحزب او ذاك، وان الحزب القومي لا يستجدي المقعد في بيروت ودوائر اخرى، وهو منتشر على كامل الجغرافيا اللبنانية، وفي العاصمة، كان له دائماً مرشح منها، منذ الخمسينات، وهو متجذر في بيروت ومن جامعتها الاميركية، كانت بداية الدعوة للعقيدة القومية الاجتماعية التي اطلقها انطون سعاده بين طلابها، وهو سكن رأس بيروت، وانتمى المئات من العائلات البيروتية من كل الطوائف الى الحزب، وبرز في قيادته اسماء مثل: اديب قدورة، مأموس اياس، زكي النقاش، سعيد شهاب، معين حمود، محمد حمزة شاتيلا، هاني بلطجي، محمد البعلبكي، ابراهيـم يمـوت، ومحمد يوسـف حمـود وآخرين.

ولم يبخل الحزب القومي على بيروت ببذل الدماء دفاعا، وكانت ابرز محطات النضال عند دخول العدو الاسرائيلي اليها، فكانت الرصاصات الاولى اطلقها خالد علوان ابن بيروت على جنود الاحتلال في بيروت في مقهى «الويمبي» بشارع الحمراء، في 26 ايلول من العام 1982، وكانت بداية انسحاب الجيش الاسرائيلي المحتل، حيث ترى المصادر ان الحزب ليس طارئاً على العاصمة، وهو سبق له وخاض الانتخابات في دورات سابقة، ويدخل اليها في هذه الدورة عبر المقعد الانجيلي، منطلقاً من ثلاثة الاف صوت، تفرز اللائحة التي ينتمي اليها.

ولا يرى المرشح سعد لـ«الديار» اي مبرر او اسباب موجبة امام نقل المقعد الانجيلي لمرشح «التيار الحر»، او مطالبته به، وهذا سيزيد من الشرخ بين الحلفاء اذا لم يتم تدارك هذا الموضوع، اذ يشعر القوميون الاجتماعيون انهم مستهدفون.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024