منذ 7 سنوات | حول العالم / CNN

لطالما دارت في رأسها أفكار الانتحار بسبب معاناتها. لكن، وقبل أن ترمي بنفسها تحت عجلات حافلة عابرة، قررت التوقف، وركوب هذه الحافلة باتجاه حياة جديدة بعيداً عن حياتها في قريتها في جنوب الهند، حيث كان يجبرها زوجها على ممارسة الجنس مع رجال آخرين مقابل المال.

وانتهى بها المطاف في مدينة مايسور الهندية، حيث نزلت من الحافلة باكية أمام كنيسة القديسة فيلومينا. ولاحظها بعض المارّة، وأخذوها إلى مأوى "أودانادي" للنساء المعنّفات.

واليوم، وبعد انقضاء 14 عاماً، أعادت سيلفي رسم خط حياتها من جديد، فهي ليست فقط أول امرأة تؤسس شركة خاصة بها لسيارات الأجرة في مايسور، بل هي أيضاً ناشطة في حركات الدفاع عن حقوق المرأة.

وسُرِدت قصة سيلفي من خلال الفيلم الوثائقي "القيادة مع سيلفي،" والذي أخرجته الكندية إليسا بالوتشي. وقابلت بالوتشي سيلفي في مأوى للنساء في العام 2004، حيث كانت تعمل الأولى كمتطوعة.

وقالت المخرجة الكندية: "كنت أعلم أن هناك أمراً مثيراً حول سيلفي". وأضافت بالوتشي التي لحقت بسيلفي لعشرة أعوام: "استمرت حياة سيلفي بالتطور، ولم أتمكن من إنهاء الفيلم. لكن عندما أنهيته في آخر المطاف، كان من الواضح أنه يعرض رحلة علاج".

القصة

بعد وصولها إلى الملجأ، تعلّمت سيلفي حرفة إزالة شعر الجسم باستعمال الخيط، وهو أمر مشهور في صالونات التجميل النسائية. لكن، مديرة المأوى شعرت بطاقات كامنة لدى سيلفي، وقررت أن تعلمها قيادة السيارة.

وبعد أن تعلّمت سيلفي وفتيات أخريات في المأوى قيادة السيارة، جُمعت التبرعات لشراء سيارة سوزوكي حتى تستخدمها الفتيات كسيارة أجرة.

لكن مع بداية تجربة هذا العمل، وجدت الفتيات أن قيادة سيارة أجرة تتطلب مهارات كثيرة، فالتعامل مع الزبائن قد يكون صعباً ومخيفاً أحياناً، لدرجة أن سيلفي لم تجرؤ على التحدث مع الزبائن أحياناً، بحسب قولها. لكنها صمدت رغم قرار زميلتيها بالانسحاب، لتصبح معروفة كأول سائقة سيارة أجرة في الهند.

وتقول سيلفي: "لا أخاف من القيادة بمفردي، أنا متيقظة جداً وأهتم بنوعية الركاب الذين أسمح لهم بالركوب معي". وبدلاً من التجول في الشوارع والبحث عن زبائن، تحرص سيلفي على التعاقد مع الشركات السياحية والتعامل مع زبائن يترددون عليها.

الرجال كانوا أكثر تقبلاً من النساء

وأبدى الكثير من الركاب تفاجئهم لدى رؤية فتاة تقود سيارة أجرة. وبحسب سيلفي، كان الرجال أكثر تقبلاً للفكرة من النساء. كما قابلت سيلفي زوجها، سائق سيارة أجرة اسمه فيجي، من خلال عملها، ورُزق الزوجان بطفلين تفرّغت سيلفي حالياً لتربيتهما.

نصيحتها للفتيات اللواتي أجبرن على الزواج مبكراً

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، تُزوج 700 مليون فتاة حول العالم تحت سن الـ 18، ثلثهن من الهند. ولهؤلاء الفتيات، تقول سيلفي: "إذا كنت تنتظرين أن يأتي أحداً من أفراد أسرتك لمساعدتك، فأعلمي أن هذا لن يحدث. يجب أن تثقي بنفسك للوصول إلى مكان ما. وعندها يمكنك القيام بما يحلو لك".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024