شددت أوساط رفيعة في حزب “القوات اللبنانية”، على أهمية الانفتاح السعودي على لبنان، مؤكدة لـ”السياسة”، أن “السعودية معنية بالمسألة اللبنانية، وبالتالي فإن كل الكلام عن انكفاء سعودي هراء، لأن الرياض مهتمة بالوضع اللبناني بكافة مستوياته، الاقتصادية والسيادية والدولاتية والمجتمعية، ولذلك فإنها كانت وستبقى إلى جانب الشعب اللبناني”.

وأشارت إلى أن “السعودية ومن خلال زيارة الموفد الملكي نزار العلولا إلى لبنان، أرادت إقفال الطريق على حزب الله الذي كان يريد قطع العلاقة بين تيار المستقبل والسعودية، حيث أنه من خلال الدعوة التي وجهت للرئيس سعد الحريري، ومن خلال تلبيته الدعوة سريعاً وما تخللها من استقبال رئاسي، أكبر دليل على أن السعودية والرئيس الحريري نجحا في قطع الطريق على أي استثمار لتباين أو سوء تفاهم، وبالتالي فإن ما حصل هو على مستوى ترتيب البيت السني، وعلى مستوى العلاقة مع الرئيس الحريري، بحيث أظهرت المملكة، وكذلك الرئيس الحريري، أن لا خلاف ولا قطيعة، ما يعني أن العلاقات تاريخية ومستمرة، وهذا بحد ذاته يؤكد أن رئيس الحكومة والمملكة في نفس التوجه السياسي”، معتبرةً أن “زيارة الموفد السعودي إلى معراب، والعلاقة مع القوات، تأكيد على أهمية الخط السيادي في لبنان، من منطلق أن هذا الخط يشكل ضمانة للانتقال إلى مشروع الدولة، باعتبار أن من أولويات الرياض اللبنانية دعم الدولة وتثبيت وتحصين الاستقرار السياسي في لبنان”.

ونفت أن يكون الموفد السعودي العلولا بحث بالتفصيل الملف الانتخابي، لافتةً إلى أنه “لم يغص بالتفاصيل، حيث عرض الدكتور سمير جعجع واقع التوازنات الوطنية والسياسية في لبنان، وأكد للضيف السعودي أن القانون الانتخابي يؤمن أفضل تمثيل، وكل الكلام عن أن حزب الله سيسيطر على البرلمان ليس صحيحاً”، مشددةً على أن “المملكة لا تتدخل بتفاصيل تحالفية أو بإعادة توحيد 14 آذار، ولكن همها الأساسي أن تكون القوى التي تتمحور حول مشروع سياسي مشترك يشكل ضمانة للبنان، على الموجة نفسها والخط نفسه، وأن تكون متعاونة مع بعضها لما فيه خير مشروع الدولة وخير مصلحة اللبنانيين”.

وإذ لم تستبعد الأوساط “القواتية” حصول تحالفات انتخابية بين مكونات الفريق السيادي لم يكن متيسراً حصولها، قبل زيارة الرئيس الحريري إلى السعودية، فإنها أشارت إلى أن “المفاوضات بشأن التحالف الانتخابي بين القوات والمستقبل كانت سابقة لزيارة الموفد السعودي وزيارة الحريري الرياض، خاصةً وأنه تأجل بت التحالف مع تيار المستقبل بانتظار عودة الرئيس الحريري من المملكة”، مشددةً على أن “التواصل الانتخابي والسياسي كان حاصلاً على قدمٍ وساق، بمعنى أن الصورة التحالفية كانت منجزة تقريباً في الدوائر التي يمكن أن يحصل تحالف فيها”.

وترى الأوساط أنه “على رغم أهمية المسألة الانتخابية التحالفية، إلا أن زيارة المملكة وما حصل على إثرها، يتجاوز ذلك، لناحية أهمية ترتيب البيت السيادي في لبنان، ليس إدارياً وإنما إعادة ترتيبه وطنياً من أجل ترسيخ التوازن الوطني، حماية للبنان، إضافةً إلى ترتيب الواقع السني بطبيعة الحال، منعاً لاختراقات من حزب الله، الذي اعتقد واهماً أنه نجح في فك الارتباط بين المملكة وتيار المستقبل وحلفائه”، لافتةً إلى أن “حصول تقارب بين المستقبل واللواء أشرف ريفي، ربما لا يكون مستبعداً، باعتبار أن لا شيء أساساً يبعد الرجلين عن بعضهما البعض، سيما وأنهما في نفس الخط والتوجه، لكن في بعض الأحيان تأخذ الأمور طابعاً شخصياً قد يعقد فرص التلاقي”


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024