منذ 6 سنوات | لبنان / الشرق الأوسط





حسم تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» أمرهما بخوض المعركة الانتخابية على لائحة واحدة في محافظة عكار المعروفة بدائرة الشمال الأولى، فيما يبدو أنّه تحالف انتخابي سينسحب على معظم الدوائر. 

وكشفت مصادر قيادية في «الوطني الحر» لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر حُسم بالنسبة لعكار وصب في مصلحة النائب هادي حبيش الذي سيُعاد ترشيحه عن المقعد الماروني الوحيد في الدائرة المذكورة»، لافتة إلى أن «حزب (القوات) لن يكون على اللائحة نفسها مع الثنائي المستقبل - الوطني الحر».


وكان الخلاف الأساسي الذي أخر التفاهم الانتخابي بين الطرفين في عكار يكمن بمطالبة التيار العوني بالحصول على مقعد أرثوذكسي والمقعد الماروني، على أن يرشح عنه القيادي في «الوطني الحر» جيمي جبور، مقابل تمسك «المستقبل» بهذا المقعد لمصلحة حبيش. وبعد تنازل العونيين عن هذا المقعد مقابل حصولهم على مكاسب أخرى في دوائر سيكونون فيها مع «المستقبل» على لوائح واحدة، أبصر التفاهم الانتخابي النور في الساعات الماضية.


ويكثر المرشحون في هذه الدائرة باعتبار أن نحو 50 منهم تقدموا بترشيحاتهم بشكل رسمي إلى وزارة الداخلية للتنافس على سبعة مقاعد نيابية موزعة ما بين «3 سنة»، و«2 أرثوذكس»، و«1 موارنة»، و«1 علوي».

 ويبلغ عدد الناخبين في دائرة «الشمال الأولى» نحو 280 ألف ناخب، العدد الأكبر منهم من السنة (187 ألفا)، موزعين على 216 بلدة وقرية. وقد تمكن تيار «المستقبل» في الدورتين الانتخابيتين الماضيتين أي في العامين 2005 و2009 من حصد كل المقاعد، ولطالما انتقد «الوطني الحر» القانون الانتخابي السابق الذي كان يعتمد النظام الأكثري، مما سمح باكتساح «المستقبل» للمقاعد المسيحية، سواء في عكار أو البقاع الغربي أو بيروت وغيرها من الدوائر.


أما اليوم، ورغم تحالف الفريقين فإنهما على الأرجح لن يكونا قادرين على حصد المقاعد الـ7 في عكار بعدما بات القانون الانتخابي يعتمد النظام النسبي. ويتوقع خبراء أن يتم خرق لائحة المستقبل - الوطني الحر بمقعدين على الأقل. وهو ما يسعى إليه العديد من الفرقاء، وأبرزهم الوزير السابق أشرف ريفي الذي يعمل على تشكيل لائحة تضم مرشحين من قبله متحالفين مع النائب خالد الضاهر، كما قوى 8 آذار التي قد ترشح النائب السابق وجيه البعريني عن أحد المقاعد السنية، إضافة إلى النائب السابق كريم الراسي عن تيار «المردة» على أن تضم اللائحة أيضا مرشحا عن «الحزب السوري القومي الاجتماعي».


وقد دخل المجتمع المدني أيضا على خط المواجهة الانتخابية في عكار، ورشّح عنه العميد المتقاعد جورج نادر الذي يسعى بدوره إلى تشكيل لائحة يتوقع من خلالها خرق لائحة الوطني الحر - المستقبل أقله بمقعد أرثوذكسي.


أما «القوات اللبنانية» فتؤكد أن المفاوضات لا تزال مكثفة، وأنها لم تحسم قرارها بعد، وهو ما تحدث عنه رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور، لافتا إلى أن الأمور باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان الاتفاق النهائي. 

وأشار جبور، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى «حوارات معمقة ومكثفة مع المستقبل والتيار الوطني الحر، وإن كان الاحتمالات لا تزال مفتوحة والخيارات البديلة متاحة». وأضاف: «سنخوض المعركة الانتخابية وحيدين في عدد من الدوائر وسنكون على لوائح واحدة مع عدد من الفرقاء في دوائر أخرى، وفي عكار يمكن الحديث عن توجه جدي للتحالف مع عدد من القوى».


ويشير الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر إلى أن مشهد التحالفات لم يكتمل تماما بعد في عكار، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التوجه هو لتشكيل 4 لوائح على الأقل، الأولى تضم المستقبل والتيار الوطني الحر، والثانية قوى 8 آذار، والثالثة المجتمع المدني، وستكون ركيزة اللائحة العميد المتقاعد جورج نادر، إضافة إلى لائحة تجمع النائب خالد الضاهر واللواء أشرف ريفي. ويرجح مخيبر أن تُخرق لائحة المستقبل - الوطني الحر بمقعد سني على الأقل وبمقعد أرثوذكسي.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024