إذا كانت زيارة موفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نزار العلولا، إلى لبنان، تصدرت واجهة الاهتمام السياسي والإعلامي، إلا أنها بالتوازي استطاعت من خلال مروحة المشاورات الموسعة التي أجراها الضيف السعودي، أن تعيد الحرارة بقوة إلى خطوط العلاقات اللبنانية – السعودية، وتعيد أيضاً الأمور إلى سابق عهدها، في ضوء النتائج الإيجابية للزيارة.

وفي هذا الإطار، علمت “السياسة”، من مصادر موثوقة تسنّى لها الاطلاع على مضمون محادثات الموفد السعودي مع القيادات اللبنانية، أنه حمل معه رسالة سعودية واضحة، بأن بلاده تريد فتح صفحة جديدة مع لبنان، لكنها في المقابل تريد أن يحافظ لبنان من جهته على بقاء العلاقات نقية لا تشوبها شائبة، وألا يعود مصدر حملات على السعودية وقيادتها، أي أن تضطلع الحكومة اللبنانية بدورها المطلوب في وقف حملات “حزب الله” وحلفائه على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً الإمارات والكويت، لأن المملكة عندما تتحدث، فإنها تتحدث باسم هاتين الدولتين أيضاً، مشددةً على أن الموفد العلولا أبلغ القيادات اللبنانية أن بلاده مقتنعة بأهمية “تطبيع” العلاقات مع لبنان، في إطار تحصين الموقف العربي في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة ولبنان، وهو ما لا يتناسب مع سياسة الرياض العربية، التي ترى أن لبنان لا يمكن أن يرتمي في الأحضان الإيرانية، وأن الجهود يجب أن تبذل لإخراجه من المحور الإيراني الذي يريد فرض مشيئته على اللبنانيين.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024