مجلس الامن يقر ايفاد 100 مراقب وروسيا سحبت تحفظها


تبنى مجلس الأمن الدولي، امس، مشروع قرار بشأن نشر مراقبين أمميين في مدينة حلب السورية لمتابعة إجلاء باقي المسلحين والمدنيين من المدينة.
وينص مشروع القرار، الذي صوتت لصالحه جميع الدول الأعضاء في المجلس، ومن بينها روسيا، والذي أعطي الرقم 2328، على أن يهيئ الأمين العام للأمم المتحدة ظروفا ملائمة، بما في ذلك عن طريق إجراء «مشاورات مع الأطراف المعنية»، لضمان مراقبة ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى «حالة المدنيين، والمراعاة التامة للقانون الإنساني الدولي في المناطق الشرقية من مدينة حلب».
وتشدد الوثيقة على ضرورة أن تمنح جميع أطراف النزاع في سوريا للمراقبين الدوليين، إمكانية الوصول الآمن ومن دون أي عراقيل إلى المدينة لمراقبة الوضع هناك، وأن تعد ظروفا ملائمة لإيصال المساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالمدينة.
ويؤكد مشروع القرار على «سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها».
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أعلن، أمس الأحد، أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن توصلت إلى «صياغة جيدة لنص» مشروع القرار بشأن حلب.
وقال تشوركين، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب اجتماع تشاوري مغلق لمجلس الأمن: «قمنا بعمل جيد خلال عدة ساعات، وأعتقد أننا نمتلك نصا جيدا».
من جانبها، قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، سمانثا باور، إن وفد الولايات المتحدة في مجلس الأمن قام بعمل مشترك بناء جدا مع الفريق الروسي، مشددة على أن واشنطن تتوقع تبني مجلس الأمن مشروع القرار المذكور بالإجماع.
وأوضحت باور أن الصيغة التوافقية لمشروع القرار، تنص على نشر أكثر من 100 من عاملي الأمم المتحدة وممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
وأضافت المندوبة الأميركية أن نص المشروع «يحتوي على جميع العناصر اللازمة لإجلاء آمن وكريم، ولضمان الوصول الإنساني لجميع من سيفضل البقاء في شرق حلب».
وكانت روسيا عرضت، الأحد، على مجلس الأمن الدولي مشروع قرارها بشأن تسوية الوضع في مدينة حلب السورية، وذلك كبديل عن المبادرة الفرنسية حول هذه القضية.
نقلت وكالة «نوفوستي» عن مسؤول من وفد إحدى الدول الغربية في مجلس الأمن أن أعضاءها كان يعملون على التوفيق بين المشروعين الروسي والفرنسي.
وبصدور القرار 2328 تكون الأمم المتحدة قد تخطت الصراع الأميركي ? الروسي ? الفرنسي بشأن سوريا، ذلك ان خلاف فرنسي ? روسي كبير كان حاصلا بشأن كيفية معالجة الوضع في حلب. ففرنسا كانت تريد نشر مراقبين وانشاء غرفة عمليات في شرق حلب، وسيطرة المراقبين على عمليات النقل بالحافلات إضافة الى سماعها للمدنيين والتحقيق مع الجميع بشأن ما يحصل في احياء حلب الشرقية.
لكن دمشق التي لم تكن موافقة عبّرت عنها روسيا بعدم القبول بالمشروع الفرنسي، فرد الرئيس الفرنسي هولاند بالقول: انا لا اصدق ان روسيا تقف ضد عمل انساني وتستعمل الفيتو في مجلس الامن ضد ارسال مراقبين لرعاية المدنيين العزّل من السلاح. ولقد استعملت روسيا في الماضي عشرات المرات الفيتو لكن هذه المرة اذا استعملت الفيتو سنذهب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنزيد من عقوباتنا ضد روسيا.
اما مندوب روسيا فكان حازما بأن روسيا ستصوّت ضد المشروع الفرنسي، لكن مندوبة الولايات المتحدة جمعت السفير الفرنسي والسفير الروسي وعقدوا جلسات تشاور بشأن قرار في مجلس الامن يؤدّي الى ارسال مراقبين، والذي أدى الى ذلك هو اتصال هاتفي من الرئيس الأميركي ترامب بالرئيس الروسي بوتين في موسكو، وابلغه ان الولايات المتحدة تتمنى على الرئيس بوتين القبول بارسال مراقبين الى سوريا، رغم رفض سوريا لذلك.
وبعد تشاور مجدي ومفيد توصلوا الى جمع المشروع الفرنسي ومشروع آخر حضّرته روسيا. والقرار هو رقم 2328 وينص على ارسال 100 مراقب دولي، مع الحفاظ على سيادة سوريا.
وهنا كيف سيفسر المراقبون سيادة سوريا وعملهم، وعند اية حدود تقف حرية المراقبين في العمل وكيف يتصرف الجيش السوري مع المراقبين. لكن مجلس الامن اصدر قراره وقال على الجميع، وعندما يقول على الجميع، يقصد الجيش السوري ضمنا، ويوجه انذار للتكفيريين، بأن عليهم التعاون مع المراقبين الدوليين الذين سيصلون الى حلب، وعددهم 100، ويدخلون الى حلب الشرقية، التي تحررت تقريبا وأصبحت شبه نظيفة من التكفيريين. لكن هنالك حالات بؤس وحالات جوع وحالات مرض تحتاج الى اطباء، ذلك ان الحصار الذي تم ضربه حول الاحياء الشرقية اجدى الى بقاء طبيب واحد، حتى ان ممرض كان يجري عمليات جراحية، وسيأتي مع المراقبين أطباء من الصليب الأحمر الدولي وأطباء من الهلال الأحمر السوري وسيارات اسعاف وغرفة عمليات متخصصة ضمن آليات كبيرة، إضافة الى 1500 شاحنة غذاء سيتم توزيعها في احياء حلب الشرقية باشراف المراقبين الدوليين. وسيطلب المراقبون الدوليون عدم تدخل الجيش السوري وحلفائهم معهم في توزيع الغذاء وفي معالجة المرضى، او في التحقيق مع أي جريح نتيجة المعارك على انه كان مسلح ومقاتل، ضد الجيش السوري.
لكن لا شك ستحصل خلافات في شأن تنفيذ هذا القرار عمليا على الأرض، لان هنالك تداخل بين تمركز المراقبين الدوليين والجيش السوري. لكن روسيا ضمنت للولايات المتحدة ولفرنسا تدخلها في اية لحظة من اجل تسهيل مهمة المراقبين حيث ان 25 مراقب سيكونون من روسيا، لفرض عمل المراقبين مباشرة وإبلاغ موسكو اذا كان هنالك تعطيل لعمل المراقبين الدوليين، كي تتحدث موسكو مع دمشق لمنع أي ضرر يحصل ضد المراقبين الدوليين.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024