منذ 6 سنوات | حول العالم / Huffington Post



شاركت صحفية في مجلة أسترالية قراءها تجربة شخصية عاشتها مع صديقة مقربة لها، اكتشف من خلالها أن الصديقة واقعة في مشكلة أطلقت عليها "علاقة مالية سيئة" بعد أن ذهبت للتسوق معها ولاحظت أن زوجها يتصل بها كل نصف ساعة؛ من أجل أن "يتحقق من مبالغ إنفاقها".

وجاء في المقال الذي نُشر في مجلة Honey وخصصته الكاتبة ديلفين ياسا لشرح مفهوم  "الإساءة المالية"، أنه "في بادئ الأمر، بدت الاتصالات كأنها من جانب المرح، ولكن بمرور الوقت، أصبح زوج صديقتي غاضباً بشكل ملحوظ مما اشترته ومن حجم الإنفاق ومدى الأنانية التي تدفعها لإنفاق أموال الأسرة على أشياء يعتبرها زائدة على احتياجاتهم".

ووصفت ياسا صديقتها بأنها ناجحة في عملها وتجني الكثير من المال "وأنفقت ما يقارب من 90 دولاراً فقط، وخشيت أنها إذا أنفقت المزيد فسيداوم على تذكيرها بذلك طول حياتها"!


وأكملت الكاتبة الحكاية كاشفة أنها عندما التقت صديقتها بعد أسبوعين من يوم التسوق، أكدت لها الأخيرة أن زوجها تحقق من بطاقة الائتمان الخاصة بها بعد يوم وأجبرها على إعادة أحد الأشياء الغالية التي اشترتها.

وقالت الصديقة: "يبدو هذا موقف مبالَغاً فيه، ولكن زوجي يركز في الوقت الحالي على بناء مستقبلنا المالي. وعلاوة على هذا، فهو أفضل مني في الأمور المالية".

ياسا، التقت المدير التنفيذي لمنظمة الأسرة الأسترالية، مايكل شبهان، الذي يقول إن الإحصاءات الأخيرة تُظهر أن مليوني امرأة أسترالية من اللاتي تأثرن بالعنف الأسري يواجهن إساءات مالية أو اقتصادية، الأمر الذي ما زال يظهر حتى وقتنا هذا على أنه من أشكال إساءة معاملة الشريك "الأقل وضوحاً" مقارنة بالعنف البدني أو الجنسي الذي يهيمن على عناوين الأخبار.

ويقول شبهان كذلك إن العديد من النساء في مثل هذه العلاقات لا ترى هذه الدلائل أو الإشارات حتى تتعمق أو يشير أحد الأشخاص المقربين إلى هذه الإساءة، "إن العنف الأسري يتعلق بالسيطرة على الشريك، ويعد ذلك ضمن أساليب الإساءة القوية التي تهدف إلى جعل الضحية عاجزة من الناحية المالية ومنعزلة من الناحية الاجتماعية وغير قادرة على إنهاء العلاقة".

"عندما تستمعين بشكل منتظم إلى أشياء مثل (لست جيدةً في الأمور المادية) أو (لا يحظى عملك بهذا القدر من الأهمية( أو (من هي المرأة التي يمكنها ترك صغارها بالمنزل والذهاب إلى العمل؟)، فحتماً ستصدقينها وتمتنعين عن النظر لما يجري بالفعل"


ما معنى الإساءة المالية؟

وفقاً لقانون الحماية من العنف الأسري لعام 2008، لم يُوصف العنف الأسري بأنه سلوك بدني أو جنسي مسيء فحسب، وإنما أيضاً بالسلوك الاقتصادي المسيء.

وعلى الرغم من طول القائمة التي تضم أشكال الإساءة المالية أو الابتزاز المالي، يقول شيهان إن هناك العديد من الأشكال الرئيسة التي يمكن أن تنطوي على الإساءة.

ويضيف، موضحاً أن الحاجة إلى الدخل تمنع العديد من النساء من التخلي عن مثل هذه العلاقات، "يتمثل الأمر الأول في أن النساء اللائي يقعن في هذه المواقف غالباً ما يُمنعن من العمل، أو الحصول على دخل أو تطوير حياتهن المهنية، وحتى لو سُمِح لهن بالعمل، فسيتحكم الشريك بشكل كبير فيما يمكنهن فعله أو ما لا يمكنهن فعله".

"تخبرني النساء بأنهن يرغبن في إنهاء العلاقة، ولكن يتخوفن من أنهن إذا فعلن هذا فسيُقحمن أنفسهن في حالة من الفقر وسيفقد أطفالهن كل الهوايات والمزايا التي يستمتعون بها في الوقت الحالي".

