منذ 7 سنوات | ثقافة / الأخبار

انتظرنا نحو 70 عاماً، تاريخ تبني شخصية «بامبي» الكرتونية في «ديزني» (1942) سينمائياً، حتى نكتشف أن العمل بأكمله يروّج للصهيونية. «بامبي» شخصية الغزال الصغير واليتيم لصاحبه النمساوي فيليكس سالتن، أخرجه الى الضوء عام 1923 على شاكلة قصة Bambi، لاقت رواجاً عالياً وصل الى بيع أكثر من 50 ألف نسخة له في الولايات المتحدة الأميركية. سالتن توفي بعد ثلاث سنوات على اقتباس «ديزني» القصة في الفيلم الشهير، إلا أنّ مقالاً بعنوان «بامبي... مانيفستو سياسي»، نشر أخيراً في صحيفة «لو موند» الفرنسية أعاد الفيلم والقصة إلى الواجهة.

إذ ارتكز إلى باحثين ذهبوا إلى الخلفية التي بنى عليها الكاتب شخصية بامبي والهدف من صناعتها، ليخصلوا إلى أنّ الشخصية «صورة مجازية عن وضع يهود أوروبا». واستشهدت الصحيفة بمقال نشره الباحث الأدبي الأميركي Paul Reitter في موقع Jewish Review Of Books عام 2014، كشف فيه أنّ سالتن قدّم الغزال الصغير بامبي كشخصية مقتلعة من جذورها، تفتقد الأمان بعد قتل والدتها، وهي في بحث دائم عن «أرض الميعاد» أرض الأجداد. كما نشرت الصحيفة مقطعاً مقتبساً لوالدة «بامبي» تشكو فيه إنعدام الأمان وغياب الثقة وتتنهد قائلةً «لا أحد هنا يشعر بالأمان (..) هذه المرارة المرعبة التي لا يبدو أن لها نهاية، تنشر الحقد والهمجية (..) تقوّض الوعي وتحطم العادات الجميلة وتدمر الثقة (..) نحلم بأن نعيش أياماً جميلة». ويكشف مقال «لوموند» النقاب عن شخصية الكاتب وميوله وأهوائه الصهيونية. منذ صدور كتابه «بامبي» (1923)، شارك في في العام نفسه في المؤتمر الثالث عشر للصهيونية الذي انعقد وقتها في تشيكوسلوفلكيا. وبعده بعامين نشر روايته الجديدة باللغة الألمانية بعد زيارته لفلسطين المحتلة بعنوان «بشر جدد على أرض قديمة». كما أنّه كان تلميذاً لأب الصهيونية تيودور هرتزل (1860-1904). وهكذا يتبين أن الشخصية الكرتونية «بامبي» التي اخترقت وعي أجيال وأجيال، ما هي الا عجينة في صناعة الدعاية الصهوينة، والأمر ليس مستبعداً في أن تكون شخصيات أخرى تتماهى مع هذه الدعاية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024