تحت عنوان "كيف ستبدو الحرب اللبنانية الثالثة؟" نشرت وكالة الأنباء الأميركية  The Media Lineمقالا شرحت فيه شكل الحرب اللبنانية الإسرائيلية الثالثة من جميع جوانبها.

وقالت الوكالة ان الحدود الشمالية لإسرائيل هادئة على الأقل حتى الآن ولكن من الممكن أن يتغير ذلك، فقد زاد القادة الإسرائيليون تحذيراتهم لحزب الله ولبنان وإيران في الأسابيع الأخيرة، مما أثار سؤالين: هل إسرائيل على أعتاب حرب لبنان الثالثة؟ إذا كان الأمر كذلك فكيف ستبدو حرب أخرى مع لبنان؟

وأضافت الوكالة ان السؤال صعب وأن العديد من الخبراء يترددون في الإجابة، ومن غير الواضح مدى طول المعركة ومن الذي سوف يقضي على الآخر، ولكن الواضح هو أن حرب لبنان الثالثة ستكون معركة عنيفة وشرسة من شأنها أن تكلف آلاف الأرواح.

الصواريخ والقذائف

وقال الدكتور غابي سيبوني وهو عقيد متقاعد في الجيش الإسرائيلي وكبير الباحثين في معهد الدراسات الإستراتيجية الوطنية في تل أبيب "إن كمية القوة التي سيتم نشرها لن تكون مشابهة لحرب لبنان الثانية" وأضاف "ان لبنان يستخدم نحو 200 قرية في الجنوب كدروع مدنية لأغراض حزب الله وسيتم ضرب جميع القرى والأهداف العسكرية فيها."

وأضافت الوكالة عن خبراء ان حزب الله من المحتمل ان يطلق الآلاف من القذائف والصواريخ خلال الساعتين الأوليين من المعركة وان اسرائيل سترد بهجمات جوية مستخدمة طائرات اف -15 و اف -16 وطائرات مقاتلة شبح اف -35 الجديدة بالإضافة الى مروحيات الآباتشي الهجومية لإستهداف مواقع الصواريخ والبنية التحتية التابعة لحزب الله.

وقال الجنرال يوسي كوبيرواسر مدير مشروع التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط في مركز القدس للشؤون العامة ان: " اسرائيل ستنشر ايضا جميع انظمتها الدفاعية المضادة للصواريخ القبة الحديدية، حبال ديفيد، و أرو 2 و 3" وأضاف: "ستكون معركة مثيرة للإعجاب بين الصواريخ الإيرانية والصواريخ السورية والصواريخ الإسرائيلية."

وقالت الوكالة انه لدى حزب الله ترسانة من 130،000 إلى 150،000 صاروخ قصير ومتوسط وطويل المدى وقذائف وقوة قتالية قوامها 50 ألف جندي، بما في ذلك جنود احتياط، ويقدر بعض المحللين ان هناك ما يتراوح بين 1500 و 2000 صاروخ سيطلقون يوميا على اسرائيل خلال الحرب المقبلة، مقارنة بحوالى 130-180 صاروخا أطلقوا يوميا خلال حرب لبنان الثانية.

وأضافت الوكالة ان حزب الله يمتلك صواريخ إم-600، وهو صاروخ من طراز فاتح - 110 صاروخ إيراني من الجيل الثالث، يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر، ورأس حربي يتراوح بين 450 و 500 كيلوغرام، إلى جانب صواريخ B302 السورية.

خطة المعركة

وقد أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبا ضخما في أيلول الماضي يحاكي حربا مع حزب الله شمل نهجا متعدد المراحل يتضمن تدابير الدفاع بما في ذلك الهجمات المضادة، تليها الغارات الجوية والمناورات البرية وعمليات الإجلاء المدني.

ومن المقرر ان تجرى تدريبات Juniper Cobra العسكرية المشتركة بين الجيش الاميركي والإسرائيلي هذا الشهر، وقال الدكتور سيموني للوكالة ان خطة إسرائيل للحرب مع لبنان اولا ضرب الاسلحة التي تشكل تهديدا خطيرا للسكان المدنيين الإسرائيليين وثانيا دفع السكان اللبنانيين في جنوب لبنان الى شماله، وبعد ذلك بمجرد إزاحة جزء كبير من السكان سيتم شن عملية واسعة النطاق باستخدام الغارات الجوية والنيران المدفعية الثقيلة وستذهب إسرائيل بقدر ما هو مطلوب لتهديد حزب الله."

