تحت عنوان "الولايات المتحدة لا يمكنها تجاهل تركيا، ليس فقط بسبب روسيا" ذكرت صحيفة حرييت التركية في مقال لها سببين لعدم إمكانية الولايات المتحدة فعليا تجاهل تركيا، وحقيقة حث بوتين لأردوغان للتحدث إلى الأسد.

وقالت الصحيفة انه وبعد توقف دام أربعة أيام عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى أنقرة، بدأ الرئيس رجب طيب أردوغان مرة أخرى انتقادا شديدا للولايات المتحدة دون ذكرها في 20 شباط.

وأشار أردوغان في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم إلى: "إنهم يقولون إن المشاكل ستتم تسويتها خلال ثلاثة أو أربعة أيام ولكن لا شيء يتغير"، ولم يشر مباشرة إلى أي اجتماع محدد أو وعود معروفة علنا، لكنه كان يتحدث بوضوح عن تعاون الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ضد داعش، ومن المتوقع أن تستمر هذه الشراكة حتى بعد أن تم الإستيلاء على جميع المدن الرئيسية من داعش.

وذكرت الصحيفة أنه من الواضح أن أردوغان يحث الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات فورية، حتى ولو كانت رمزية فقط، وسط العملية العسكرية التركية الجارية في سوريا ضد وحدات حماية الشعب في عفرين والمناطق المحيطة بها، وإن "عملية غصن الزيتون" تواصل بدعم غير مباشر من روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت تصريحات الرئيس التركي كانت مهمة أيضا، قبل يوم واحد في 19 شباط بعدما أفادت تقارير صادرة عن التلفزيون السوري أن القوات الموالية للحكومة السورية سوف تتقدم الى عفرين بعد اتفاق مع وحدات حماية الشعب - أجرى أردوغان اتصالين هاتفيين: أحدهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والآخر مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وحسب الصحيفة فإن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن قال إن الأنباء عن صفقة بين دمشق ووحدات حماية الشعب "غير صحيحة" "وإشاعات"، لكن بعد ساعات من خطاب أردوغان في 20 شباط، أفيد بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الحل المحتمل لعفرين يمكن أن يكون من خلال المحادثات بين تركيا وسوريا (وهو أمر استبعده أردوغان في الوقت الحاضر).

وأشارت الصحيفة الى أن بوتين يبدو أنه يدفع أردوغان للتحدث إلى الأسد، ولعل هذا هو السبب في أن أردوغان حريص على وفاء الولايات المتحدة بوعودها.

وقالت الصحيفة إن استمرار الولايات المتحدة في مواصلة التعاون مع وحدات حماية الشعب أمر مثير للإهتمام أيضا، وقد أشار تيلرسون في خطاب له في ستانفورد الشهر الماضي إلى أن التهديد المستمر لتنظيم داعش ليس هو السبب الوحيد لتعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب، وقال إن الولايات المتحدة تريد الإبقاء على شرق سوريا تحت السيطرة من اجل منع وصول إيران إلى أجزاء غربية من سوريا.

وأضافت الصحيفة أن هذا الهدف يشير إلى توثيق التعاون مع إسرائيل وكذلك مع وحدات حماية الشعب، ولكن توقع أن تكون ميليشيات كردية قومية تبلغ 30 ألفا، مهما كانت مدربة تدريبا جيدا قادرة لوقف القوات المؤيدة لإيران من العمل في العراق وسوريا، مجرد خيال عسكري أميركي ساذج ومكلف، ثانيا لا تحتاج إيران إلى طريق بري للوصول إلى غرب سوريا طالما أن مطارات دمشق واللاذقية وبيروت وقاعدة طرطوس البحرية ليست تحت السيطرة الأميركية أو الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن هناك سببا آخر يبين عدم إمكانية الولايات المتحدة وعدم إستطاعتها فعليا تجاهل تركيا من أجل خيار مكلف فرض على إدارة دونالد ترامب من قبل عناصر القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، ومن المقرر أن يستعرض الناتو استراتيجيته في قمة تعقد في بروكسل في تموز 2018، وتشير الوثائق الأولية إلى "نهج 360 درجة" جديد مع التركيز بشكل أكبر على كل من الجانب الشمالي (حيث حماية منطقة البلطيق من الضغط الروسي هو المفتاح) وعلى الجانب الجنوبي الشرقي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مع مراكز لمراقبة التطورات في الجوار (بما في ذلك الإرهاب والهجرة والحروب الأهلية)، وسيكون من الصعب جدا تحقيق هذه الأهداف بدون مشاركة تركية نشطة.

وأنهت الصحيفة قائلة: "لقد آن الأوان لأن تراجع الولايات المتحدة أولوياتها وخياراتها في هذا الجزء المعقد من العالم."


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024