منذ 7 سنوات | لبنان / السفير


من المفترض أن تقوم الأجهزة الأمنية اللبنانية بشطب إسم نبيل سكاف "أبو مصعب" عن لائحة التعقبات، بعد إعلان مقتله، أمس، في حلب خلال قتاله الى جانب "داعش".

ويعتبر سكاف المطلوب الرقم واحد شمالاً، بالنسبة لكل الأجهزة الأمنية، كونه يمتلك كنزاً من المعلومات عن الكثير من خلايا "داعش" التي أنشأها في شمال لبنان وقاتلت واستهدفت الجيش اللبناني، أو تلك التي ساهم بتسهيل إنتقالها الى سوريا لتقاتل الى جانب "داعش"، أو تلك التي تواصل معها من سوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحثها على التجنيد لمصلحة التنظيم.

وكانت مخابرات الجيش اللبناني وشعبتا المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام قد أوقفت خلال السنتين الماضيتين عددا من الأشخاص في طرابلس والضنية والمنية بسبب ارتباطهم بـ"داعش" عن طريق سكاف.

في العام 2012 بدأ إسم سكاف يتداول على المستوى الأمني في منطقة الشمال على أساس أنه شخص متشدد يحمل فكر "القاعدة" ويعطي دروسا دينية في مساجد مختلفة لا سيما في منطقة المنية، ويكفّر الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى ويحرّم الانتساب إليهم.

وفي يوم 27 تشرين الثاني من العام 2013، نفّذت مخابرات الجيش عملية أمنية في المنية أسفرت عن اعتقال سكاف بتهم المشاركة في أحداث وادي خالد، وإرسال شباب للقتال في سوريا وتأمين الدعم المالي واللوجستي لهم، وقد حصلت توترات على خلفية توقيفه في المنية لجهة قطع الطريق الدولية من قبل بعض الشبان، والتي سرعان ما تصدى لها الجيش، لكن توقيفه لم يدم طويلا حيث تم إخلاء سبيله بعد فترة قصيرة لعدم كفاية الأدلة ضده.

لم ينقطع سكاف عن العمل العسكري بعد إخلاء سبيله، بل برز إسمه أكثر فأكثر في معارك التبانة ـ جبل محسن، وعلاقته بخطف عدد من العسكريين (منهم طنوس نعمه)، وتحريك المسلحين بأمرٍ من "داعش".

كان هو أحد المنسقين مع أحمد سليم ميقاتي الملقّب بـ "أبو الهدى" بعد أن طلب منه أبو أيوب العراقي ذلك بهدف إنشاء "إمارة الضنية" المزعومة. كما اعترف "أبو الهدى" لاحقاً أنّه استقبل الجنود المنشقين عن الجيش والمطلوبين في شقته في عاصون بأمرٍ من "أبو مصعب".

وكما تبدو بصمته واضحة في "خلية عاصون"، فإنّ علاقته أيضاً أوضح في معركة بحنين التي خاضتها مجموعة الشيخ خالد حبلص (أوقف في 9 نيسان من العام 2015 على يد فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي) ضد الجيش اللبناني. وتشير معلومات أمنية الى أنه كان مسؤولاً عن الكمين الذي تم نصبه لدورية للجيش على طريق بحنين وأسفر عن استشهاد 11 عسكرياً.

ومع سقوط "مسجد هارون" التابع لحبلص خلال معركة بحنين في يد الجيش اللبناني، حاول سكاف فتح جبهة باب التبانة لقتال الجيش اللبنانيّ والتخفيف عن مجموعة حبلص، قبل أن يتوارى عن الأنظار مع حبلص وسائر أفراد مجموعته.

وتقول المعلومات إن "أبي مصعب" كان يتنقل متخفياً بين طرابلس والضنية والمنية ويقوم بتحريض الشبان على الالتحاق بتنظيم "داعش"، وكان على تنسيق مع أسامة منصور الذي توارى أيضاً عن الأنظار بعد معركة التبانة الأخيرة ضد الجيش، وقتلته "شعبة المعلومات" مع رفيقه أحمد . ن، في كمين نصبته لهما في اليوم نفسه الذي أوقف فيه الشيخ حبلص.

تجدر الاشارة الى أن مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى رصدت سكاف أكثر من مرة في أماكن متعددة لكنها لم تنجح في القبض عليه، قبل أن ينتقل مع زوجته وأولاده الى سوريا وينضم الى صفوف "داعش" ويبدأ القتال الى جانبه حيث انتقل مؤخراً للمشاركة في معارك حلب.

وحسب المعلومات الأمنية، فان عددا من الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية اعترفوا خلال التحقيق معهم أنهم كانوا على تواصل مع سكاف، وأنهم كانوا يستعدون للانتقال الى سوريا للانضمام اليه هناك.

وكانت عائلة سكاف في المنية تلقت اتصالا أمس تم إبلاغها فيه أن إبنها نبيل قد قتل في حلب، وهو من مواليد المنية وفي العقد الثالث من العمر.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024