فيما صنفت الكويت كثالث دولة في استهلاك المياه على مستوى العالم بواقع 500 لتر للفرد يومياً فازت جمعية المياه الكويتية بجائزة فورد الدولية، بعد ان حازت المرتبة الثانية عن مشروعها «إجراء إحصائية للمرافق التربوية لقياس الاستهلاك المائي» وحصلت على تمويل بقيمة 12 ألف دولار، بعد منافسة مع عدة دول عربية وغير عربية.


وقال رئيس جمعية المياه الكويتية، الدكتور صالح المزيني خلال الحفل الذي أقامته بهذه المناسبة شركة فورد بمقرها في الشويخ أمس «نهدي فوز الجمعية بهذا المشروع لسمو أمير البلاد، بمناسبة الأعياد الوطنية» معتبراً ان فوز الجمعية يعتبر فوزا للكويت.


وأضاف المزيني ان «المشروع الذي فازت به الجمعية يتعلق باستهلاك المياه في الكويت، التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، سواء أفراد أو مؤسسات» مشيراً إلى أن «جائزة فورد دليل واضح على اهتمام الجمعية بمواضيع البيئة في الكويت عموماً».


وشدد على «أهمية تثقيف الأفراد وتوعيتهم بأن الماء سلعة مهمة، والكويت من الدول التي تعاني من استهلاك الماء الكبير، وإذا لم نتحرك كجمعيات ومؤسسات تجاه هذا الشأن فسنواجه في المستقبل مشكلة نقص الماء، حيث ان موارد الكويت قليلة والاستهلاك كبير، لذلك يجب علينا الموازنة بين الانتاج والاستهلاك».


ومن جهته قال المدير التنفيذي والخبير الإقليمي للمياه والطاقة، الدكتور أحمد الكوفحي إن «الكويت تعتبر ثالث دولة باستهلاك المياه على مستوى العالم، حيث يصل استهلاك الفرد إلى نحو 500 لتر في اليوم وهذه كمية كبيرة جداً، حيث إن معدل الاستهلاك المقبول عالمياً حسب المعروف يتراوح بين 200 إلى 250 لتراً، ما يعني اهدار نحو 250 لتراً دون مبرر».


وبيّن الكوفحي أن «المشروع الذي فازت به الجمعية تم بالتعاون مع وزارة التربية، وتم اختيار 13 مدرسة في الكويت تغطي كافة المحافظات، حيث تبين ان هناك استهلاكا غير مبرر للمياه في مدارس الوزارة».


وأضاف «تم إجراء الدراسة على جزءين، جزء ميداني استهدف جمع المعلومات، والجزء الثاني تم خلاله قياس كمية المياه التي تستهلكها المدارس على مدار أسبوعين، وبعد قياس المياه أجرينا تحليلاً احصائياً للمعلومات التي حصلنا عليها».


وتابع «النتائج التي حصلنا عليها ليس الهدف منها فقط المدارس التي قمنا بدراستها، إنما التعميم على كافة المدارس في الكويت، والتي يصل عددها تقريباً إلى 1000 مدرسة، بهدف تقليل كمية استهلاك المياه، ومعالجة أي تسربات أو عمليات صيانة بالتعاون مع وزارة التربية».


وأكد «إمكانية تقليل كمية الاستهلاك في بعض المدارس إلى 40 في المئة، ما يعني توفير ملايين الدنانير سنوياً في فاتورة المياه التي تدفعها وزارة التربية».


وشدد على «أهمية رفع الوعي البيئي تجاه المياه بين طلبة المدارس وبين الهيئة التدريسية، وعقد دورات تدريبية للمعلمين والمعلمات في المدارس، واطلاق حملات توعوية للطلبة، حتى نستطيع أن نصل إلى جيل ناشئ يتمتع بالمسؤولية تجاه استهلاك المياه».


ولفت المدير التنفيذي والخبير الإقليمي للمياه والطاقة إلى أن «الدولة تدعم المياه بنسبة 90 في المئة، ما يولد حس اللا مبالاة لدى البعض».


وأضاف «انه تم التواصل مع عدة منظمات منها (اليونيسكو) و(الايسسكو)، اللتان طلبتا الاستعانة بالدراسة بعد اكتمال كل عناصرها لتعميمها على الدول الإسلامية، مؤكداً أن «جائزة فورد الدولية جاءت تجسيداً للتعاون مع وزارة التربية ما يسهم في وضع الحلول لصيانة المدراس وتزويدهم بقطع توفير المياه».


ولفت إلى أن «هذه تعد المرة الأولى التي تفوز الكويت بجائزة من هذا النوع، مثمناً بشدة دور الجهات التي ساعدت الجمعية، منها وزارتا التربية والتعليم العالي، والكهرباء والماء، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي ستقدم لنا عدادات مياه ذكية تقيس الاستهلاك 24 ساعة، ما يجعل دراستنا المقبلة التي ستبدأ بداية شهر مارس المقبل دقيقة للغاية».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024