تطرق المحلل العسكري في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل الى إخفاقات الجيش الإسرائيلي في الساحة الفلسطينية مشيرا الى قضيتين أثيرتا هذا الأسبوع: ياسين السراديح ومحمد التميمي.

وقال المحلل انه وعلى الساحة الفلسطينية، عانت آلة العلاقات العامة الإسرائيلية أسبوعا سيئا، وإن تفسير الإحتلال مهمة أكثر تعقيدا من التطرق الى مخاطر التهديد الإيراني.

وأشار المحلل أنه وحتى عندما تم دفع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الى أسفل جدول أعمال المجتمع الدولي، في كل مرّة يقع حادث يذكرنا بصعوبة قيام إسرائيل بتفسير موقفها، ولا سيما أعمالها على الأرض.

وأضاف المحلل أن في هذا الأسبوع حدثت مرتين فيما يتعلق بموت فلسطيني هاجم الجنود في أريحا، وانضم إلى جانب قضية عائلة التميمي التي لا تنتهي.

وذكر المحلل أن ياسين السراديح وهو من سكان أريحا، أصيب بالرصاص في 21 شباط بعدما ركض نحو جنود إسرائيليين بقضيب حديد في يده، وقدمت القوات الإسرائيلية روايات متناقضة عن القصة، حيث تغيرت فيها ظروف الحادث وسبب الوفاة، وقال الجيش الإسرائيلي في البداية إن سراديح حاول سرقة بندقية من جندي، وبعد ذلك كان يحمل قضيب حديد، وقبل ذلك قالوا إن الفريق الطبي الذي فحصه لم يلاحظ الرصاصة التي دخلت جسده، وأثيرت إمكانية أنه مات من الضرب أو اختنق حتى الموت بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، وفي وقت لاحق اتضح أنه أصيب برصاصة.

وحسب المحلل فقد أظهر مقطع فيديو من كاميرا أمنية فلسطينية نشرها مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في إسرائيل "بتسيلم" أمس الأربعاء الصورة الكاملة، فقد ظهر السراديح في الفيديو يركض حاملا جسما طويلا في يده، ويظهر جندي بوضوح وهو يطلق النار عليه من مسافة قريبة، ومن ثم يظهر مجموعة من الجنود يضربونه بينما يقبع هو على الأرض.

وذكر المحلل أن الفيديو يظهر أيضا مرور 20 دقيقة على إطلاق النار حتى تلقى السراديح العلاج الطبي الذي لم يعد قادرا على إنقاذه.

وتطرق المحلل الى قضية مطلق النار في الخليل التي حصلت منذ سنتين، حيث أطلق الجندي الإسرائيلي اليئور أزاريا النار على عبد الفتاح الشريف من مدينة الخليل، بينما كان الأخير مصابا وطريح الأرض لا يقوى على الحراك، وقال ان الحادثين ليسا متشابهين وإن الجنود في قضية السراديح أحسوا بخطر واضح وأطلقوا النار على الفور لوقفه، وليس بعد 11 دقيقة عندما كان لا يقوى على الحراك كما هو الحال في قضية أزاريا.

وأضاف المحلل أن الضرب المستمر، وعدم وجود علاج طبي، والروايات غير الموثوقة كلها أمثلة على الأشياء التي تكرر نفسها في عدد من الحوادث في الضفة الغربية، وفي مصادفة ساخرة صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى على مشروع قانون "كسر الصمت" هذا الأسبوع الذي يمنح وزير التعليم سلطة منع ممثلي "المنظمات المناهضة للجيش الإسرائيلي، من ممارسة اي نشاط داخل المدارس الإسرائيلية."

أما الحدث الآخر فهو عائلة التميمي حيث قال المحلل ان إسرائيل تسخر من نفسها في قضية التميمي، ولا يقل قلقا عما حدث في أريحا، ويبدو أن الجيش الإسرائيلي والمؤسسات القانونية غارقة في حملة انتقامية مكثفة ضد جميع أفراد أسرة التميمي، وقد وصلت الأمور الى ذروتها هذا الأسبوع عندما أصدر منسق أنشطة الحكومة في الأقاليم إدعاء سخيفا يقول إن محمد التميمي البالغ من العمر 15 عاما، ابن عم عهد أصيب بمقود دراجته الهوائية حين سقط عنها وليس بعيار مطاطي.

وأضاف المحلل ان بيان منسق أنشطة الحكومة في الأقاليم جاء على خلفية اعتراف محمد التميمي لمحققيه بعد مداهمة قوات الجيش الإسرائيلي إلى منزله واعتقلته مع أفراد آخرين من أسرته، ولكن الأسرة لديها براهين تدحض هذه الأقاويل: الرصاصة لا تزال داخل رأس الشاب، الذي لم يسترد بعد كامل عافيته، ومن المتوقع أن يخضع لمزيد من العلاجات الطبية، قد يعتقد أن مثل هذا التلفيق من شأنه أن يجعل الأمور أسهل بالنسبة له أثناء الإحتجاز، ومما يبعث على الدهشة أن المنسق، الجنرال يواف مردخاي، وهو أحد الناطقين باسم الجيش الإسرائيلي الأكثر موهبة في العقود الأخيرة، يتدخل بمثل هذا الفشل مع وسائل إعلام غربية وربما لا يثير الدهشة أن بعض الصحفيين الإسرائيليين اشتروا هذا النسج من دون طرح أي أسئلة.

وحسب المحلل فإن مكتب مردخاي وبتشجيع من وزير الجيش أفيغدور ليبرمان كان مشغولا في حملة واسعة للعلاقات العامة تستهدف الجمهور الفلسطيني، ويجري جزءا منها على الشبكات الإجتماعية، ولكن البيان المتعلق بمحمد التميمي هو بالضبط ما يحدث في حالة الخلط بين منظمة عسكرية وبين مسائل الواقع وحيل العلاقات العامة التي ستتعرض للإخفاق.

وقال المحلل أن عائلة التميمي تعد عدوا لدودا لإسرائيل في الحرب الدعائية، ومن المعقول افتراض أن جزءا كبيرا من الحوادث التي أقحمت فيها عائلة التميمي هي بادرة منهم كجزء من هذه المعركة، وبطبيعة الحال، لا أحد يهتم بالبق في زنزانات القاصرين الفلسطينيين، أو في ضمان الإجراءات القانونية السليمة عندما تعمل المحكمة لتمديد فترة الإحتجاز مرة بعد أخرى.

وأنهى المحلل قائلا: " قد تعتقد إسرائيل أنها تلقن عائلة التميمي درسا، ولكن كما اتضح هذا الأسبوع أنه كلما طالت القصة، كلما زاد الضرر الذي تسببه إسرائيل لنفسها."


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024