وسيستخدم العديد من الأشخاص الذين لا تعمل شريكتهم لغة التهديد بالتخلي عن العلاقة، "سيقولون غالباً أشياءً مثل "إذا استمريتِ في هذا، فسأتركك وستصبحين فقيرة ولن تتمكني من الاعتناء بالأطفال وبعدها ماذا بوسعك أن تفعلي؟".

ومن الأشكال الأخرى للإساءة المالية، المُحاسبة على كل دولار يجري إنفاقه- مثل ما حدث مع صديقتي.

وغالباً في هذا السيناريو، يجري استخدام حسابات مشتركة، أو إضافة راتب الضحية إلى حساب الشريك مع تعقُّب جميع عمليات الشراء.

ويوضح شيهان: "ربما لا يُسمح لها بامتلاك حساب مصرفي خاص بها وتحصل على مصروف شخصي كل أسبوع يراقبه الشريك من كثب".

"ربما يصر الشريك على أن هذا من أجل مستقبلهم المالي أو لأنه أفضل منها في إدارة الموارد المالية، ولكن من غير المحتمل أن يستخدم القيود نفسها عند استخدامه ماله الخاص، أو حتى تتعرف هي على ما يجنيه أو كيفية إنفاقه أو ادخاره". 

ومن ضمن الدلائل الأخرى على الإساءة المالية:



financial abuse

· تقييد الدخول إلى الحساب أو البيانات أو السجلات المالية

· اتخاذ القرارات الاستثمارية دون التشاور

· رفض المساهمة مالياً في الشؤون المنزلية

· رفض الدخول إلى الإنترنت أو الهاتف أو استخدام المواصلات لمنعها من العمل

· أخذ القروض وزيادة الديون باسمك والضغط عليكِ كي توقعي بطاقات الائتمان والقروض

· إخفاء المال عنك

· إشعارك دائماً بالعجز من الناحية المالية

· الضغط عليك لإقامة علاقة جنسية لإنجاب طفل وترك العمل

· الإصرار على "الأفضلية" مقابل المال، أترغبين في شراء زي مدرسي جديد للأطفال؟ اجثِ على ركبتيك.

· اتخاذ القرارات الحياتية الهامة (مكان العيش، المدرسة التي يذهب إليها الأطفال) دون التشاور

· الإصرار على أن تكون له اليد العليا لأنه يربح المال، وأنتِ ليس لك رأي في اتخاذ أي قرار

· يُصبح عدوانياً وانفعالياً إذا زاد إنفاقك على المسموح

ويضيف شيهان قائلاً: "ما تجدر ملاحظته هو أن الشركاء المسيئين اقتصادياً لا يلجأون إلى هذا السلوك مرةً واحدة، وبدلاً من ذلك يستغرقون الوقت لاستدراج الضحية بالطريقة نفسها التي ينتهجها الآخرون".

ويحذر شيهان: "في البداية، سيبدو جذاباً وسخياً في الإنفاق؛ لتشعري بالراحة وتعتقدي أنه رائع، ولكن بعدها، سيبدأ في التغير ببطء".

وعندها يظهر السؤال الغريب الذي يتعلق بمقدار دخلك، ومقدار إنفاقك، ولمَ تنفقين كل هذا؟

وربما يَعْقُب هذا حوار يتعلق بضم الموارد المالية معاً للادخار من أجل تحقيق هدف مالي مشترك، أو إصراره على تولي الأمور المالية؛ ولذا "يجب ألا تقلقي حيال ذلك". وسيعمل الشريك على تقليص الموارد المالية شيئاً فشيئاً؛ حتى يتمكن منكِ تماماً.

عندما تصل الأمور لهذا الحد، فإن على المرأة أن تتخذ موقفاً، حسب نصيحة الكاتبة الأميركية جينجر دين التي نصحت بالتخطيط "للخروج" من هذه العلاقة حسب مقال لها في النسخة الأميركية من "هاف بوست"

الحل في 3 خطوات

1- احصلي على عمل جانبي، ويفضل أن يكون من نوع الأعمال التي يمكن القيام بها من المنزل، وعبر الإنترنت دون إخبار الشريك.

2- حاولى أن يكون لك بطاقة ائتمان خاصة بك لا يعرف عنها شريكك شيئاً؛ لكي لا تتعرضي لمضايقته، وكذلك حساب بنكي خاص.

3- خططي رويداً رويداً للتخلص من هذه العلاقة حتى لو بالطلاق، إن مثل هذه العلاقات عواقبها وخيمة ولا يمكن الثقة باستمرارها أو إصلاحها؛ إذ إنها تتعلق بسيطرة الطرف الآخر وفرض رأيه بالقوة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024