تناولت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" انهيار الهدنة في سوريا؛ مؤكدة ألَّا مصلحة لعدد من البلدان في الإجراءات التي يقترحها لافروف وكيري.

جاء في مقال الصحيفة:

إن نظام وقف إطلاق النار في سوريا، والذي جرى الالتزام به منذ يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري رغم الانتهاكات الكثيرة، قد انتهى. والعسكريون السوريون يلقون باللوم على التنظيمات الإرهابية في استئناف الأعمال الحربية؛ وعلاوة على ذلك، قامت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في يوم الـ 17 من الشهر الجاري بمهاجمة مواقع القوات الحكومية السورية في دير الزور.

في هذه الأثناء، لا يرى ممثلو هيئة الأركان العامة الروسية معنى لاستمرار الهدنة في هذه الظروف. وقد تأزمت الأوضاع أكثر بعد مهاجمة قافلة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري للمساعدات الإنسانية بالقرب من مدينة حلب، حيث أعلنت واشنطن على أثرها عن نيتها إعادة النظر في التعاون مع موسكو بشأن سوريا. فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية أن "الولايات المتحدة مستاءة من أنباء قصف قافلة المساعدات الإنسانية بالقرب من حلب. وبالنظر إلى الانتهاكات العديدة للهدنة، نحن مضطرون إلى إعادة النظر في آفاق مستقبل التعاون مع روسيا".

وبحسب قوله، كانت موسكو ودمشق فقط على علم بخط سير القافلة. لذلك ستناقش الولايات المتحدة الحادث مع روسيا مباشرة.

أما رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو، فقال لـ "موسكوفسكي كومسوموليتس" إن "هناك طرقا عديدة لتسوية الأزمة السورية، من بينها تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ. وهذا حاليا ما يجري هناك. وإن المجموعات، التي أعلنت على الفور عن عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مثل "جبهة فتح الشام"، أكدت جاهزيتها لإعلان وإنشاء كيان إداري للذود عن مصالح السنة وتمثيلهم في سوريا".

ألكسندر إيغناتينكوSputnik Дмитрий Коробейников

ألكسندر إيغناتينكو

وأضاف أن "واقعة أن 23 تنظيما كبيرا أعلنت عن عدم التزامها بالاتفاق حتى قبل سريان مفعول الهدنة تعني أن تنفيذ اتفاق لافروف وكيري سيواجه مصاعب كبيرة. والسؤال – هل كان بالإمكان تنفيذ الهدنة؟ لقد أظهر الجانب الحكومي أقصى قدر من الصبر. ولكن لم يكن استمرار ذلك طويلا، لأنه لا يمكن أن تكون الهدنة أحادية الجانب".

وبحسب رأيه، فمن غير المرجح أن يتم الاتفاق على استئناف مراعاة اتفاق وقف إطلاق النار، "للأسباب المذكورة أعلاه، ولأن التنظيمات السنية التي تعمل بأوامر من مرشديها في المملكة السعودية وقطر وتركيا لها موقف ثابت ومحدد. أي يبدو أن تسوية الأزمة السورية سيكون بطرق أخرى".

ويضيف أن الاتهامات المتبادلة بين موسكو وواشنطن مستمرة بشأن الأوضاع السورية. ومع ذلك يبقى التعاون بين روسيا والولايات المتحدة أمرا ضروريا في سوريا. و"الوثائق التي وقعها لافروف وكيري هي شهادة واقعية لهذا التعاون، على الرغم من أنه لم يتطور كما كان مطلوبا. والمشكلة تتمثل في أن قوتين عظميين - روسيا والولايات المتحدة – بدأتا محاولة تسوية الأزمة السورية، من دون أن تأخذا بالاعتبار أن مفتعليها عدد من الدول ذات مصالح ذاتية في سوريا. وهذه الدول هي المملكة السعودية وقطر وتركيا وحتى إيران. ومراكز القوة هذه ليس من مصلحتها تسوية الأزمة وفق الصورة التي اتفق عليها الوزيران لافروف وكيري".

 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024