العملية على الأرض

وقالت الوكالة ان الجيش الإسرائيلي سيعمل على حشد كتائب متعددة تتألف من عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية كجزء من عملية واسعة النطاق داخل لبنان تدعمها القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثالثة.

وأضافت الوكالة ان الجيش الإسرائيلي سيقوم بإجلاء المدن والقرى الإسرائيلية على طول الحدود، وأولا التي تقع على بعد أربعة كيلومترات من الحدود اللبنانية، ثم يعمل خارج الخط الأزرق وإجلاء مئات الآلاف من السكان.

ويتفق المحللون على أنه من المحتمل أن يحاول حزب الله مهاجمة إسرائيل باستخدام الأنفاق للتسلل والطائرات بدون طيار وأن شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحزب الله هي أحد المخاوف الرئيسية للجيش الإسرائيلي.

ويقول الخبراء ان حزب الله قد يكون لديه بالفعل انفاق تمتد الى اسرائيل لاستخدامها خلال الحرب القادمة للتسلل إلى المجتمعات الإسرائيلية ونقل المقاتلين وتخزين أسلحة مثل القذائف والصواريخ، وأن شبكة أنفاق حماس في غزة صغيرة بالمقارنة بشبكة الأنفاق المعقدة والخطرة التابعة لحزب الله، وإن تقدم إسرائيل بتكنولوجيتها للعثور على الأنفاق وتدميرها ستستخدم بالتأكيد أثناء حرب أخرى.

ويتفق الخبراء على انه من المحتمل ان تحاول "ميليشيات" اخرى فتح جبهة في سوريا بمساعدة من ايران والجيش السوري، وقال الدكتور سيبوني: "تم الإنتهاء من الصراع الرئيسي ضد داعش وبالتالي هناك مجال أكبر لسوريا ولبنان وحزب الله لتحويل انتباههم إلى المسألة الإسرائيلية."

وقف التهديد

وعلى الرغم من التوترات المتزايدة بين اسرائيل ولبنان يقول المحللون انه من الممكن التعامل مع حزب الله من دون استخدام القوة ولهذا السبب يبدو ان هناك زيادة في التحذيرات الإسرائيلية وحملة إعلامية.

إسرائيل لديها مساعدة

وقالت الوكالة ان الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الشركات والأفراد المرتبطين بحزب الله، وقد وافقت الولايات المتحدة والأرجنتين هذا الأسبوع على العمل معا لمكافحة شبكات تمويل حزب الله وغسل الأموال في أميركا اللاتينية.

وأضافت الوكالة ان الولايات المتحدة دعمت جهود إسرائيل في سوريا بتوقيف تدفق الأسلحة إلى لبنان وحزب الله والوجود الإيراني في المنطقة.

وقال السفير الأميركي السابق لدى اسرائيل دانييل شابيرو للوكالة ان حرب لبنان الثالثة لن تكون "نزهة في الحديقة" وأضاف: " اعتقد انه ستكون هناك خسائر اسرائيلية اكثر مما كانت عليه في عام 2006، لان حزب الله زاد ترسانته وقدرته على الوصول الى جزء اكبر بكثير من الأراضي الاسرائيلية وبدقة اكبر.

وذكرت الوكالة ان الوفد الأمني الروسي زار الأسبوع الماضي اسرائيل في محاولة لردعها عن شن المزيد من الهجمات في سوريا ومحاولا تخفيف التوتر المتصاعد بين اسرائيل ولبنان.

وقالت الوكالة انه من الممكن أن تطلق إسرائيل ضربة على لبنان تستهدف حزب الله ومرافق الأسلحة الإيرانية هناك.

وأضافت الوكالة ان إسرائيل استهدفت بالفعل منشآت الأسلحة السورية وقوافل تابعة لحزب الله في سوريا إلى جانب الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا، ومن المرجح أن يكون الهجوم الأخير في سوريا استمرارا لجهود إسرائيل الرامية إلى منع فتح جبهة إيرانية في سوريا وكذلك في لبنان.

وختمت الوكالة قائلة ان القادة الإسرائيليين يحافظون على عدم تسامح إسرائيل بتطور البصمة الإيرانية في سوريا أو لبنان، وهي رسالة تم إرسالها إلى الإيرانيين.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024