منذ 7 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8

في ريعان شبابهم يرحلون وهم عن استقرار وطنهم يدافعون، فبعد يومين على استشهاد الرقيب أول في قوى الأمن الداخلي شادي الحاج في الرويسات، أبى الدركي عفيف جعفر إلّا أن يكون أول من يلتحق به لينضم إلى قافلة العزة والكرامة.

عفيف بطل من أبطال قوى الأمن الداخلي الذين يحملون حياتهم على كف يديهم ويخاطرون بها مراراً لننعم نحن بالأمان، ها هو اليوم قضى شهيداً على مذبح الوطن أثناء قيامه بواجبه على يد آثمة.

بلا إنذار قُطف كوردة من بستان الوطن، وبرصاصة غدرٍ قضى عفيف أثناء قيام قوى الأمن الداخلي بعملية توقيف لأحد أخطر المطلوبين بمذكرات عدلية عدة في منطقة الأوزاعي ويدعى عيسى المقداد.

وبعد انتشار الخبر ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بمقطع فيديو نُشر للشهيد خلال لحظة استشهاده كما انهالت التعليقات الغاضبة والمواسية والفخورة بهذا البطل الشجاع، حيث قدّم رواد مواقع التواصل التعازي لذويه ولمؤسسته، ومنهم من وجّه اللّوم للدولة واعتبروا أنها حين تحاكم المجرمين وتقوم بتطبيق عقوبة الإعدام للقاتل لن نرى مثل هذه الجرائم، والبعض الآخر تساءل وقال: " قوى الأمن تحمينا فمن يحميهم"؟..

وبالعودة إلى تفاصيل العملية فقد استشهد الدركي عفيف جعفر في محلة الأوزاعي أثناء مطاردة دورية من مخفر الاوزاعي أحد السارقين المدعو عيسى المقداد، بعدما أعلمت بأنه سرق محلاً للهواتف الخليوية عند مفترق البرج، لكن المقداد لدى مشاهدته الدورية تمكن من الفرار، ولجأ إلى طرق داخلية لا يمكن للآليات العسكرية سلوكها، وعلى بعد 500 متر قام بسلب سوري بقوة السلاح.

ولدى إعلام الدورية بعملية السلب الثانية، توجهت معززة بقوة من الجيش لمطاردته، وقد تمكنت من تطويقه في محلة الـ"بيكنيك" أمام المغسل،حيث تعرض أحد عناصر الدورية لإطلاق نار، عندها أطلقت النار باتجاهه فأصيب في رجله وأمكن توقيفه بعد تجريده من سلاحه، وبناءً على إشارة القضاء نقل المقداد الى أحد المستشفيات للمعالجة وسط حراسة أمنية للتحقيق معه.

وتعليقاً على ما حدث أطلقت عشيرة آل المقداد بياناً نعت فيه ببالغ الأسى واللوعة الشهيد عفيف جعفر، مؤكدة أن مصاب عشيرة آل جعفر الكريمة هو مصابها وأن جراحهم جراحها. وإذا شددت العشيرة أيضاً على وقوفها خلف القوى الأمنية وعديدها للإقتصاص من القتلة ومخربي السلم الإجتماعي.

بدورها قوى الأمن الداخلي كانت قد أعلنت أنها قدمت اليوم شهيداً جديداً على مذبح الوطن قضى أثناء مطاردة أحد المطلوبين في الأوزاعي.

وعاهدت قوى الأمن الشهيد على استكمال مسيرتها في حمل شعلة الأمن والزود عن حياة المواطنين وممتلكاتهم، فتجسد الدرع الواقي لهم، لتدرأ عنهم الاعتداءات الغادرة والاجرامية التي ترتكبها عصابات الأشرار، داعية المواطنين الى التعاون معها في الابلاغ عن كل مطلوب ومجرم يشاهدونه أو يعرفون عنه شيئاً، إذ أنهم يشكلون الخطر الأكبر على المجتمع وأبنائه.

وطالما هناك عيون ساهرة على حماية هذا الشعب الذي يكبر بكم، كلنا أمل أنّ السلام والأمان سيغمر سماء لبنان.. فلكم ننحني وكل التحية لدمائكم الزكية، فبكم يا حماة الوطن نفتخر وبكم نحيا وبجهودكم يبقى الوطن.. وهنيئاً لك يا عفيف فستبقى الشعلة التي لن تنطفئ أبداً، فاسترح في عليائك ونم قرير العين، فدماؤك الطاهرة روت أرضاً ستنبت فخراً على جبين هذا الوطن..



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024