منذ 6 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8



من لوحة خضراء خطّتها يد الخالق بإبداع إلى لوحة خطّها الإنسان بريشة الجشع والطمع فشوّهها، هي جبال لبنان التي تهاوت مساحاتها الخضراء أمام جبروت المقالع والكسّارات فأصبحت جباله التي كثيرًا ما هرب سكان المدينة إليها للشعور بسحرها وبلفحات هوائها المليئة بالنسمات، مجرّد محمية للكسارات، بحص ، حجارة وغبار ..  

ولأن لا من يحاسب، انتشرت المقالع والكسارات بشكل عشوائي في لبنان ، فتارة نجدها قريبة من القرى وطورا لا يُراعى فيها أدنى مقومات السلامة، وإن كانت شر لا بد منه إلا أن الأهمية تكمن في تسليط الضوء على سيئاتها ربما يتراجع من يقطع الطرقات ويعتصم ضد قرار الوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يقضي بإيقاف وقف عمل الكسارات والمرامل ونقل المنتوج وبالتالي وقف عمل الشاحنات.  

فمن التلوث الذي يطال التربة والمياه "كنهر الليطاني" والغبار الذي يؤدي إلى ضيق التنفس خصوصاً إذا احتوت الصخور على الغرانيت أو الصوان وتلويث العشب بطبقة كثيفة من الغبار، وتزعزع المنازل نتيجة الانشقاقات الناتجة عن التفجيرات  امرورًا بتأثيرها على النظافة العامة خاصة في فصل الصيف فتضطر سيدات المنازل إلى تكرار اعمالها اليومية بسبب الغبار المتجمع، وصولا إلى ضرب الإقتصاد كإنخفاض قيمة العقارات المجاورة وإلحاق الأذى بالأراضي المجاورة وباستعمالاتها السكنية والزراعية. 

 وإن كان هذا غيض من فيض من التأثيرات السلبية للمقالع في لبنان والتي تنتشر في كل المناطق اللبنانية إلا أن لعدم اتباع المعايير الصحية  شقّ آخر، فناهيك عن عدد الاشخاص الذين فقدوا حياتهم في تفجيرات الكسّارات أو فقدوا أحد اعضائهم كاليد أو الساق ، يتمسك أصحاب الكسارات بمهنتهم ولو أنهم اتبعوا المعايير الصحيحة لما وصلنا إلى قرار يقضي بإقفال هذه المرامل اليوم. 

 وإن كانت الحلول تحتاج إلى اتباع معايير السلامة العامة وإبعاد المقالع عن القرى والإلتزام بما تحدّده الدولة والجهات المعنية من ناحية اختيار المناطق المناسبة لوجود الكسارات بدلًا من القضاء على كل النظام الإيكولوجي والتنوع البيولوجي فلا بد من الإشارة إلى أهمية اتخاذ العاملين في المقالع لإجراءات السلامة العامة كلبس الخوذ والثياب الواقية . من هنا يجب المطالبة بإصدار قوانين تنظم عمل الكسارات والمقالع والمرامل وتضع شروطا عالية الدقة من جميع النواحي حماية للمواطن والبيئة ومصلحة العملين في هذا القطاع في آن.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024