منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق

 كتبت صحيفة "الشرق" تقول: من يقرأ بين سطور التطورات اللبنانية المتسارعة سياسيا وميدانيا، توازيا مع مستجدات اقليمية على قدر من الاهمية، وتحديدا على الساحة السورية، يشعر ان طبخة ما تعد في مكان ما، قد تقلب المشهد رأسا على عقب، في وقت غير بعيد، وهو امر يبدو مطلوباً لا بل ملحّاً، بعدما بلغ السيل الزبى وفاض كأس الصبر. الدولة السائرة على "ما يقدّر الله" لم يعد من امكانية لتستكمل مسيرة الانهيارات المتتالية، من دون ان تسجل انجازا واحدا على الاقل، يُذكّر اللبنانيين انها موجودة لغير محاصصاتها وصفقاتها التي تمعن في اغراقهم تحت الارض.



واذا كُتب للحكومة العاجزة عن مواجهة اي تحدٍ ان تستمر، وهو امر مستصعب في ضوء الخلافات المستحكمة بين اعضائها، فإنها قد تضطر في اي لحظة ان تعلن التخلي عن المهمة، لان الانفجار الاجتماعي المدوّي قد يجرف الجميع بعدما عاد سعر الصرف الى التحليق في فضاء الاربعة الى خمسة الاف ليرة مقابل الدولار، ولُبنات الازمات ترتفع تباعا في الجدار الفاصل بين الدولة وكل من يفكر بتقديم دعم لها بمن فيه صندوق النقد الدولي والدول المانحة.



وفيما الشارع يغلي بسبب الغلاء المعيشي وسعر الدولار، والقطاعات الاقتصادية كلها تئن وترفع الصوت من جراء الاوضاع الصعبة وشح الدولار والمازوت (…)، انعقد مجلس الوزراء في قصر بعبدا وعلى جدول اعماله سلّة تعيينات، تتهدده بالانفجار من الداخل، على وقع مقاطعة وزيري تيار المردة رفضا "للمحاصصة الوقحة" في التعيينات، "تنقير" وزير حزب الله عماد حب الله سأل عبر "تويتر": وهل هذه التعيينات تشبهنا؟



ولكن مع اصرار مايسترو الحكومة النائب جبران باسيل اقر مجلس الوزراء امس التعيينات وفقا لمبدأ المحاصصة الطائفية والمذهبية.. والشخصية.



ووسط اجواء التخبط الحكومي هذه، توافد متظاهرون الى ساحة الشهداء في وسط بيروت ظهرا، وتجمع العشرات منهم امام مدخل مجلس النواب في شارع البلدية، للاعتراض على الواقع الاقتصادي والمعيشي والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة. وأشار المعتصمون في لافتاتهم الى "ان تحركهم يهدف للمطالبة بإسقاط الحكومة الحالية"، معتبرين انها "امتداد للسياسات السابقة وهي حكومة احزاب سياسية وغير مستقلة ولم تجترح الحلول المطلوبة"، مطالبين بـ"مكافحة الفساد ومحاسبة السارقين من خلال قضاء مستقل كحل وحيد للأزمة الراهنة". كما كان اعتصام امام قصر العدل رفضا لرد رئيس الجمهورية مرسوم التشكيلات القضائية، وسجلت تحركات مطلبية - معيشية في صيدا وطرابلس والميناء ايضا.



في الموازاة، واصل الدولار ارتفاعه امس متخطيا الـ4500 ليرة. وقد أصدر مصرف لبنان تعميماً لمؤسسات الصرافة، يتعلّق بالمنصة الإلكترونيّة لعمليّات الصرافة.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024