منذ 7 سنوات | العالم / الديار

الوزراء الثلاثة حملوا ملفات وتصوراً للحل


تبدأ اليوم في موسكو اجتماعات وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران، أي الوزراء، الوزير لافروف وزير خارجية روسيا، واوغلو وزير خارجية تركيا وظريف وزير خارجية ايران. ويحمل كل وزير منهم تصور للحل في سوريا سيتم وضعه على الطاولة وبحثه، لانه صحيح ان الدول الثلاث متقاربة لكن ليس لها وجهة نظر واحدة بالنسبة الى الازمة السورية.
فوزير خارجية تركيا يحمل ملفاً يتضمن وقفا لاطلاق النار الشامل في سوريا، دون اكمال الحرب، والبدء بمفاوضات بين النظام السوري والمعارضة المدنية، وتشكيل حكومة انتقالية تبدأ بالاعداد للإصلاح وعندها يتم تصفية القوى الإرهابية والتكفيرية، وتساعد تركيا في هذه العملية مع روسيا ومع ايران على ضرب الإرهاب كليا.
وتركيا مستعدة اذا اتفقت روسيا وايران معها على ادخال الجيش التركي والقضاء قضاء تاما على الإرهابيين في الرقة ودير الزور والحسكة وكل المنطقة مع ضمانة بانسحاب القوات التركية فور ضرب الإرهابيين وانهاء وجودهم، شرط التزام الرئيس بشار الأسد بالإصلاح في سوريا وتحويلها الى دولة ديموقراطية. والا فان تركيا تبقى على موقفها السلبي تجاه نظام الرئيس بشار الأسد وتبقى على عداوة معه، وهي لاحقا ستغلق كامل الحدود مع سوريا ذهابا وإيابا، ليكون لسوريا ممر واحد هو لبنان.
كما ان تركيا لن تفعل شيئا مع الإرهابيين التكفيريين الإسلاميين، بل ستحارب حزب العمال الكردستاني وداعش على أراضيها، اما بالنسبة للتسلل وغير ذلك الى سوريا فهي ليست مسؤولة اذا رفض الرئيس بشار الأسد المفاوضات السلمية والقبول بالمعارضة المدنية وتشكيل حكومة انتقالية، مقابل بقائه في السلطة.
اما الوزير الإيراني، فيحمل ملفا آخر يقول باستمرار الحرب على الإرهاب والقضاء عليه، واكمال المعارك بعد حلب، الى كافة المحافظات الأخرى، وصولا الى الرقة وضرب مقر داعش هناك، ودير الزور، وبسط سيطرة الجيش العربي السوري.
اما بالنسبة للقوى المدنية المفاوضة، فهو مع بدء المفاوضات في الاستانة في كازاخستان بين النظام السوري والمعارضة المدنية، لكن دون توقف الحرب على الإرهاب واكمال الجيش العربي السوري مهامه بضرب داعش وجبهة النصرة وابعاد الولايات المتحدة عن أي تدخل في سوريا، لانها هي التي تغذي المؤامرة هناك ضد النظام.
وايران تقبل بالتدخل الروسي وترحب به، لكنها لا تقبل ابدا بأي تدخل أميركي او اشراك اميركا للحل في سوريا.
اما وزير خارجية روسيا، فسيستمع الى الرأي الإيراني والرأي التركي ويطرح التصور الروسي للحل، والتصور الروسي للحل هو بدء مفاوضات في الاستانة في كازاخستان دعا اليها الرئيس فلاديمير بوتين، وتكون هذه المفاوضات تحت مظلة الدول الثلاث، ويكون لها مقاعد مراقبة اثناء مفاوضات الطرفين السوري المعارض والنظام. ولها حق التدخل في المفاوضات، اذا تعثرت او توقفت كي تنجح المفاوضات.  ووجهة النظر الروسية هي، وقف اطلاق نار شامل في سوريا، حيث تقوم تركيا بالضغط على كل الفصائل لوقف اطلاق النار، ويقوم الطيران الروسي باسكات مصادر النيران التي لا تلتزم بوقف اطلاق النار.
وايران وروسيا يتحدثان مع النظام السوري لوقف اطلاق النار، فيما تسير المفاوضات ويجب ان تعطي نتائج سريعة بشأن الحل السلمي في سوريا.
ويقول سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا ان موسكو ستضع كل ثقلها للتوصل الى اتفاق خلال شهر من بدء المفاوضات، حيث ستكون المفاوضات مكثفة وتلعب دورها روسيا وايران في الضغط على الرئيس بشار الأسد للقبول بشروط الحل السلمي، وتلعب تركيا دورها في الضغط على القوى المعارضة للوصول الى حل.
اما بالنسبة الى واشنطن، فلا يمكن عزلها والتنسيق الروسي -الأميركي ضروري من اجل جعل المعارضة المدنية تنسق أيضا مع واشنطن، وواشنطن تطالبها بالحل السلمي، لان موسكو وواشنطن اتفقتا على ان الحل الفعلي في سوريا هو الحل السلمي وليس الحرب، مع العلم ان موسكو قاتلت الإرهاب ووضعت قوى جوية ضخمة، وضربت الإرهاب بكل قواتها وهي مستعدة لضرب الإرهاب اذا لم يلتزم بوقف اطلاق النار.
الملفات الثلاثة لروسيا وتركيا وايران سيجري عرضها بين الوزراء الثلاثة، واليوم الثلثاء ستبدأ المفاوضات بينهم وستنتهي ليلا، الى تصور مشترك للحل وتحديد موعد بدء المفاوضات في كازاخستان في الاستانة، ودعوة النظام السوري لارسال مندوبيه، ودعوة المعارضة المدنية لارسال مندوبيها على ان تبدأ الاجتماع في الاستانة في اول الأسبوع المقبل. فهل تتفق الدول الثلاث تركيا وايران وروسيا على الحل؟ ام يحصل تمايز في الرأي وتستمر الحرب في سوريا.
ويترافق اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران مع اجتماع وزراء دفاع الدول الثلاثة، الذين سيبحثون الوضع العسكري ويقدمون اقتراحاتهم الفعلية على الميدان على الأرض، فروسيا موجودة ولديها كل المعلومات العسكرية، وايران موجودة ولديها المعلومات العسكرية وتركيا لديها أيضا معلومات عسكرية، ولذلك يعتبر اجتماع وزراء دفاع الدول الثلاث، في ذات الوقت الذي يجتمع فيه وزراء الخارجية هو تكملة لوضع خطة عسكرية للحل في سوريا. فاذا تقرر وقف اطلاق النار فوزراء الدفاع سيتولون الامر، واذا تقرر اجراء مفاوضات بين المعارضة المدنية واكمال الحرب على الإرهاب سيتم التنسيق بين وزراء دفاع روسيا وتركيا وايران وتشترك كل دولة بقوة لضرب الإرهاب في سوريا الى جانب الجيش العربي السوري، مع العلم ان دمشق ترفض دخول أي جندي تركي الى أراضيها، لكن اشتراك تركيا في موسكو مع ايران وروسيا في المفاوضات من اجل الحل في سوريا، سيؤدي بالنتيجة الى دور للجيش التركي على الأقل في المناطق الكردية، حيث ان تركيا تريد التدخل شاءت ام ابت سوريا بالنسبة الى ضرب الاكراد ومنعهم من إقامة حكم ذاتي في كردستان السورية.
الى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الايراني حسن روحاني في اتصال هاتفي، الازمة السورية بالتفصيل، خاصة، الوضع في حلب


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024