تطرق السفير الإسرائيلي السابق في أميركا موشيه آرنز في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية الى الأحداث الأخيرة بين إيران وإسرائيل مشيرا الى فشل سياسة الردع الإسرائيلية في لبنان في ظل تطور ترسانة حزب الله.

وقال آرنز ان وراء اطلاق النار بين اسرائيل والإيرانيين والسوريين هي قدرات هجومية لم تستعمل بعد، وحتى الآن يتم ردع كل جانب عن استخدام كامل إمكاناته لإلحاق الضرر بالجانب الآخر.

وأشار آرنز الى ان أكثر من 130,000 صاروخا في ترسانة حزب الله قادرة على الوصول إلى جميع أنحاء إسرائيل من الشمال إلى الجنوب، تعمل بالفعل على الحد من إمكانية الهجمات الإسرائيلية.

وحسب آرنز فإن قدرة إسرائيل على إحداث أضرار جسيمة للبنان في حال أي هجوم صاروخي من حزب الله منعه وإيران من شن مثل هذا الهجوم، ويجري ردع كلاهما في الوقت الراهن.

وأضاف آرنز ان التصعيد الأخير هو نتيجة لعزم إسرائيل على إبعاد إيران من تطوير ترسانة حزب الله للصواريخ بطريقة تجعلها أكثر دقة، ومع تكنولوجيا التوجيه الحديثة، تحسين دقة الصواريخ ليست مهمة صعبة للغاية، وحتى الآن لم تتمكن صواريخ حزب الله من تحديد أهداف في إسرائيل.

وقال آرنز انه في بلد كثيف السكان مثل إسرائيل، فإن الصواريخ التي ستهبط في أي مكان في تل أبيب ستكون جيدة بما فيه الكفاية لتحقيق أهداف حزب الله.

وأشار آرنز الى ان الحقيقة هي أن إسرائيل ظلت تعيش تحت هذا التهديد منذ سنوات عديدة، وسيواصل شعب إسرائيل العيش تحت هذا التهديد حتى من دون أي تحسينات في دقة صواريخ حزب الله ما دامت ترسانة الصواريخ لا تزال قائمة.

وأضاف آرنز ان تحسين دقة بعض هذه الصواريخ سيسمح لحزب الله بضرب أهداف عسكرية محددة في إسرائيل ولهذا السبب اتخذت إسرائيل إجراءات في الأشهر الأخيرة.

واعتبر آرنز ان الحالة الراهنة لترسانة حزب الله الصاروخية تهدد بالفعل السكان المدنيين الإسرائيليين والبنية التحتية للبلاد، وإن قدرة إسرائيل على إعتراض الصواريخ واسعة، وربما تكون الأفضل في العالم ولكنها ليست كافية لتوفير مظلة لا يمكن اختراقها فوق سماء إسرائيل.

وأشار آرنز انه اذا كان حزب الله سيشن هجوما كبيرا الآن، وباستخدام الصواريخ التي في حوزته، فإن الضرر سيكون ضخما، قائلا: "انهم يعرفون ذلك ونحن نعرف ذلك، ونحن نعول على ردعهم، وهم يعتبرون أنهم يردعوننا عن إتخاذ إجراءات وقائية."

وتساءل آرنز حول ما اذا كان هذا الردع المتبادل مستقر قائلا: " ليس حقا، بالنظر الى الذين نتعامل معهم، فإن الاعتماد على ردعهم أمر إشكالي."

وقال آرنز ان استراتيجية إسرائيل استندت لسنوات عديدة على ردع حزب الله، ويدافع مؤيدو هذه الاستراتيجية عن أن أعمال الردع نجحت بإشارة إلى الهدوء على الحدود الشمالية منذ حرب لبنان الثانية كدليل على ذلك، وأن أولئك الذين يعتقدون أن ردع حزب الله قد نجح يبدو أنهم نسوا أنه في السنوات الأخيرة نمت ترسانة حزب الله من الصواريخ إلى حد كبير جدا، وأن ما بدا وكأنه سنوات هادئة بالنسبة لنا فقد كانت سنوات من تطوير ترسانة صواريخ حزب الله بالنسبة لهم، على مر السنين زاد الخطر فقط.

وحسب آرنز فإنه ومنذ حرب لبنان الاولى كانت استراتيجية إسرائيل في لبنان تقوم على الانسحاب الأحادي الجانب، والتخلي عن حلفائها، جيش لبنان الجنوبي (جيش لحد)، في حين الإعتماد على الردع، وهذه الاستراتيجية هي المسؤولة إلى حد كبير عن المركز المهيمن الذي حققه حزب الله في لبنان والترسانة الكبيرة للصواريخ التي جمعها في السنوات الأخيرة، وقد أظهرت محاولة إيران تطوير ترسانة حزب الله الصاروخية فشل الإستراتيجية الإسرائيلية.

وأنهى آرنز قائلا: "ينبغي أن يكون هدف إسرائيل تفكيك ترسانة صواريخ حزب الله بأكملها، حزب الله يحول لبنان إلى برميل متفجر ويعرض للخطر الشرق الأوسط بأكمله، ويجب على إسرائيل أن توضح ذلك للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف قبل أن يصبح من الضروري استخدام القوة."


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024