سؤال اقتحم كلّ العقول على امتداد العالميْن العربي والغربي بعدما أسقطت الانتخابات النيابية الغالبيّة المُسيطرة رغم التفاوت الكبير في موازين القوى وسيطرة أطراف على مقدرات السلطة

ليس سرّاً أن لبنان يعيش أسوأ أيامه الاقتصاديّة والاجتماعيّة وقد اقترب من الوصول إلى جهنّم بحسب أدبيّات قادته.

وأنّ اللبنانيّين انشغلوا بتأمين ربطة خبز وصفيحة بنزين ووقود لمُولّدات الكهرباء والبحث عن دواء رخيص وغيرها من مُتطلّبات العيش ولو بالحدّ الأدنى.

 

وليس سرّاً أن الظروف الإقليمية أدّت إلى وجود سيطرة ونفوذ قويّين لطرف لبناني يتقاسم السلاح والقرار مع الدولة ويفرض سياساته داخليّاً وخارجيّاً.

 

وليس سرّاً أنّ لبنان يعيش ازدواجيّة مُميتة: فساد داخلي من قبل طبقة سياسيّة طائفيّة لم ترحم ولم تشبع، ومُقاطعة عربيّة ودوليّة زادت من جراحه وفاقمت أزمته.

رغم كلّ ما سبق ذكره، بيّنت انتخابات لبنان للعالم أنه ما زال نموذجاً ديموقراطياً، وأظهرت أنّ هذا الشعب كما قاوم الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المُتكرّرة يعيش أيضاً شُعلة المقاومة ضدّ الفساد والطائفيّة والتجويع، وهو شعب مُقاتل من أجل التغيير لا يستسلم ولو أوصله قادته إلى قاع جهنّم.

 

كان أجمل ما في المشهد الانتخابي اللبناني وصول كوكبة مُهمّة من الشبّان والشابّات إلى البرلمان من صفوف المجتمع المدني، أي أصحاب الرؤى الوطنيّة الشبابيّة الأكاديميّة العابرة للطوائف.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024