شيع أقباط غاضبون أمس، ضحايا الاعتداءين ضد كنيستين في الإسكندرية وطنطا، فيما دخلت البلاد حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد هجومي أول من أمس، اللذين تبنى تنفيذهما تنظيم «داعش» بواسطة انتحاريين، وأوقعا 45 قتيلاً.


وفي دير مارمينا قرابة 50 كلم جنوب غرب الإسكندرية، شيع أقباط 7 جثامين ستدفن داخل الدير في أجواء غلفها الحزن والغضب والتوتر. وهتف المئات «ارحل ارحل يا عبد الغفار» في إشارة لوزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار. ولم تقتصر الجنازات على المسيحيين إذ شيع جثمان شرطية مسلمة هي العميد نجوى الحجار التي قتلت في تفجير الإسكندرية ضمن أربعة شرطيين آخرين قتلوا في التفجير. 


وكذلك جرى تشييع عريف الشرطة المسلمة أمنية رشدي


في الإسكندرية، بحسب ما بثته قناة «اكسترا نيوز» الفضائية الخاصة.


وطبقت حالة الطوارئ لعقود طوال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك لكنها ألغيت في أيار 2012 إبان حكم المجلس العسكري الذي خلف مبارك. وقد أعيد العمل بها لشهر بعد إقالة الرئيس محمد مرسي، وهي مطبقة أصلاً منذ نهاية العام 2014 في شمال شبه جزيرة سيناء حيث ينشط الفرع المصري من تنظيم «داعش - ولاية سيناء». ويجري تجديدها كل 3 أشهر.


وكان السيسي أعلن مساء الأحد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر ونال موافقة الحكومة. 


وأفاد مرسوم للرئيس، نُشر في الجريدة الرسمية، أن «حالة الطوارئ دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة الواحدة ظهراً في جميع أنحاء البلد لمدة ثلاثة أشهر».


ويتعين على رئيس الدولة أيضاً الحصول على موافقة البرلمان في غضون سبعة أيام. لكن الأمر يبقى شكلياً، لأن غالبية النواب تؤيد السيسي.


وقالت الحكومة في بيان إن «القوات المسلحة وهيئة الشرطة ستتولى اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين».


وتوسع حالة الطوارئ سلطة الشرطة في توقيف المشتبه بهم ومراقبة المواطنين وتحدّ من الحريات العامة في التجمع والتنقل. 


كما أعلنت الحكومة في بيان أن عائلة كل ضحية ستتلقى نحو 5200 دولار بمثابة تعويض فضلاً عن راتب شهري نحو 80 دولاراً.


ويأتي الاعتداء على الكنيستين فيما تستعد القاهرة لاستقبال البابا فرنسيس في 28 و29 نيسان الجاري. وأعلن المسؤول الثالث في الفاتيكان في مقابلة نُشرت أمس، أن البابا فرنسيس سيبقي زيارته لمصر المقررة برغم الاعتداءين.


ويُشكل أقباط مصر كبرى الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وواحدة من أقدمها.


لكن ديبلوماسيين ومصادر في الفاتيكان حذروا من أن الزيارة قد تكون مهددة أو يتم تعديل أجزاء منها إذا تدهور الوضع الأمني.


ومن المقرر أن يقضي البابا نحو 27 ساعة في العاصمة المصرية القاهرة، ويجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس بطريرك الأقباط الأرثوذكس.


وقال الأسقف أنجيلو بيكيو نائب وزير خارجية الفاتيكان لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية إنه برغم أن الأحداث التي وقعت يوم الأحد مروعة فإنها «لا يمكن أن تمنع البابا من القيام بمهمته للسلام».


وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالاً بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي لتقديم تعازيه بضحايا الاعتداءين.


وتحادث ترامب مع السيسي معرباً عن «أعمق التعازي لمصر وللأسر التي فقدت أحباءها في الهجمات الإرهابية الشنيعة ضد الكنائس المسيحية في أحد الشعانين» (السعف).


ميدانياً وفي سياق متصل، قالت وزارة الداخلية المصرية إن قوات الأمن قتلت 7 أشخاص إرهابيين يعتنقون أفكار «داعش»، وكانوا يخططون لاستهداف دير وعدد من المسيحيين. وأضافت أن السبعة كانوا مطلوبين في قضية أمن دولة عليا وقتلوا خلال مداهمة مخبأ لهم في منطقة جبلية بمحافظة أسيوط جنوب مصر.


وقالت الداخلية إن هذه المجموعة كانت تخطط لاستهداف دير بأسيوط وعدد من المسيحيين وممتلكاتهم وعدد من رجال الشرطة والمنشآت الأمنية والاقتصادية والرياضية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024