منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل AFP




تظاهر الآلاف من مؤيدي الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو ومعارضيه في شوارع كراكاس عاصمة البلاد، حيث قُتل شخصان بالرصاص وسط أجواء من التوتر الشديد.


وقالت انغريد شاكون (54 عاماً) التي شاركت في التظاهرة المناهضة للحكومة «يجب إنهاء هذه الديكتاتورية. لقد تعبنا. نريد انتخابات ليخرج مادورو من السلطة لأنه دمر البلاد. لست خائفة».


وهذا التحرك هو السادس للمعارضة منذ بداية نيسان الجاري بغية المطالبة بانتخابات مبكرة واحترام البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي يهيمن عليها المعارضون، الذين مُنع مناصروهم من دخول وسط العاصمة حيث تظاهر أنصار مادورو.


في ثلاثة أسابيع، أسفرت موجة التظاهرات عن ستة قتلى وعشرات الجرحى. وتندد المعارضة بقمع تمارسه قوات الأمن التي اعتقلت أكثر من مئتي شخص.


وقالت المدرسة نانسي غوزمان التي شاركت في التظاهرة الداعمة للسلطات «نحن الى جانب مادورو بقوة انطلاقاً من ولائنا لقائدنا الأبدي» الرئيس الراحل هوغو تشافيز.


وسط هذا التوتر، قضى شاب في السابعة عشرة بعد إصابته برصاصة في رأسه في سان برناردينو بشمال غرب كراكاس وفق مصدر طبي. وجرى ذلك عندما ألقى مجهولون على دراجة نارية قنابل مسيلة للدموع على تظاهرة للمعارضة، وفق ما أفاد شهود.


كما قتلت امرأة تبلغ 23 عاماً في غرب فنزويلا، بحسب مدعين عامين ومنظمة غير حكومية.


وقال مصدر في مكتب الادعاء العام إنه «تم إطلاق الرصاص على المرأة في رأسها»، فيما أفادت منظمة بروفيا الحقوقية غير الحكومية أن المرأة قضت «في سياق التظاهرات» التي اندلعت في البلاد.


واغلقت نحو عشرين محطة مترو والعديد من المتاجر في كراكاس فيما منع جنود وشرطيون المعارضين من سلوك الشوارع الرئيسية المؤدية الى وسط العاصمة.


وتصاعد التوتر فجأة مساء الثلاثاء مع إعلان مادورو تفعيل «خطة زامورا» من أجل «دحر الانقلاب وتصاعد أعمال العنف».


وقبل ساعات من بدء التظاهرات، ندد الرئيس الفنزويلي مجدداً بمحاولة انقلاب، موجهاً اتهاماته تحديداً هذه المرة إلى الولايات المتحدة. وقال مادورو خلال اجتماع في قصر ميرافلوريس في كراكاس نقلته الإذاعة والتلفزيون إن «الولايات المتحدة» وتحديداً «وزارة الخارجية أعطت الضوء الأخضر للتدخل في فنزويلا».


لكن تحالف المعارضة في «طاولة الوحدة الديموقراطية» رفض هذه الاتهامات وندد «بالحروب الوهمية لمادورو ومؤامراته التي لا وجود لها».


كذلك دعا مادورو إلى ملاحقة خوليو بورخيز رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015 بتهمة «الدعوة إلى انقلاب».


وكان رئيس البرلمان دعا القوات المسلحة إلى البقاء «وفية» للدستور والسماح للمعارضين بالتظاهر سلمياً، تعقيباً على إعلان قائد الجيش ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز «وفاء غير مشروط» لمادورو.


وأكد بورخيز أنه لا يطلب من العسكريين القيام بـ«تمرد» ولا «انقلاب»، بل أن «يوقفوا التجاوزات» و«المضايقات» و«القمع».


وأدت آخر موجة من التظاهرات ضد مادورو عام 2014 في البلد الذي يُصنف من الأشد عنفاً في العالم، إلى سقوط 43 قتيلاً بحسب حصيلة رسمية.


ودعا نائب رئيس البرلمان فريدي غيفارا المعارضين إلى «ملء الشوارع لنقول لمادورو إننا لن نسمح بديكاتورية».


وأعربت 11 دولة من أميركا اللاتينية عن قلقها داعية كراكاس إلى «ضمان» الحق في الاحتجاج سلمياً، في مسعى اعتبرته حكومة فنزويلا «تدخلاً سافراً» في شؤونها.


لكن مادورو لا يبدي استعداداً للتهدئة. وبعدما أعلن نشر قوات عسكرية تحسباً للتظاهرات، أكد تعزيز الميليشيات المدنية التي ستعد 500 ألف عنصر مع «بندقية لكل منهم» تحسباً لأي «تدخل أجنبي» محتمل.


وانطلقت موجة التظاهرات في الأول من نيسان (أبريل) الجاري إثر قرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو يقضي بتوليها صلاحيات البرلمان، ما أثار موجة احتجاجات ديبلوماسية دفعتها الى التراجع عن قرارها بعد 48 ساعة.


ويعتقد بعض المراقبين أن الحكومة ستكشف قريباً تاريخ الانتخابات المحلية التي أرجئت في 2016 إلى أجل غير مسمى، سعياً منها للتهدئة. غير أن المعارضة تريد المزيد وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024