وسط أجواء التشاؤم المحيطة بمحادثات «جنيف 4» المقرر أن تنطلق غداً بحثاً عن حل سياسي، سجلت الأزمة السورية، أمس، ثلاثة تطورات بارزة، تمثل أولاها بإعلان السعودية عن استعدادها مع دول خليجية وإسلامية لارسال قوات إلى سورية لمحاربة تنظيم «داعش» الارهابي، وثانيها اعتبار روسيا أن تدخلها العسكري «أوقف سلسلة الثورات الملونة»، وثالثها الكشف عن تجميد الاستخبارات المركزية الأميركية «سي اي اي» مساعداتها للمعارضة السورية. 


ففي مقابلة مع صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية، الصادرة أمس، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «إن المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى بالخليج أعلنت عن الاستعداد للمشاركة بقوات خاصة بجانب الولايات المتحدة، وهناك بعض الدول من التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتطرف مستعدة أيضاً لارسال قوات».


وأضاف «سننسق مع الولايات المتحدة من أجل معرفة ما هي الخطة وما هو ضروري لتنفيذها»، بيد أنه شدد على أن «الفكرة الأساسية هي تحرير مناطق من تنظيم (داعش)، ولكن أيضاً ضمان ألا تقع هذه المناطق في قبضة (حزب الله) أو إيران أو النظام».


وفي موسكو، أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو أن قرار روسيا «استخدام سلاح الجو ضد الإرهابيين في سورية سمح بتحقيق هدف جيوسياسي تمثل في إيقاف سلسلة ثورات ملونة في الشرق الأوسط وأفريقيا»، مشدداً على أن الهدف ليس فقط «القضاء على الإرهابيين في الأراضي السورية»، بل أيضاً «منعهم من التسلل إلى بلادنا».


وتزامناً، كشفت مصادر في المعارضة السورية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي اي اي» جمدت مساعداتها العسكرية لمقاتلي الفصائل في شمال غربي سورية، وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من متشددين الشهر الماضي.


وقال مسؤولون في المعارضة إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت الشهر الجاري ويتوقع أن تكون«موقتة»، لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الهدف الرئيسي منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال في أيدي المتشددين.


وتأتي هذه التطورات فيما تُستأنف المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين غداً الخميس في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وسط آمال ضعيفة في تحقيق اختراق إيجابي يؤدي إلى بلورة الحل السياسي المنشود، في ظل استمرار العنف على الأرض، ووجود هوة شاسعة بين الطرفين، وغموض في الموقف الأميركي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024