اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن إقالة الجنرال ماكماستر من منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي واستبداله بـجون بولتون سيؤثر سلبا على عدد من الدول العظمى، مشيرا الى ان إمكانية لجوء الإيرانيين الى التوقف عن اللعب وفقا للقواعد والمضي قدما نحو صنع قنبلة نووية، وأيضا الى إلغاء الإجتماع المقرر عقده بين الرئيس الأميركي والكوري الشمالي، وإمكانية دخول إسرائيل في حرب لا يمكن التنبؤ بها.

وقال الموقع ان طهران استيقظت صباح الجمعة على وضع غير مؤاتٍ للإيرانيين، إن إقالة الجنرال ماكماستر من منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، واستبداله بالسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، يشير إلى الفوضى في القيادة العليا للإدارة الأميركية، وإلى سياسة خارجية وأمنية تفضل النزاعات على التسوية الدبلوماسية.

وذكر الموقع ان ماكماستر كان ضد انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاقية النووية مع إيران، أمّا بولتون فقد دعا الإدارة الأميركية علانية عدة مرات للتخلي عمّا يصفه بأنه اتفاق نووي سيء.

وأضاف الموقع ان وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو الذي حل محل ريكس تيلرسون قبل عدة أسابيع هو من الصقور الدبلوماسية والأمنية الذي دعا أيضا إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران والى صراع مع كوريا الشمالية.

وقال الموقع ان التركيبة الحالية لإدارة ترامب لا تبشر بالخير أيضا بالنسبة لكوريا الشمالية والصين، وعلى الأرجح بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد وقادة دول الإتحاد الأوروبي كذلك.

وحسب الموقع فإن الإيرانيين يواجهون مأزقا واضحا الآن، سيتعين عليهم الموافقة على توقيف برنامج الصواريخ الباليستية وإجراء تعديلات على اتفاقهم النووي أو سيعانون من عقوبات اقتصادية قاسية، من ناحية أخرى قد يقررون التوقف عن اللعب وفقا للقواعد والمضي قدما نحو صنع قنبلة نووية.

وأضاف الموقع انه سيتعين على الأوروبيين مضاعفة جهودهم من الآن وإقناع إيران بقبول التسوية التي يعملون عليها مع الولايات المتحدة، في محاولة لمنع ترامب من التخلي عن الإتفاق النووي، ومن المرجح أن يصبح الإيرانيون أكثر إصغاء لقادة أوروبا، بعد أن يدركوا أن البديل قد يكون صراعا عسكريا مع الولايات المتحدة.

على الأسد أن يُعِدّ نفسه

وحسب الموقع فمن المرجح إعادة النظر في الإجتماع المخطط له بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حيث عارض جون بولتون الإجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي واصفا إياه بـ"مضيعة للوقت"، استنادا إلى خبرة الإدارة الأميركية السابقة التي توصلت إلى اتفاقيات مع بيونغ يانغ، ثم انتهكتها.

وأضاف الموقع أنه من الممكن ان يؤدي إلغاء الإجتماع المقرر عقده في أواخر أيار إلى وضع متفجر جديد في شبه الجزيرة الكورية وفي اليابان، وقد أعلنت أيضا إدارة ترامب مؤخرا عقوبات جديدة على روسيا، أما بالنسبة للصين فإن التعريفات الجمركية على المنتجات المستوردة منها هو خطوة أولى نحو حرب تجارية معها.

وفي السياق ذاته، اعتبر الموقع انه يجب على الرئيس الأسد القلق أيضا فقد كان ريكس تيلرسون عاملا هادئا في الإدارة الأميركية وكان وزير الدفاع جيمس ماتيس متّزنا أيضا، فعلى الأسد ان يأخذ في الحسبان ردا أميركيا قاسيا، وبدأ الأسد بالفعل التحضير لمثل هذا الإحتمال بعدما أخبره الروس أن الأميركيين قد يهاجمونه في أي لحظة.

إذا كان يُنظر الى ان الولايات المتحدة غير موثوقة، فإن اسرائيل ستعاني ايضا

وأشار الموقع الى ان مستشار الأمن القومي الجديد صديق واضح لإسرائيل وكذلك السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي ووزير الخارجية الجديد بومبيو، فكلهم يؤيدون نقل السفارة إلى القدس وكلهم يدعمون نهج ترامب المعارض لأعداء أميركا في الساحة الدولية.

وأضاف الموقع ان نتنياهو راضٍ، فإن نهجه حول الإتفاق النووي الإيراني مدعوم الآن ليس من قبل الرئيس فحسب، بل من جانب القيادة السياسية الأمنية الأميركية برمتها، ومن الممكن ان يكون راضيا ايضا عن قضايا أخرى مثل النهج تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث انه من المرجح ألا يندفع ترامب إلى تقديم خطته للسلام في الشرق الأوسط، فمن الممكن تعليقها لفترة طويلة، وربما لسنة.

وأبدى الموقع نصيحة الى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت وهي التحقق من مخازن إحتياطي الحرب، لعدم الدخول في حرب لم يتم التنبؤ بها نتيجة للسلوك المتعرج للرئيس الأميركي وكبار مسؤولي الإدارة المتعرج.

وأضاف الموقع انه هناك سبب لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية ومواطني إسرائيل يدعو للقلق وهو الفوضى في البيت الأبيض، ففي الأشهر الأربعة عشر التي قضاها في منصبه، استبدل ترامب ثلاثة مستشارين للأمن القومي الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة، وإن مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية هو الرجل الذي يثق به الرئيس، وبالتالي يتضح أن ترامب غير قادر على أخذ النصيحة ولا يوجد لديه الإستعداد لقبول التخطيط الإستراتيجي المنظم ويعمل وفقا للحدس، وهناك مشكلة أخرى هي أنه لا يوجد أي شخص في الإدارة الآن لتقديم رأي يتناقض مع رأي الرئيس، تناقض الآراء مهم، لأنه يجبر جميع الأطراف على إعادة النظر والوصول إلى القرارات المثلى.

وأشار الموقع الى انه في إسرائيل أيضا تم التعايش مع نفس الوضع في حرب لبنان الثانية عندما عين رئيس الوزراء الذي تولى منصبه حديثا وزيرا للدفاع ورئيس هيئة أركان بخبرة قليلة، ودخل حربا دون أن يدرك أنه يدخل في حرب، وكلنا نعرف ما حدث بعد ذلك، نفس الشيء يمكن أن يحدث مع ترامب ولكن على نطاق أوسع وبتداعيات كبيرة.

وأضاف الموقع أنه لا أحد يريد ان تكون مسائل الحرب والسلام، والحياة والموت في يد رجل مهووس بالتغريد ويعلن الحرب ثم يغير رأيه.

وختم الموقع قائلا: "يجب أن نتذكر أن مكانة الولايات المتحدة الدولية لها تأثير مباشر على أمن إسرائيل، الولايات المتحدة هي راعية إسرائيل وهي عنصر مهم في ردع إسرائيل ضد أعدائها، وفي المقام الأول إيران، وإذا كان يُنظر إلى الولايات المتحدة في العالم كدولة غير موثوق بها، فإن إسرائيل ستعاني أيضا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024