قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الاثنين، إن الرئيس دونالد ترامب ينظر في اتخاذ تحرك عسكري ضد الجيش السوري على خلفية استخدام الأخير أسلحة كميائية ضد المدنيين، وذلك حسبما ذكر مسؤولون مطلعون.

وكشفت الصحيفة الأمريكية أن ترامب طلب دراسة خيارات لمعاقبة الحكومة السورية في أعقاب هجمات غاز الكلور، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي بحث كيفية اتخاذ إجراءات محتملة فى اجتماع للبيت الأبيض ضم رئيس الاركان جون كيلى، ومستشار الأمن القومي ماكماستر، ووزير الدفاع جيم ماتيس الأسبوع الماضي.

وبحسب المصادر، لم يوافق ترامب على أى عمل عسكري، ولذا اقترح المسؤولون مواصلة مراقبة الوضع، في الوقت نفسه عارض وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس القيام برد عسكري ضد الجيش السوري، فيما كان موقف مستشار الأمن القومي ماكماستر مؤيدا لذلك.

كانت الولايات المتحدة قد طلبت، الجمعة الماضي، من مجلس الأمن الدولي تشكيل لجنة جديدة للتحقيق باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا، بعد تقارير عن تعرض منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لهجمات بغاز الكلور.

وردًا على الخطوة الأمريكية، حذرت السفارة الروسية فى واشنطن، الولايات المتحدة من استخدام اتهامات كاذبة حول هجوم كيميائي كذريعة لاستهداف سوريا، مؤكدة فى الوقت ذاته أن هدف واشنطن من وراء اتهام موسكو بانتهاك التزاماتها فى سوريا هو الإبقاء على جيب للإرهابيين فى الغوطة الشرقية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بحث معاقبة الجيش السوري يؤكد تفجر الصراع الذي أصبح ساحة معركة بين روسيا وإيران من جانب واحد والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، مضيفة أن صور السوريين الذين يعانون من آثار التعرض للمواد الكيميائية يبدو أنها حفزت دونالد ترامب على استكشاف إطلاق هجوم جديد، على شاكلة قصف قاعدة الشعيرات الجوية بسوريا في أبريل الماضي.

يذكر أن البحرية الأمريكية أطلقت، مطلع أبريل العام الماضي، 59 صاروخًا من مدمرتين في شرق البحر المتوسط، مستهدفة مطار "الشعيرات" العسكري في سوريا، حسبما أفاد بيان البنتاجون.

وخلافا للحوادث القاتلة السابقة، يقول المسؤولون الأمريكيون إن الحكومة السورية لا تقوم حاليا إلا بشن هجمات صغيرة، ويعتمد بشكل رئيسي على غاز الكلور، وهو مصنوع من مواد متاحة تجاريا، ويصعب اكتشافه أكثر من السارين، وفق التقرير الذي أوضح أن القوات الحكومية السورية تستخدم الأنظمة الأرضية بدلا من الوسائل الجوية لتوصيل العوامل الكيميائية، الأمر الذي يصعب تعقبه.

وقال المسؤولون إن الحكومة السورية لجأت إلى مثل هذه الهجمات للتعويض عن النقص في اليد العاملة ولثني مؤيدي المعارضة عن العودة إلى المناطق الاستراتيجية.

ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، هناك مسؤولون داخل في البيت الأبيض ووزارة الخارجية أكثر انفتاحا على العمل المتجدد ضد الأسد. وهم يعتقدون أن رد الولايات المتحدة قد يثني نظام الأسد عن إعادة بناء ترسانته الكيميائية، فضلًا عن إثبات أن الولايات المتحدة لن تردع بوجود روسيا في سوريا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024