منذ 7 سنوات | لبنان / المدن

لا يمكن فصل تاريخ قصر الصنوبر في بيروت عن تاريخ المنطقة المجاورة له، التي كانت حتى العام 1915 غابة من الصنوبر خالية من أي مبنى. ويقال إن الأمير فخرالدين زرع هذه الأشجار في القرن السابع عشر لإيقاف زحف الرمال إلى بيروت من جهة الجنوب. ما وفّر مكاناً لسكان المدينة للتنزه والإستجمام في القرون اللاحقة.



في العام 1915، وفي نهايات عهد الدولة العثمانية، شهدت المنطقة أولى تبدلاتها العمرانية. إذ قرر والي مدينة بيروت يومها عزمي بك بالتعاون مع السفير العثماني في باريس ألفرد سرسق تطبيق مخططات لبناء أندية فخمة للطبقات العليا في المنطقة، على أن تضم داراً للسينما وكازينو وميداناً لسباق الخيل.


اكتمل مبنى الكازينو في العام 1920، لكنه لم يستخدم لغرضه الأساسي بل تحول لفترة وجيزة إلى مستشفى عسكري خلال الحرب العالمية الأولى. ثم بعد دخول الفرنسيين البلاد تحول إلى مقر لسلطاتهم، سيعلن من شرفته المفوض السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو دولة لبنان الكبير في 1 أيلول 1920.


أشرف على بناء القصر، الذي يتألف من طابقين، عدد من المهندسين المعماريين، منهم بهجة وأمين عبد النور، حسين الأحدب ويوسف أفتيموس. وكان من المفترض أن تستخدم غرف الطابق العلوي مكاناً للعب القمار. لكن هذا ما لم يحصل مع تحوله إلى مقر للمفوض السامي الفرنسي.


بعد إستقلال لبنان في العام 1943، تحول قصر الصنوبر إلى مقر للسفير الفرنسي. لكن انتهاء عقد إيجار القصر من الدولة اللبنانية في العام 1964 استلزم جولات من المفاوضات مع السلطات الفرنسية التي ارادت امتلاك المبنى. وانتهت المفاوضات في العام 1972، ووقع اتفاق مع محافظ بيروت شفيق أبو حيدر ينص على انتقال ملكية المبنى إلى الدولة الفرنسية.


مع بداية الحرب اللبنانية تحولت المنطقة المجاورة لقصر الصنوبر إلى منطقة خطرة. فقد إضطر السفير الفرنسي هوبرت آرغود إلى إخلائه لفترة طويلة في العام 1975. وبعد سنوات تعرض خلفه لويس ديليمار لعملية إغتيال في العام 1981 بالقرب منه. وفي وقت لاحق، صنف المبنى معلماً تاريخياً من جانب المديرية العامة للآثار.


هذا القصر، الذي استضاف إبان الحرب الأهلية جلسات لمجلس النواب لوقوعه على خط التماس بين شطري بيروت، ستكون أبوابه مفتوحة للزوار، يوم الأحد في 18 أيلول، على ما أعلنت السفارة الفرنسية لمناسبة يوم التراث الأوروبي.

- See more at: http://www.almodon.com/society/2016/9/17/%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D9%88%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%85-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF#sthash.p6NVRZDV.dpuf


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024